18 تشرين الأول 22 - 14:00
أصدرت المنظمات العالمية لصحة الإنسان والحيوان والغذاء والبيئة، أمس الإثنين، أوّل خطة عمل مشتركة لها، تهدف إلى رصد أي وباء محتمل في المستقبل ومواجهته، خلال قمة الصحة العالمية في برلين.
وبعد جائحة "كوفيد-19"، ضمّت الوكالات الأربع جهودها لمكافحة المخاطر الصحية الناشئة، من خلال استهداف الروابط بين تدهور النظم البيئية وقصور النظام الغذائي والأمراض المعدية ومقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.
وقالت الوكالات الأربع إنّ المبادرة التي أطلق عليها "خطة العمل المشتركة لصحة واحدة"، "تهدف إلى إنشاء إطار عمل لحصول تكامل في الأنظمة والقدرات، حتّى نتمكن بشكل جماعي من الوقاية من التهديدات الصحية وتوقعها ورصدها والاستجابة لها بطريقة أفضل".
وأضافت: "تسعى هذه المبادرة لتحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة".
وأطلقت هذه الخطة 4 وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي: منظمة الأغذية والزراعة (فاو)،برنامج الأمم المتحدة للبيئة، منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
وأمل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن "تعزّز الخطة الخماسية (2022-2026) التعاون والقدرات والتنسيق، والذي من شأنه أن يقوّي دفاعات العالم ضد أوبئة وجائحات مثل كوفيد-19".
وذكرت منظمة الصحة العالمية، لدى الإعلان عن الشراكة في أيار/مايو 2021، أنّ ثلاثة أرباع الأمراض المُعدية الناشئة مصدرها الحيوان.
وتركّز الخطة على توسيع القدرات في مجال الأوبئة الحيوانية المنشأ والمتكررة، والأمراض الحيوانية المنشأ المتوطنة، وأمراض المناطق المدارية المهملة، والأمراض المنقولة بواسطة النواقل، ومخاطر سلامة الغذاء، ومقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، إضافةً إلى تركيزها على البيئة.
تدهور
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، إنّ "كل شخص له الحق في بيئة نظيفة وصحية التي هي أساس كل حياة على الأرض".
وأضافت: "يوضح الوباء الحالي بشكل لا لبس فيه أنّ تدهور الطبيعة يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية في جميع المجالات".
واعتبرت أندرسن أنّه فيما تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد سكان الأرض إلى 8 مليارات نسمة في 2023، فإنّ تلك الضغوط على الأنظمة الطبيعية "هائلة" ويُتوقع أن تتزايد.
ورأت أنّ "وتيرة ظهور أوبئة مستقبلية ستزداد وتنتشر بسرعة أكبر وتلحق مزيداً من الضرر بالاقتصاد العالمي وتقتل عدداً أكبر من الأشخاص مقارنةً بـ كوفيد-19، ما لم يحدث تغيير تحوّلي في النهج العالمي لعلاقتنا بالبيئة وكيفية التصدي لظهور الأمراض وتداعياتها وانتشارها".
وأكدت أنّ "الهدف هو بناء أنظمة صحية وغذائية مستدامة والحد من التهديدات الصحية العالمية وتحسين إدارة النظم البيئية".
وتأمل الوكالات الأربع أن تتمكن الخطة من معالجة المسبّبات الأساسية لظهور الأمراض واعتلال الصحة وتحسين الوقاية من الأمراض والاستعداد لها وتخفيف آثار المخاطر والتهديدات الصحية.
وأشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، كو دونغيو، إلى أنّه "ينبغي أن تبدأ مبادرة الصحة الواحدة بإدارة جيدة للأراضي ووقف قطع أشجار الغابات".
وسيتم إطلاق خطة العمل رسمياً خلال قمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، في ألمانيا.
يُذكر أنّ قمة الصحة العالمية بدأت يوم الأحد، وتستمر حتى 18 تشرين الأوّل/أكتوبر، في العاصمة الألمانية برلين.
المصدر: الميادين نت