14 تشرين الأول 22 - 13:30
تتحدث دراسات نفسية عديدة عن ارتباط مرض السرطان بالحالة النفسية للشخص قبل الإصابة، بمعنى أن المرض الخبيث يُعدّ أحد مضاعفات الوضع النفسي في بعض الحالات.
وبسبب حالة التوتر العالية التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا ومن ثم الأزمات الناجمة عن تدهور الاقتصاد وتداعيات ما يجري في أوكرانيا، يتوقع بعض علماء النفس ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض سرطانية بشكل ملحوظ في أنحاء مختلفة من العالم.
وكشف تقرير جديد نشرته دورية الأورام السريرية Nature Reviews Clinical Oncology إن حدوث السرطانات المبكرة، التي غالباً ما تعرف بأنها سرطانات تم تشخيصها لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، قد ازداد في بلدان عديدة.
وأرجع التقرير الارتفاع في الإصابات بالسرطان لدى فئة الأطفال والشباب تحديدًا إلى التعرض المبكر للمواد الكيميائية الضارة، وبعضها حتى داخل الرحم.
وتؤكد الأرقام الحالية لعدد إصابات السرطان حول العالم أن البيئات المحيطة (سواء كانت صناعية أم طبيعية) مسؤولة بشكل رئيسي عن انتشار المرض العضال، خاصة في مجال التغير الحاصل في نمط الحياة والنظام الغذائي والتلوث. بمعنى اخر، فإن الحضارة نفسها باتت تساهم في ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان.
وأظهر تقرير الدورية المتخصصة أن الأشخاص الأصغر سناً "أكثر عرضة للأمراض طويلة الأجل المرتبطة بالسرطان، والتي تحدث بسببه كالعقم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات الثانوية"، مشيرًا إلى سرطان القولون كمثال على هذا الاستنتاج.
فقد أجرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، دراسة حول هذا التطور في العالم، من خلال تقييم 21 سجلاً للسرطان من سبع دول غربية على مدى السنوات العشر الماضية، فوجدت زيادة مستمرة في أعداد المصابين بسرطان القولون لمن هم دون الـ50 عاماً من العمر.
ومن المقلق بحسب الدراسة ازدياد سرطان القولون في الفئة العمرية ما بين 20 إلى 29 عاماً، بينما لم يكن هذا النوع من السرطان مشكلة لهذه الفئة العمرية حتى الآن، بصرف النظر عن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي ومخاطر عائلية عالية.
بدوره، موقع مجلة "فوكوس" الألمانية نشر بحثاً أجراه باحثون في جامعة "إيراسموس" في جامعة روتردام الهولندية أكدوا فيه أن الجمع بين نظام غذائي غير صحي والسمنة وعدم ممارسة الرياضة في مرحلة الطفولة هي أرض خصبة للإصابة بسرطان القولون في سن مبكرة.
وعلى الرغم من ذلك فلا تنفي الدراسة أن كبار السن أو ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ما زالوا يعانون من السرطان أكثر من الشباب، كما أن الشباب لايزالون أقل إصابة بالسرطان.
أمام هذه الأرقام، تقول الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Reviews Clinical Oncology إن السرطان المبكر "قد يكون الوباء العالمي التالي"، وأن الأجيال القادمة قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ويدعو مؤلفو الدراسة إلى زيادة الوعي بهذا الاتجاه وربما إعادة تقييم إرشادات الفحص الحالية، وإلى مزيد من الأبحاث في مواجهة المرض العضال.
المصدر: الميادين نت