القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائي الذي يقام في حسينية الإمام الحسين(ع) في جلالا البقاعية، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والحزبية والاجتماعية وحشد غفير من الناس وجاء فيها :
تأتي كل سنة عاشوراء الينا لتجدد فينا روح العزيمة والصبر والارادة لكي نقوم بكامل المسؤوليات الملقاة على عاتقنا تجاه واقعنا وامتنا ونتمثل بذلك الإمام الحسين(ع).
وأضاف سماحته: كل عام نجدد مشاعر الحب والعاطفة والولاء من خلال ذرف الدموع والحضور إلى هذه المجالس، والأهم ان تحفزنا هذه المشاعر ان نتمثل الحسين الذي شكل انموذجا للبشرية جمعاء بما قدمه من تضحيات لترسيخ قيمة الحق والعدل في التاريخ الإنساني، ولصون هذا الدين الذي انزله الله نقيا صافيا من كل تحريف اراده الظالمون والمستبدون لشرعنة الظلم والباطل وللقبول بالذل والخضوع وأن تملك الأمة قرارها وحريتها في وجه كل ظالم ومحتل وان لا تكون صدى او العوبة بيد الآخرين.
وتابع: لقد كان الحسين(ع) واعيا منذ انطلاقة ثورته لحجم التحديات والتضحيات والمخاطر التي تواجهه فهو لم يثر ضد شخص بل ضد منطق الصمت والخضوع والقبول بالامر الواقع وهو لم يكن ينظر إلى حاضر الأمة فحسب بل إلى مستقبلها وان يوقظها من سباتها ويخرجها عن صمتها.
وأشار إلى ان مسؤوليتنا ان نترجم هذه العاطفة إلى مشروع إنساني عملي في حياتنا نعبر عنه في ساحة الحياة من خلال السعي لتحقيق الاهداف التي انطلق منها الحسين(ع) وكل الأئمة الذين جاؤوا من بعده وكانوا استكمالا لحركة رسول الله(ص).
ودعا سماحته إلى مقاربة خلافاتنا الداخلية بالحوار الشفاف والصريح على خلفية ان هناك الكثير مما يجمعنا، ولكن أغلبنا ادمن التركيز على ما يفرق فيما يفرض علينا مصيرنا المشترك ضرورة التواصل ومد الجسور وحل الخلافات بالتي هي احسن وبتقديم التنازلات لحساب هذا الوطن وإنسانه حتى نستطيع ان نبني مجتمعا متماسكا في وجه كل هذه التحديات الكبرى التي نعيشها في هذه المرحلة.
واوضح: اننا لا نريد لعاشوراء ان تبقى في الدوائر الضيقة والمذهبية ولا نفصل موسم احيائها على دوائرنا بل نريدها ان تبقى في الدائرة الإسلامية الأوسع وفي الدائرة الإنسانية العامة.
واردف:ان كربلاء تتجسد اليوم في غزة في صمود اهلها وتضحيات وبطولة مقاومتها فهي وحدت هذه الامة بكل مذاهبها وطوائفها حتى انها وحدت العالم في عمقه الإنساني كما شهدنا ذلك في هذا التضامن العالمي الواسع ضد هذا العدوان الاجرامي على شعب فلسطين.
ولفت إلى أننا عندما نكون موحدين نستطيع ان نصنع الكثير من الانجازات ومن مظاهر ذلك هذا الصمود الشعبي الذي يلقى مع المقاومة الباسلة من الامة كل هذا التقدير فهي التي حررت الارض وهي التي تقف في وجه عدوانه وتهديداته لكي تردعه وتبقي هذه الارض محررة وتحفظ سيادة هذا الوطن .
وختم بالقول : لا يمكن لامة تتمثل الحسين(ع) ان تقبل بتطبيع او ان توقع على صك بيع فلسطين وتسقط هذه القضية بل هي سوف تقف في وجه كل من يريد اسقاط هذه القضية حتى لا تسقط أوطاننا وامتنا.