توصلت دراسة إلى أن مزيجا دوائيا لديه القدرة على علاج أحد أكثر أنواع السرطان فتكا وانتشارا على مستوى العالم، وهو نوع من سرطان الكبد الأولي يسمى سرطان الخلايا الكبدية (HCC).
في تجربة أُجريت على الفئران، وجد فريق الباحثين من معهد موناش للعلوم الصيدلانية (MIPS) أن تركيبة الدواء تعكس أعراض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، وبالتالي تقلل بشكل ملحوظ من ظهور سرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
واستخدمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Science Advances"، نموذج فأر يحاكي سرطان الكبد البشري الناتج عن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي لتنفيذ علاج مركب لمثبط إجهاد الشبكة الإندوبلازمية (ER) يسمى "BGP-15" مع مانع الالتهاب "Olamkicept".
وقد ثبت بالفعل أن كلا هذين الدوائين آمنان على البشر وقد تقدما إلى المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية البشرية للأمراض الأيضية و/أو الالتهابية الأخرى.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور مارك فيبرايو من معهد موناش للعلوم الصيدلانية، إن هذا اكتشاف مثير لمرض منتشر ومدمر بشكل خاص، مع معدل شفاء منخفض.
وأشار البروفيسور فيبرايو: "إن سرطان الكبد يتزايد بشكل ينذر بالخطر ويرجع ذلك إلى حد كبير، إلى زيادة السمنة ومرض السكري من النوع الثاني الذي قد يؤدي إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وهو عامل خطر معروف لسرطان الكبد".
ويتزامن الارتفاع في سرطان الكبد مع المرضى الذين يعانون من السمنة والأعراض المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وخاصة مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MAFLD).
وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن 25% من السكان يعيشون مع مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، مع نحو 15% من أولئك الذين تظهر عليهم علامات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
وعلى الرغم من الانتشار المرتفع لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي والارتفاع المثير للقلق في سرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، لا توجد حاليا علاجات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لوقف تطور المرض.
وأوضح البروفيسور فيبرايو: "بالنظر إلى أن إجهاد المفاجئ والالتهاب هما من السمات المميزة لسرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وأن BGP-15 وOlamkicept كلاهما أثبتا بالفعل أنهما آمنان، فقد قمنا باختبار ما إذا كانت هذه الأدوية - كعلاج وحيد أو مجتمعة - ستمنع التهاب الكبد الدهني غير الكحولي و/أو سرطان الكبد الناتج عن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في الفئران".
وتابع: "تماشيا مع فرضيتنا، تظهر الدراسة أنه على الرغم من أن العلاج الأحادي بأي من العقارين أبطأ فقد تقدم المرض بشكل طفيف، إلا أنه عند دمجهما، ظهر أنهما استراتيجية علاجية واقعية لعلاج التهاب الكبد الدهني غير الكحولي لدى الإنسان والتطور إلى سرطان الكبد، وهي أمراض تتطور بسرعة عند عدم تلبية الاحتياجات السريرية".
وأشار البروفيسور فيبرايو إلى أنه نظرا لأهمية هذا الاكتشاف، إلى جانب الحاجة الملحة لعلاجات جديدة آمنة وفعالة لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وسرطان الكبد المدفوع بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، يأمل الفريق في النهاية أن تتقدم النتائج التي توصلوا إليها نحو التجارب السريرية.
المصدر: ميديكال إكسبريس