استقبل العلامة السيد علي فضل الله وفدا من مبرة الخير في بنت جبيل التابعة لجمعية المبرات الخيرية برئاسة مديرة مجمع السيد عبد الرؤوف فضل الله (رض) التربوي الرعائي الحاجة رابعة بيضون يرافقها عدد من جهاز الأشراف الرعائي وعدد من ابنائها الأيتام مع أمهاتهم أضافة إلى طلابها الجامعيين حيث قدم له الوفد التهنئة بمولد الإمام المهدي(عج) وبحث معه في عدد من القضايا التربوية والرعائية والتحديات الأمنية التي تواجه العام الدراسي.
في البداية وضعت الحاجة بيضون سماحته بظروف عمل المؤسسة في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة الحدودية مع نزوح الأهالي حيت تم التعامل مع الواقع الجديد من خلال إطلاق خطة هدفها الحفاظ على العام الدراسي لطلاب المبرة من خلال توزيع قسم منهم على مدارس الجمعية في الجنوب وبيروت فضلا عن استخدام التعليم عن بعد لعدد آخر.
من جهته رحب سماحته بالوفد شاكرا له هذه الزيارة في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة الحدودية في الجنوب مشيدا بجهود القيمين على هذه المبرة وتفانيهم في عملهم وحرصهم على متابعة شؤون الايتام فيها وسعيهم الدائم من اجل تطويرها على مختلف الصعد معتبرا ان هدفنا الأساسي بناء الإنسان قبل الحجر.
وتوجه سماحته للطلاب الجامعيين من أبناء المبرة بالقول: أنتم تمثلون الصورة المشرقة والمضيئة لهذه المؤسسات التي وجدت من اجل خدمة الإنسان والنهوض بواقعنا واخراجه من ظلمات التخلف والجهل إلى نور العلم والوعي والمعرفة.
وأضاف سماحته: لقد استطعتم من خلال نجاحكم وتفوقكم بدراستكم الجامعية ان تكونوا رسل حقيقين لهذه المؤسسات في ابراز أهمية وجودها في احتضانها للأيتام والفقراء وإبراز طاقاتهم وامكاناتهم.
وتابع سماحته: أملنا بهذا الجيل الرسالي الواعي الذي يجمع بين العلم والمعرفة والايمان والأخلاق ان يغير واقع هذا الوطن المترهل الذي نعيش فيه الأوضاع الصعبة على مختلف الصعد نحو الأفضل ويعيد له مكانته بين الدول.
ودعا سماحته الطلاب إلى الانفتاح والتواصل مع المكونات الأخرى في هذا الوطن مع الحفاظ على هويتنا الإسلامية وقناعاتنا الفكرية والثقافية واستخدام الكلمة الطيبة التي تقرب المسافات وتزيل الحواجز وتخاطب العقل قبل القلب.
وقال: مشكلتنا في هذا الوطن اننا نركز دائما على نقاط الاختلاف والخلاف وننسى المشتركات وحتى الحوار ادخلناه في لعبة المجاملات والديكور والمصالح بدلا من ان نحوله إلى ثقافة تعم ارجاء المجتمع.
ولفت إلى ضرورة أن نعيد لهذا العالم قيم الإنسانية والأخلاقية التي للأسف فقدها ولاسيما ما نراه من سياسة تجويع ومجازر وجرائم ترتكب بحق الطفولة والإنسانية في غزة في ظل صمت عالمي للذين يدعون الحضارة وحقوق الإنسان.
وختم بالقول: إننا نمر بمرحلة صعبة ولكننا بوحدتنا الداخلية وقوتنا وصبرنا وتحملنا للضغوط سوف ننتصر على هذه التحديات.