25 تشرين الأول 23 - 14:30
كشفت وسائل إعلام عبرية، عن حالة من الغضب في أوساط حكومة الاحتلال، بعد التصريحات التي أدلت بها المستوطنة يوخيفيد ليفشيتس بعد الإفراج عنها من قبل "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس).
وقالت صحيفة هآرتس العبرية الصادرة اليوم الأربعاء: إن مكتب رئيس الوزراء ومقر الأسرى والمفقودين، فوجئوا بالتصريحات التي أدلت بها ليفشيتس.
وبحسب مصادر في هاذين المصدرين، فإن المستوى السياسي يعتبر "تصريحات ليفشيتس حول العلاج الطبي والمعاملة الجيدة التي تلقتها من قبل "حماس"، بمثابة ضرر للصورة وللجهود الإعلامية الإسرائيلية".
وانتقد مصدر مشارك في الجهود الإعلامية الحربية "جهاز الإعلام القومي للاحتلال، الذي لم يتحمل المسؤولية عن الموضوع قبل المؤتمر الصحفي الذي عقد في مستشفى إيخيلوف في (تل أبيب)، والذي وصلت إليه ليفشيتس لدى عودتها إلى إسرائيل الليلة قبل الماضية".
وأضاف أن "تصريحات ليفشيتس حول المعاملة الإنسانية التي يتلقاها الأسرى لدى (حماس) أضرت بالدعاية الإسرائيلية، وكان من الصواب، على أقل تقدير، التوضيح لليفشيتس أو أفراد عائلتها أن الرسائل بهذه الروح تخدم العدو في وقت حساس".
وأضاف أنه في الحالات التالية "يجب على مركز المعلومات رعاية العلاقة بين وسائل الإعلام والمفرج عنهم من الأسرى" .
ووفق الصحيفة، "يحاول المسؤولون المشاركون في جهود التوعية، استخلاص الدروس من القضية" وزعموا أن "نقطة الضعف الرئيسية هي حقيقة نقل ليفشيتس إلى مستشفى إيخيلوف، حيث يكون الاحتكاك مع وسائل الإعلام كبيرًا. وذلك على عكس حالة المستوطنتين يهوديت ونتالي رعنان، اللتين تم إطلاق سراحهما عبر منشأة عسكرية معزولة، بعيدا عن وسائل الإعلام".
وقالت المصادر إنه بعد إطلاق سراح ليفشيتس، "سيتم التحقيق معها من قبل ممثلين عن أجهزة المخابرات وأعضاء مقر الأسرى والمفقودين بقيادة هيرش". وبعد ذلك، على حد قولهم، "طلب الممثلون منها ومن أفراد أسرتها عدم إجراء مقابلات إعلامية، لكنهم لم يقدموا ذلك كمطلب. وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال على اتصال أيضًا بقسم الناطقين في المستشفى قبل عرض ليفشيتس أمام وسائل الإعلام".
وتحدث ممثل عن مكتب نتنياهو ، صباح أمس، مع المتحدث باسم المستشفى، آفي شوشان، بعد مقابلة أجرتها ممرضة من المستشفى أدلت فيها بشهادتها حول المعاملة الجيدة التي تلقتها ليفشيتس، "وطلب منع طاقم المستشفى من التعبير عن مثل هذه الرسائل".
وزعم المحيطون بـ نتنياهو أمس "أنهم لم يكونوا على علم بنية ليفشيتس عقد مؤتمر صحفي، وأنه لم يكن بإمكانهم إرشادها بشأن الرسائل التي يجب أن تنقلها على أي حال".
وقال أفراد عائلة ليفشيتس "إنهم لم يطلعوا على أي شيء من قبل أي جهة حكومية قبل المؤتمر الصحفي، لكنهم أشاروا إلى أن هناك شخصًا طلب منهم عدم القول بأن ليفشيتس تلقت معاملة جيدة".
وأوضحوا أنهم "رفضوا الطلب وطلبوا من يوخيفيد أن تقول ما يدور في ذهنها".
وقال المتحدث باسم المستشفى شوشان إنه اتصل بنفسه بأفراد الأسرة عندما أدرك أن يوخيفيد تنوي إجراء مقابلة مع وسائل الإعلام.
وكتب في المنشور الذي نشره: "أكدت لهم أن عليهم أن يتذكروا أن هناك صراعا إعلاميا هنا. لا أستطيع ولا يجب أن أملي على أي شخص عائد من الأسر ما يقوله. أنا لست رقيباً وهذا ليس ضمن سلطتي. السؤال هو من الذي يملك الصلاحية، إن وجد شخص كهذا. هذه القضية الآن قيد المراجعة القانونية".
وقال أحد أفراد الأسرة: "فيما يتعلق بالرعاية الجيدة: فالحديث عن شروط أساسية جدًا، لقد احتفظوا بهم في قبو رطب تحت الأرض، وحصلوا على الغذاء والرعاية الطبية الأساسية". وعن المصافحة مع ناشط حماس الذي سلمها للصليب الأحمر، قال أفراد العائلة: "إذا عالجك طبيب لمدة أسبوعين، فإنك تصافحه".
وانتقد مدير الاتصالات في مقر أهالي المختطفين، رونين تسور، ما صدر في البيان الإعلامي. وقال: "سأذكر بالحقائق: العائلة قطعت الاتصال بالمقر أمس. لقد طلب أحدهم منها قطع الاتصال بالمقر. واليوم صادفنا مقابلة غريبة: في الوقت الذي تجري فيه جهود جبارة لإقناع العالم، ويجب إقناعه بأنه يجب إطلاق سراح الأسرى في أسرع وقت، يأتي أحدهم ويقول إنه يتم الاعتناء بهم بشكل جيد".
وكانت المستوطنة الإسرائيلية، ليفشيتس، التي أفرجت عنها "كتائب القسام"، أكدت أن "القسام" تعاملت معها بلطف ولم تتعرض للإيذاء، وأنها أكلت من نفس الطعام الذي يأكلونه"..
وقالت ليفشيتز بتصريح لوسائل الإعلام في مستشفى إيخيلوف في (تل أبيب): إن "حماس عاملتنا بلطف، ولبّت جميع احتياجاتنا، وخضعتُ لفحص طبي أثناء احتجازي"، وأضافت أن أفراد القسام "أكدوا لي أنهم مسلمون، ولن يتعرضوا لنا بالإيذاء، وكنا نتناول نفس الطعام الذي يتناولونه".
وكانت "كتائب القسام"، أعلنت الإثنين، أنها أطلقت سراح محتجزتين لديها عبر "وساطة مصرية وقطرية"، لكن الاحتلال الإسرائيلي رفض استلامهما، وفق بيان للحركة، كما أعلنت أنها أسرت عشرات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين خلال معركة "طوفان الأقصى" التي اطلقتها في السابع من الشهر الجاري.
المصدر: قدس برس