22 كانون الأول 22 - 12:29
قام سماحة العلامة السيد علي فضل الله على رأس وفد بزيارة بلدية المريجة ــ تحويطة الغدير والليلكي، وكان في استقباله النائبين الدكتور فادي علامة وآلان عون وعدد من أعضاء البلدية وفاعليات المنطقة ومخاتيرها، حيث قدم التهاني بمناسبة ولادة السيد المسيح(ع).
وبعد جولة على أقسام البلدية انتقل الجميع إلى مدرسة العناية الإلهية لراهبات المحبة، حيث كانت في استقبالهم مديرة المدرسة الأخت تريز كرم وبعد الترحيب بالزوار قام الوفد بجولة على صفوف المدرسة وقد رحب طلابها بالوفد من خلال إلقائهم لعدد من الأناشيد من وحي المناسبة.
ثم انتقلوا إلى كنيسة مار إلياس حيث كان في استقبالهم راعي رعية المريجة ــ تحويطة الغدير والليلكي الأب يوحنا روحانا، وبعد جولة على الكنيسة اختتمت الزيارة بلقاء موسع في صالون الكنيسية حضره النائبان الدكتور فادي علامة وآلان عون وعدد من الفاعليات البلدية والدينية والحزبية والاختيارية والاجتماعية.
بداية تحدث الأب روحانا معبراً عن فرحته بهذه الزيارة الكريمة لسماحة العلامة السيد علي فضل الله مشيرا إلى ان هذا الاجتماع يمثل لقاء على مستوى الإنسانية وحول الإنسان وعملا بتعاليم السيد المسيح(ع) والنبي محمد(ص) وقيمهم.
تلاه النائب علامة الذي اعتبر ان صباحنا اليوم مميز من قلب ساحل المتن الجنوبي، قلب لبنان وهو صباح مبارك بوجود هذا التنوع بتعدد طوائفه الذي اعتبره الإمام الصدر نعمة للبنان ما دامت بعيدة من الطائفية والتعصب وإلا تحولت إلى نقمة.
وأضاف: لم يكن التعايش يوما شعارا يرفع فقط فهنا ينصهر أهل هذه المنطقة ليشكلوا نموذجا يحتذى به وصورة حضارية مشرقة في حاضر وطننا وتاريخه ومستقبله وما يقوي ويفعل هذه الروح هو وجود أمثالكم من رجال دين وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية تلتقي دوما على الدعوة للوحدة ونبذ التقسيم والطائفية.
وتابع: ونحن على أعتاب عيد الميلاد نثمن هذه الزيارة الكريمة وهذا اللقاء الذي يشكل مددا لفكر الإمام الصدر الرافع لشعار العيش المشترك والمستمر مع الرئيس نبيه بري ولفكر الحوار واللقاء مع الآخر الذي عمل عليه المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
ثم تحدث النائب آلان عون مرحبا بهذا الحضور وبهذه الزيارة، معتبرا ان كل مسارنا وحركتنا من اجل ان نعيد هذه الحياة المشتركة بين اللبنانيين معتبرا أن التحدي الكبير الذي يواجهنا يكمن في ان نحافظ على هذا التنوع وهذا التلاقي مع احتفاظ لكل منا بخصوصيته وقناعاته.
وأكد إننا ننجح عندما نحوّل هذا العيش المشترك من شعار إلى ممارسة يومية من خلال الاحترام والتواصل على كل المستويات وكسر كل الحواجز النفسية التي زُرعت بين أبناء هذا الوطن
وختم كلامه بالقول: إنه لا يجوز عند أي اختلاف أو مشكلة أن نجنح إلى إعادة النظر بالعيش المشترك الذي يجب ان يكون من المسلمات والبديهيات.
وفي الختام ألقى سماحته كلمة قال فيها أنه لمن دواعي السرور أن أكون بينكم في رحاب هذه البلدة الطيبة التي هي واحة من واحات التلاقي والعيش المشترك التي ينعم بها هذا الوطن والتي تجعله إن أحسن الاستفادة منها أن توجه رسالة مهمة إلى هذا العالم..
وما يجعل لهذا اللقاء معنى أعمق في القلب هو إننا على أعتاب الولادة المباركة للسيد المسيح رسول الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه.
هذا الميلاد الذي يأتي كل عام لنتزود من معينه المحبة التي تجلت في الهدف من وجوده على هذه الأرض، والتي عبر عنها في كلماته وفي ما أغدقه من فيض حبه للناس، لعلنا بها نغسل قلوبنا مما قد يكون قد زُرع من الحقد والعداء والتباعد بين القلوب والعقول، ممن أرادوا سوءاً بهذا البلد، ولنعيش البركة التي عاشها السيد المسيح عندما لم يفكر بأن يكون لمن معه فقط بل لكل الناس، فيكون شمساً تشرق على الجميع، وحيث أشار إلى ذلك هو نفسه عندما قال عن مشروعه الذي ينبغي أن يكون مشروع الحياة {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ} وبعيداً من كل الحسابات الضيقة.
أيُّها الأحبة:
إننا في أمس الحاجة إلى هذه القيم التي جاء بها السيد المسيح(ع) ولأجلها عانى وتألم وضحى واستكملها رسول الله محمد(ص)... قيم المحبة والرحمة ومد جسور التواصل لنواجه بها لغة المصالح الضيقة أو استشراء الأنانيات والعصبيات والتنازع على الحصص والمواقع التي أكلت من رصيد هذا الوطن، وجعلنا نصل إلى ما وصلنا إليه من تهديد للبلد في كيانه ووحدته واستقرار أبنائه فيه.
إن خلاصنا لن يكون بمنحة من الخارج، هو عندما نقرر أن نخرج من زنازين أنفسنا ومن كهوفنا الطائفية ومغاورنا الحزبية والفئوية، عند ذلك نستطيع أن نتجاوز كل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس للجمهورية لنبدأ بالخروج من هذا النفق المظلم والكارثة المتواصلة التي تعبث بالوطن والمواطن.
إننا قادرون على ذلك عندما نتخذ القرار المناسب، ونأمل أن لا نتأخر لأن كل يوم تأخير هو بالنسبة إلى هذا البلد وإنسانه مزيداً من المعاناة والآلام، حتى بتنا نخشى معها أن تصل الأمور إلى ما يشبه الفوضى الاجتماعية ولا يعود لدينا بلد نلجئ إليه. وحتى لا نصل إلى ذلك نسأله سبحانه أن يعيننا إلى عدم الوصول إليه، فما علينا إلى أن نعمل حتى نخفف من معاناة إنساننا ونساهم ما أمكن لعلاج أزماته، أن نعمل معاً بلديات، رجال دين، المجتمع الأهلي والمدني، فعاليات الخير، حتى نتجاوز هذه المرحلة.
وهنا أقدر عالياً كل الجهود التي بذلت وتبذل، وأدعو إلى تفعيلها ومن هذا الموقع من بلدية المريجة، فإنني أثني على الدور الذي قامت به البلدية على رغم معرفتي بقلة الإمكانات وضعف الموارد وحجم الأعباء الملقاة على عاتقها...
وهنا نطالب الدولة حتى بوضعها المالي بأن تقوم بدورها في الوفاء بالتزامها التي هي حق للبلديات وليست منة منها، لأن البلديات باتت تتحمل مسؤولية الدولة بكل أجهزتها بعد انكفاء الدولة عن دورها وهي واجهتها أمام الناس...
كل الشكر لكم بلديات وأعضاء ومخاتير وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية، على جهودكم وعلى إتاحة الفرصة لي لأكون بينكم ودائماً معكم...
وإلى لقاءات أخرى بعونه تعالى.. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...