06 كانون الأول 23 - 15:00
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة بعد “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، ارتفع عدد حالات الإصابة بالأمراض المعوية والتسمم الغذائي بين جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ تلقى أزيد من ألفَي جندي إسعافات طبية منذ بداية الحرب بعد إصابتهم بعدوى الشيغيلا.
حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، واجه الاحتلال الإسرائيلي ارتفاعاً غير مسبوق في عدد المرضى في جنوده المتوغلين في قطاع غزة، إذ تم إجلاء 18 جندياً من جنود الاحتلال من غزة إلى قاعدة تدريب اللواء، لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم بتفشي مرض الدوسنتاريا، أو ما يعرف ببكتيريا الشيغيلا، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الإسهال والقيء.
في ظل انعدام النظافة وتبرعات غذائية غزيرة من الجمهور، يُرجّح الأطباء تفشي بكتيريا الشيغيلا بين صفوف القوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وقد أرسل الجيش فريقاً لتنظيف المنطقة التي كان يتواجد فيها الجنود، بينما تم إجلاء المصابين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة.
وفقًا للتقرير، تسببت بكتيريا الشيغيلا في حالات إسهال شديد وارتفاع في درجة الحرارة بين الجنود. ي يقول الدكتور تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام، إن هذا التفشي يُعتبر خطيراً للغاية، حيث يؤثر على جاهزية الجنود للقتال ويعرضهم للخطر.
وتشير تقارير إلى أن الجزء الأكبر من الطعام الذي يتناوله الجنود يأتي من التبرعات الغذائية، ما يثير تساؤلات حول جودة الإمدادات العسكرية. يجسد هذا الوضع تحديات جسيمة تواجهها قوات الاحتلال.
وحسب المصدر نفسه، أظهرت الإحصائيات أن نسبة تتراوح بين 75 إلى 80% من هؤلاء المجندين تم تصنيفهم مصابين في المعركة؛ إذ تمكن هؤلاء المجندون المصابون من العودة إلى تشكيلات وحداتهم واستمرارهم في مشاركتهم في غزو قطاع غزة.
يُصرح رسمياً بأن الجندي أصيب في ساحة المعركة مثل إطلاق نار أو مواجهة مباشرة أو إصابة جسدية، أو حتى كونه شاهداً على إصابات خطيرة ومواقف محفوفة بالمخاطر لآخرين؛ ما أثَّر على أداء الجندي المصاب، حيث يشير التقرير إلى تراجع في مستوى أدائهم نتيجة لتلك الظروف الصعبة.
ما هي عدوى الشيغيلا؟
حسب الدراسات تعتبر عدوى الشيغيلا، المعروفة أيضاً باسم داء الشيغيلات، من العدوى المعوية التي يُسببها نوع بكتيريا يُعرف بالشيغيلا. تتجلى أعراض الإصابة بشكل رئيسي في زيادة حدة الإسهال، الذي يتميز عادةً بالتشوهات.
يعتبر انتقال العدوى بالشيغيلا غاية في العدوى، حيث يصاب الأفراد عند تلامسهم لكميات صغيرة من البكتيريا المتواجدة في البراز الملوث. يُذكر أن هذا النقل يمكن أن يحدث في سياقات مختلفة، مثل بيئات رعاية الأطفال عندما يتواجد العاملون هناك دون غسل الأيدي بشكل كافٍ بعد تغيير حفاضات الأطفال أو مساعدتهم في استخدام المراحيض.
وفقاً للأطباء، يمكن نقل بكتيريا الشيغيلا أيضاً من خلال تناول أطعمة ملوثة أو جراء شرب مياه ملوثة أو السباحة في مياه ملوثة. يُشير الباحثون إلى أن الأطفال دون سن الخامسة يعدون في المجمل في أكبر خطر، ولكن لا يستبعد حدوث الإصابة في أي عمر.
تشير التقارير إلى أن حالات الإصابة الطفيفة بعدوى الشيغيلا غالباً ما تتعافى تلقائياً في غضون أسبوع. وفي الحالات التي تتطلب علاجاً، يُفضل عادة تناول مضادات حيوية وفقاً لتوجيهات الأطباء المختصين. يجدر التنويه بأهمية الوعي واتباع إجراءات النظافة للوقاية من انتقال هذه العدوى الشائعة.
أعراض مرض الشيغيلا
تظهر عادة علامات وأعراض الإصابة بعدوى الشيغيلا في غضون يوم أو يومين من التعرض للشيغيلا، وقد تمتد فترة ظهورها إلى أسبوع.
يمكن أن تشمل هذه العلامات والأعراض:
الإسهال، الذي قد يحتوي على دم أو مخاط.
آلام المعدة أو تقلصات المعدة المؤلمة.
ارتفاع درجة الحرارة.
الغثيان.
القيء.
تستمر هذه الأعراض عموماً لمدة خمسة إلى سبعة أيام، وفي بعض الحالات، قد تطول لفترات أطول. هناك أيضاً حالات حيث لا تظهر على بعض الأفراد أي أعراض بعد الإصابة بعدوى الشيغيلا، على الرغم من أن برازهم قد يظل مُعدِياً لبضعة أسابيع.
أسباب الإصابة بالشيغيلا
تحدث الإصابة بعدوى الشيغيلا عندما يتم ابتلاع بكتيريا الشيغيلا عن طريق الخطأ، وقد يحدث ذلك في حالات متنوعة، منها:
لمس الفم: تعتبر المخالطة المباشرة بين الأفراد الطريقة الأكثر شيوعاً لانتقال المرض. على سبيل المثال، يمكن أن يحدث انتقال العدوى إذا لم يتم غسل اليدين بشكل جيد.
تناول أطعمة ملوثة: يمكن للأشخاص المصابين بعدوى الشيغيلا الذين يتعاملون مع الطعام أن ينقلوا البكتيريا إلى الأفراد الذين يتناولون هذه الأطعمة. قد يكون الطعام أيضاً مصدراً للإصابة ببكتيريا الشيغيلا إذا نمت مكوناته النباتية في حقل يتعرض لمياه الصرف الصحي.
شرب المياه الملوثة: الماء قد يكون مصدراً للإصابة ببكتيريا الشيغيلا إذا تم اختلاطه بمياه الصرف الصحي، أو إذا سبح فيه شخص مصاب بعدوى الشيغيلا.
المصدر: عربي بوست