03 تشرين الأول 22 - 16:00
منذ السبت الماضي والحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن مغلق في وجه المصلين المسلمين بأمر من شرطة الاحتلال، حتى أن الطرقات المؤدية إليه موصدة من أجل الاحتفال بالأعياد اليهودية في إطار إجراءاتها العنصرية.
بلغ تدنيس الحرم الإبراهيمي ذروته في ساعات المساء أمس وحتى منتصف الليل، حين اقتحمه الآلاف من المستوطنين وعربدوا داخله، وقاموا برقصات وصلوات تلمودية في باحاته ومحيطه بعد أن وفرت قوات الاحتلال الحماية والحراسة لهم.
ومنذ عام 1994، قسّم الاحتلال المسجد إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر لليهود، وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينيا في صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
ويسمح الاحتلال لليهود بدخول الجزء الخاص بالمسلمين كاملا 10 أيام في السنة، وذلك خلال الأعياد اليهودية.
ويقع المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، في البلدة القديمة من الخليل الخاضعة لسيطرة الاحتلال، ويسكنها نحو 400 مستوطن، يحرسهم قرابة 1500 جندي.
حراسات عسكرية
وأظهر مقطع فيديو تداوله النشطاء قيام أعداد كبيرة من المستوطنين بالرقص في المسجد الإبراهيمي.
يقول مدير الحرم حفظي أبو اسنينه إن المستوطنين يستبيحون الحرم منذ عشرة أيام بشكل كامل حتى تم إغلاقه بداية الأسبوع حتى الثالثة فجرا لهذا اليوم، موضحا أن آلاف المستوطنين اقتحموه لممارسات طقوسهم التلمودية احتفالا بأعيادهم العبرية دون مراعاة لمشاعر المسلمين.
ووصف ما جرى مؤخرا من اقتحامات للحرم الإبراهيمي بأنه تعد صارخ ومساس خطير بحرمة المكان، عدا عن أنه استفزاز لمشاعر المسلمين عند محاولة المستوطنين وبرعاية شرطتهم فرض الهيمنة والسيطرة على الحرم.
وذكر أبو اسنينه لـ "الرسالة نت" أنه منذ الأمس لم يسمح لوزارة الأوقاف الدخول إلى الحرم كما تعرض موظفوها للاستفزاز من شرطة الاحتلال والمستوطنين، مشيرا إلى أن الحراكات الشعبية والمبادرات لحماية الحرم الذي ينظمها أهالي الخليل والبلدات الأخرى بسيطة وتحتاج إلى مساندة وقوة خارجية تمكنهم من الوقوف في وجه تلك الاقتحامات.
وقال إن ما يجري في الحرم الابراهيمي يدمي القلب ووضع مرتاديه في وضع نفسي سيء حين يشاهدون مسجدهم تدنسه جماعات تحاول فرض هيمنتها عليه وسط حراسات عسكرية مشددة.
وأوضح أبو اسنينه أن المقتحمين خرجوا الساعة الثالثة فجرا وتسلم المسلمون حرمهم مقلوبا رأسا على عقب، لكن سرعان ما قام العشرات من الشباب بتنظيفه وفرش سجاده من أجل صلاة الفجر.
وأكد أن أكثر من 150 فلسطينيا تمكنوا من المجيء للصلاة في الحرم فجرا، بعدما كان الاحتلال حول محيطه إلى ثكنة عسكرية ونشر المئات من جنوده وآلياته في المكان.
ويرى أن الحرم الإبراهيمي بحاجة إلى دعم مستمر ومساندة متواصلة من خلال المرابطين لحمايته ومحاولة منع دخول المقتحمين إليه كما يجري في الأقصى.
يذكر أن الحرم الإبراهيمي في الخليل، تعرض لعدد كبير من الاعتداءات ارتكبها جنود الاحتلال والمستعمرون منذ العام 1967، وتنوعت بين اقتحام وإحراق لسجاده وسرقته والعبث بمحتوياته، ولعل أبرز هذه الاعتداءات المجزرة البشعة التي ارتكبت بحق المصلين المسلمين فيه، وأودت بحياة نحو 29 مصلياً وإصابة العشرات منهم.
وفرضت قوات الاحتلال، عقب تلك المجزرة، نظام حظر التجول على المواطنين في المدينة لأكثر من شهر، وتقسيم الحرم إلى قسمين ليتمتع المستعمرون اليهود بجزء كبير منه، ويحرم المواطنون الفلسطينيون من دخول هذا الجزء.
المصدر: الرسالة نت