26 تشرين الأول 23 - 11:00
قال رئيس تحرير صحیفة "المستقل" في لندن "أعتقد بأن عملية طوفان الأقصى أرجعت القضية الفلسطينية إلى حرارتها وإلى عنفوانها في الشارع العربي والعالمي"، مصرحاً أنه "لولا الفيتو الذي تستخدمه أمريكا ضد أي قرار يدين الكيان الصهيوني لما تجرأت إسرائيل على فعل كل هذه الأعمال الإجرامية".
وأشار إلى ذلك، الكاتب والاعلامي العراقي ورئيس تحرير صحيفة المستقل في لندن "علاء الخطيب" في مقابلة خاصة له مع وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية عبر تقنية الاتصال المرئي حول القضية الفلسطينية وعملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
دور الإعلام في كسر صمت المؤسسات الحقوقية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية
وفيما يخص سؤال حول دور الإعلاميين والصحفيين في كسر الصمت للمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية إزاء جرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية، قال الكاتب والاعلامي علاء الخطيب: "الإعلام له دور كبير جداً في صناعة الرأي العام".
وطالب الإعلام بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية مؤكداً "لابد من كل المؤسسات الإعلامية التي لها بُعد إنساني أن تقف مع المقاومين في فلسطين".
وأردف الأستاذ علاء الخطيب قائلاً "الإعلام تسيطر عليه ماكينات الإعلام الكبيرة وتضخ عليه الأموال وبالتالي هذا الإعلام يشوّه الحقائق" مؤكداً أن "الماكينة الإعلامية اليوم هي كلها في الجانب الإسرائيلي".
استهداف الكيان الصهيوني إلى العديد من المساجد والكنائس في غزة
وحول استهداف الكيان الصهيوني إلى العديد من المساجد والكنائس في غزة، قال إن "إسرائيل ليس لديها خطوط حمراء إنسانية وهذا لم يكن ليحدث لولا الدعم الأمريكي والغربي وصمت المؤسسات الدولية" مؤكداً "من أمن العقاب ساء التصرف".
وأكدّ بأن "إسرائيل تعتدي على المستشفيات والمؤسسات العامة وعلى المساجد والكنائس وليس الأمر بغريب على السياسة الإسرائيلية"، موضحاً "إسرائيل لاتحترم الواقع الإنساني ولا تحترم الحقوق الإنسانية التي نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في سنة 1948 للميلاد وبالتالي ما نراه هو نتيجة الصمت الإعلامي والسياسي والتواطؤ السياسي مع هذه الجرائم ولولا الفيتو الذي تستخدمه الولايات المتحدة ضد أي قرار يدين إسرائيل لما تجرأت إسرائيل على فعل كل هذه الأعمال الإجرامية".
مستقبل مصير تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني
وفيما يخص مستقبل مصير تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بعد عمليات طوفان الأقصى والتطورات الأخيرة في غزة، قال "إن التطبيع هو تطبيع أنظمة وليس تطبيع شعوب".
وأوضح الكاتب والاعلامي العراقي أن "إسرائيل تعتقد بأن التطبيع مع الدول العربية ودول المواجهة سيوفر لها الأمن وسيطوي القضية الفلسطينية إلا أن طوفان الأقصى أثبت بأن التطبيع الخارجي لا علاقة له بالوضع الداخلي الفلسطيني وهو واقع مختلف تماماً".
وأردف مبيناً بأن "أهالي غزة والضفة الغربية هم أصحاب القضية والمعاناة ولن ينسوا قضيتهم وبالتالي فإن التطبيع الخارجي لا يمكن أن يُنسي القضية الفلسطينية أو يُميت القضية الفلسطينية".
واستطرد رئيس تحرير صحيفة المستقل في لندن، قائلاً "أظهرت كل الوقائع أن فلسطين لها أهلها ولها من يدافع عنها ولها مقاومون يستردون الحق وأن القضية الفلسطينية لا علاقة لها بما يجري في الخارج وكل ما تفعله إسرائيل منذ اتفاق مدريد 1991 حتى اتفاق أسلو 1993 وحتى السياج الحديدي بما يحمل من كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار مبكر وكل هذا لم يصد المقاومين الفلسطينيين من أخذ حقوقهم ومن وضع بصمتهم من أن الحق الفلسطيني لا يضيع لا بالتطبيع ولا بغيره".
محاولات تهجير أهل غزة إلى جنوب القطاع أو إلى سيناء
وتطرق علاء الخطيب في حديثه لـ "إكنا" إلى موضوع محاولات تهجير أهل غزة إلى جنوب القطاع أو إلى سيناء وما إذا كان ذلك يتحقق فعلاً قائلاً: "هذا مجرد حلم ليس بجديد بل أطلقه، بنيامين نتانياهو، في عهد الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، وطرح موضوع تهجير الغزاويين إلى مصر وأهالي الضفة الغربية إلى الأردن".
وقال إن "هذا لا يمكن أن يحدث لعدة أسباب منها؛ أولاً: إن أعداد الفلسطينيين في الأردن كبيرة وكثيرة ولا يمكن نقل الفلسطيني من الضفة الغربية إلى الأردن لأنه سيحدث تغييراً ديموغرافياً كبيراً جداً وهذا يؤثر على الواقع السياسي في الأردن وربما هناك نتائج عكسية ستظهر في هذا الصدد. وثانياً: مهما حاولت إسرائيل أن تقتلع جذور الفلسطينيين لا يمكنها ذلك. وثالثاً: مصر والدول العربية والأمة الإسلامية جميعهم رافضون لهذا الأمر".
وأكد رئيس تحرير صحيفة المستقل في لندن، "هذا حلم صهيوني لا يمكن أن يتحقق فهم يحاولون أن يحلوا مشكلتهم مع فلسطين ولكن حلولهم جميعها حلول ترقيعية" مؤكداً أن "الحل للقضية الفلسطينية هو إرجاع الحق الفلسطيني إلى أهله وأن تكون هناك دولة فلسطينية على أرض فلسطين عاصمتها القدس الشریف يتحكم أهلها بسيادتهم وبمصائرهم وبقرار حق تقرير المصير".
أسباب زخم المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة في الدول الغربية
وردّ على سؤال حول أسباب زخم المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة في الدول الغربية رغم قرار الحظر الذي فرضته الحكومات الغربية، قال: "يجب الفصل بين الشارع الغربي والمؤسسات الرسمية الغربية؛ المؤسسات الغربية محكومة بمعادلة إسرائيل والولايات المتحدة بينما الشارع الغربي بشكل كبير يحمل مشاعر تجاه ما يحصل في غزة من قتل الأطفال وتدمير المنازل وضرب المؤسسات الأهلية والمستشفيات".
وأردف موضحاً أنه "حدثت في كثير من البلدان الغربية سواء في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا مظاهرات كبيرة هذا فضلاً عن الدول الإسلامية، هذه المظاهرات عبّرت بشكل قاطع عن رفض ما تقوم به إسرائيل من عدوان على غزة وعبّرت بشكل قاطع عن دعم فلسطين ودعم الحق الفلسطيني في أن يكون لهم دولتهم المستقلة".
وفي معرض رده على السؤال أوضح قائلاً "أرجعت هذه المظاهرات الصوت الفلسطيني إلى الشارع الغربي وكادت القضية الفلسطينية أن تُنسى ولكن أعتقد بأن عملية طوفان الأقصى أرجعت القضية الفلسطينية إلى حرارتها وإلى عنفوانها في الشارع العربي والعالمي".
مزاعم الإدارة الأمريكية بأنها تسعى لحل القضية الفلسطينية
وحول مزاعم الإدارة الأمريكية بأنها تسعى لحل القضية الفلسطينية قال علاء الخطيب: "الولايات المتحدة هي شريك حقيقي لإسرائيل وهي تقولها بملء الفم وهي لا تخفي ذلك".
وأشار إلى قول الرئيس الأمريكي "لو لم تكن هناك إسرائيل فعلينا أن نوجدها" قائلاً إن "إسرائيل هي من تؤّمن الرفاهية والاستقرار للغرب وهي من تؤّمن أسعار النفط بهذا المستوى هي أيضاً من تؤمن شراء الأسلحة من قبل دول الشرق الأوسط وتشغيل مصانع الأسلحة في الغرب".
وأضاف بأن "هناك في الشرق الأوسط تقديم لمرحلة الأمن والرؤية الأمنية على التنمية والرؤية التنموية وهذا كله نابع من وجود إسرائيل".
واختتم قائلاً "في هذا الإطار تدعم الولايات المتحدة أمنياً وعسكرياً ولوجستياً ومن قرار استخدام الفيتو تدعم إسرائيل وإن استقرار حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة هو حمل رسالة إلى جميع دول المنطقة بضرورة الحفاظ على المعادلة الحالية في المنطقة ولكنهم تغاضوا عن معادلة أخرى مهمة جداً هي أن عدداً من الرجال لا يتجاوزون الـ 150 رجلاً استطاعوا أن يذلوا كل التكنولوجيا الإسرائيلية والقبة الحديدة وكل ما تمتلك إسرائيل".
المصدر: إكنا