تمكّن علماء من استخدام نبضات ليزر قوية في توجيه ما يعرف بـ"صواعق البرق" وإبعادها عن المنشآت، وذلك لأول مرة في التاريخ، ما يمهّد الطريق لحماية المباني من خطر الحرائق، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 16 يناير 2023.
وتُعَدُّ صواعق البرق بمثابة شحنات تفريغ كهربائية تشتعل على مسافةٍ تتراوح بين 3 و5 كيلومترات تقريباً، وتحمل الصاعقة الواحدة شحنةً كثيفة للغاية تصل حرارتها إلى 30.000 درجة مئوية، أي ما يعادل خمسة أضعاف درجة حرارة سطح الشمس.
ووفقاً للصحيفة، فإن العلماء أشاروا إلى أن نجاح هذه التجارب، يمهد الطريق لتطوير أنظمة الحماية من الصواعق، القائمة على الليزر، في المطارات ومنصات الإطلاق والمباني الشاهقة.
وبينما تستخدم القضبان المعدنية للحماية من الصواعق في العديد من الأماكن، إلا أن المنطقة التي يمكن حمايتها تقتصر على بضعة أمتار أو عشرات الأمتار.
في غضون ذلك، يأمل العالم الفيزيائي في "بولي تكنيك"، أورلين هوارد، في تمديد هذه الحماية إلى بضع مئات من الأمتار، من خلال استخدام الليزر.
وكثيراً ما تضرب صواعق البرق المصاحبة للعواصف الرعدية مناطق مختلفة في العالم، وتودي بحياة العديد من الأشخاص كل عام، حيث تحمل صاعقة البرق شحنة كهربائية ضخمة.
كما تضرب أكثر من مليار صاعقة الأرض كل عام، ما يتسبب في مقتل الآلاف، وإصابات أكبر بعشرة أضعاف، وأضرار تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، بحسب الصحيفة.
وفي ورقة بحثية، نشرت، الإثنين، في مجلة "نيتشر فوتونيكس"، وصف هوارد كيف قام وزملاؤه بالانتقال إلى قمة جبل سانتيس في شمال شرق سويسرا، ووضعوه بالقرب من برج اتصالات يبلغ ارتفاعه 124 متراً، يضربه البرق حوالي 100 مرة في العام الواحد.
انتظر العلماء تجمع العواصف وأطلقوا، بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، نبضات ليزر سريعة على السحب الرعدية لما مجموعه أكثر من 6 ساعات.
إذ أظهرت الأدوات التي تم إعدادها لتسجيل ضربات الصواعق أن الليزر حوّل مسار 4 صواعق على مدار التجارب، من خلال تتبع البرق لمسار الليزر لحوالي 50 متراً.
خلال التجارب، تم إغلاق حركة المرور الجوية فوق موقع الاختبار، لأن الليزر كان قوياً بما يكفي لتشكيل خطر على أعين الطيارين.
لكن العلماء يعتقدون أن هذه التقنية يمكن أن تظل مفيدة، إذ إن المطارات غالباً ما تحتوي على مناطق محددة تنطبق عليها قيود حظر الطيران.
إلى ذلك، قال هوارد إن الليزر الأكثر قوة الذي يعمل بأطوال موجية مختلفة يمكن أن يوجّه البرق لمسافات أطول.
فيما يرى مدير مختبر مورغان بوتي في جامعة كارديف، أن تكلفة نظام الليزر مرتفعة جداً مقارنة بتكلفة قضيب معدني بسيط، لكنه مع ذلك، يشير إلى أن تقنية الليزر يمكن أن تكون وسيلة أكثر موثوقية لتوجيه تفريغ الشحنة الكهربائية للصواعق، ولحماية التركيبات والمعدات الأرضية الحساسة.
المصدر: رويترز