نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول كبير في "جيش" الاحتلال أنّ استمرار الضرر في كفاءة الوحدات في "جيش" الاحتلال، ستتسبب بخطر على "مشاريع أمنية مهمة".
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم"، إنّ كلام المسؤول جاء على خلفية المحادثات عن الخشية من ضرر في كفاءة "الجيش" الإسرائيلي التي باتت تعتمد أصلاً على قوة بشرية مقلّصة.
وذكر المسؤول العسكري الإسرائيلي أنّ "انتقادات نتنياهو لمسؤولي الجيش بتحمّل المسؤولية وإطلاع الإعلام والنقاش الخارجي بشأن وضع الكفاءة يُلحقون الضرر بالردع حيال أعدائنا"، مضيفاً أنّ هذه الانتقادات "تسببت بإحباط لدى مسؤولي الجيش الإسرائيلي".
كما قال مسؤولو "جيش" الاحتلال إنّ "هجمات وزراء وأعضاء في الائتلاف الحاكم على الطيارين والجيش تُلحق الضرر بالتماسك والوضع في الجيش، وأن هذا يجب أن يتوقف".
في غضون ذلك، تحدّث قائد سلاح الجو في "جيش" الاحتلال، في الجلسة، عن محادثته الصعبة التي أجراها مع طياري الاحتياط، وشدّد على أنّه دعاهم إلى التطوع وانبرى ضد رفض الخدمة، لكن في الوقت نفسه ينظر الضباط في "الجيش" إلى نتنياهو ويرون فيه المسؤول الوحيد عن هذا الوضع.
من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لهم في المحادثة، إنّه يريد تسوية في التعديل القضائي، لكن في ظل المواجهة مع المعارضة في الأشهر الأخيرة، فإنّه يشك في إمكانية التوصل إلى حل وسط. وخلال حديثه مرّر رسالة أنّ هناك إمكانية لأن يستمر التشريع و"يجب الاستعداد لذلك".
ضرر كفاءة "الجيش" لحق بكل المنظومات
وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود، داني دانون: "نحن في أزمة، هناك ضرر لحق بكل المنظومات"، وذلك في معرض حديثه عن الأهلية في الكفاءة في "الجيش" الإسرائيلي.
وأضاف دانون في مقابلة إذاعية :"أنا أعتقد وبصدق أنّ الجيش الإسرائيلي حَذِر في الظهور والحديث عن أرقام ونسب- هذا صحيح وأنا أبرر هذا الخط لرئيس الأركان. بالطبع هناك ضرر. نحن في ذروة أزمة، لا يمكن التغاضي عن ذلك، ولذلك هناك مس بكل المنظومات".
وتابع أنّ هناك من يحاولون تعظيم وتضخيم ما يحصل في "الجيش"، وهناك من يحاول تقليصها. واعتبر أنّه من المفترض الاستعداد إلى المواجهة المقبلة، مضيفاً: "أعداؤنا في الخارج يستعدون لهذه المواجهة".
نتنياهو يفضّل الولاء السياسي على الكفاءة العملياتية
ونشرت صحيفة "هآرتس"، مقال للمحلل السياسي، ألوف بن، يتحدّث فيه عن أزمة سلاح الجو في جيش الاحتلال، وكيف يفضّل نتنياهو الولاء السياسي على الكفاءة العملياتية. قائلاً إنّ نتنياهو، مثل حكّام آخرين، سيُسر "بتطهير الجيش من الضباط الذين لا يتماثلون معه شخصياً وسياسياً".
وأوضح أنّه عندما عاد نتنياهو إلى السلطة في العقد السابق، اصطدم بمعارضة قاسية من القيادة الأمنية لفكرة الهجوم الإسرائيلي على منشآت النووي في إيران، ولم ينجح في التغلب عليها. خاصةً وأنّ مسؤولي "جيش" الاحتلال وأجهزة الاستخبارات يميلون إلى الإصغاء للرياح التي تهب من واشنطن.
كذلك، أشار المقال إلى أنّ نتنياهو أيضاً يدرك أهمية دعم الولايات المتحدة لـ "إسرائيل". لكنه يفضّل التشاجر علناً مع إدارات ديمقراطية (كلينتون، أوباما، بايدن) وتعزيز دعم "القاعدة" الدينية واليمينية في "إسرائيل".
وأكّد أنّه في أوضاع كهذه، من المريح لنتنياهو تقديم قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية "كانهزاميين" دعموا تسليم أراض من أيام أوسلو وصولاً إلى الاتفاق البحري مع لبنان، عارضوا هجوماً في إيران، ودعموا الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، ويدعمون تعزيز السلطة الفلسطينية ويخافون من المحكمة الدولية في لاهاي، وفق ما جاء في المقال.
وأمس الأحد، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، نفي مؤسسات الاحتلال الأمنية الثلاث وجود تنسيق بينها بشأن "الحد من الضرر بكفاءة الجيش"، في وقتٍ تتفاقم أزمة رفض الخدمة وتداعياتها العسكرية.
وسبق أن حذّرت وسائل إعلام إسرائيلية، من تضرّر كفاءة سلاح الجو الإسرائيلي. وقالت المذيعة في القناة 13 الإسرائيلية، إنّ "التحذيرات لم تعد عامة أو ضبابية أو مستقبلية، فالأزمة في سلاح الجو تتفاقم وتجبي ثمناً هاماً".
وقبل أيام، نقلت وسائل الإعلام، عن مسؤول أمني إسرائيلي "كبير"، تحذيره من أنّ "الجيش قد يفقد جاهزيته خلال نحو شهر، في حال استمرار الحكومة في التعديلات القضائية"، مضيفاً "أنّنا سنواجه مشكلات خاصة في سلاح الجو".
وكانت صحيفة "هآرتس" قد وصفت ما يمرّ الآن فيه سلاح الجوّ، نتيجة إصرار نتنياهو على مواصلة التعديل القضائي، بـ"عملية غير مسبوقة من التأكّل الداخلي"، مضيفةً أنّ الحكومة، المسؤولة المركزية عن ذلك، "تشاهد ما يجري وتتثاءب".
ويشهد كيان الاحتلال، منذ 32 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من "الموساد" و"الشاباك" والشرطة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ الحكومة، بقيادة نتنياهو، على إقرارها، مع استمرار التحذيرات من أنّها تسفر عن "شرخ خطير في الداخل الإسرائيلي"، وعن "تأكّل" غير مسبوق في "الجيش".
المصدر: الميادين