29 كانون الأول 23 - 13:00
أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن “محادثة صعبة” في نهاية الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قرار إسرائيل حجب جزء من عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ومصدر مطلع على هذه القضية.
ووصف مسؤول أمريكي المكالمة، التي جرت يوم السبت الماضي، بين بايدن ونتنياهو بأنها كانت مكالمة محبطة ومن أصعب المحادثات، التي أجراها بايدن من نتنياهو، وقال إنها علامة على التوترات المتزايدة بين بايدن ونتنياهو، وفقاً لموقع “أكسيوس”، الذي أوضح أن عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق بين الطرفين تشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل للسلطة الفلسطينية، التي تعاني بالفعل من أزمة مالية .
وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، قد قرر في أكتوبر/تشرين الأول تعليق تحويل جميع أموال عائدات الضرائب بعد 7 أكتوبر لكن الحكومة الإسرائيلية قالت إنها ستحول جميع الأموال باستثناء تلك التي تقول إنها تذهب إلى غزة التي تديرها حماس .
وبحسب ما ورد، رفضت السلطة الفلسطينية قبول تحويل جزئي للأموال، مما أثار مخاوف في إدارة بايدن بشأن انهيار اقتصادي محتمل للسلطة الفلسطينية.
وقال “أكسيوس” إن هذه القضية باتت شوكة لنتنياهو الذي يواجه ضغوطا من إدارة بايدن للإفراج عن الأموال، ولسموتريتش الذي أبدى معارضته للإفراج عن أي من الأموال، ولو بشكل غير مباشر، وهدد بالاستقالة بسبب هذه القضية. الأمر الذي قد يعرض حكومة رئيس الوزراء الائتلافية للخطر.
وفي الأسابيع الأخيرة، ضغطت إدارة بايدن على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.
وأعربت إدارة بايدن عن مخاوفها من أن يؤدي الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية إلى تصعيد عنيف في الضفة الغربية المحتلة نتيجة عدم قدرتها على دفع رواتب قواتها الأمنية.
و قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن مكالمة يوم السبت التي استمرت 45 دقيقة بين بايدن ونتنياهو ركزت على المرحلة التالية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ولكن في نهاية المكالمة، أثار بايدن مخاوفه بشأن عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة.
ووفقا للمسؤولين، طلب بايدن من نتنياهو قبول الاقتراح الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنفسه قبل عدة أسابيع: وهو تحويل عائدات الضرائب المحتجزة إلى النرويج لحفظها حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه تهدئة مخاوف إسرائيل من وصول الأموال إلى حماس.
وقد قبلت السلطة الفلسطينية هذا الاقتراح بالفعل وأبلغت الولايات المتحدة أنها ستستأنف بموجب هذا الاتفاق أخذ جزء من عائدات الضرائب التي لم يتم حجبها، بحسب مسؤول أميركي.
وقال مسؤول أمريكي ومصدر مطلع على المكالمة إن نتنياهو تراجع عن موقفه وقال إنه لا يعتقد أن هذه فكرة جيدة بعد الآن. وقال لبايدن إنه لا يثق بالنرويجيين، وقال إن السلطة الفلسطينية يجب أن تقبل فقط التحويل الجزئي للأموال.
وقال المسؤول الأمريكي والمصدر المطلع على المكالمة إن بايدن رد بالقول إن الولايات المتحدة تثق في اقتراح النرويج وهذا يجب أن يكون كافيا لكي تثق به إسرائيل أيضا.
ووفقا للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، فإن بايدن أخبر نتنياهو أنه يجب عليه مواجهة المتشددين في ائتلافه بشأن هذه القضية مثلما يتعامل مع الضغط السياسي من الكونغرس بشأن الحرب في غزة.
وبعد بضع دقائق من المناقشة، قال بايدن لنتنياهو إنه يتوقع منه أن يحل هذه القضية، وأضاف أن “هذه المحادثة انتهت” وأنهى المكالمة، حسبما قال المسؤول الأمريكي والمصدر المطلع على المكالمة.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: “كان هناك شعور بأن الرئيس يبذل قصارى جهده من أجل نتنياهو كل يوم، وعندما يحتاج نتنياهو إلى رد الجميل وتحمل بعض المخاطر السياسية، فإنه لا يرغب في القيام بذلك”.
وحاول مسؤول أمريكي ثان، طُلب منه التعليق على هذه الرواية، التقليل من أهمية هذه الحجة، وقال إن نتنياهو لم يرفض فكرة النرويج، لكنه “قال فقط إنهم ما زالوا يعملون على حل الأمور من جانبهم”.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن المحادثة بين بايدن ونتنياهو كانت “جيدة ومثمرة”.