زار العلامة السيد علي فضل الله مقر بلدية برج البراجنة حيث كان في استقباله رئيس البلدية، المحامي عاطف منصور وعدد من أعضائها ورئيس اتحاد بلديات الضاحية الدكتور محمد ضرغام ومخاتير المنطقة وفاعلياتها. ثم جال في اقسام البلدية للتعرف على ما تقوم به من أعمال، بعدها توجه الجميع إلى مركز الرعاية الصحية الأولية للاطلاع على ما يقدمه من خدمات صحية، وانطلقوا بعد ذلك إلى قسم أشغال السيارات ومن بعدها تم التوجه إلى مركز الرويس للرعاية الصحية والاجتماعية حيث تم الاطلاع على الخدمات الصحية والعلاجية والتدريب المهني الذي يقدمه واختتمت الجولة بلقاء في قاعة المودة مع فاعليات المنطقة الدينية والثقافية والصحية والتربوية والاجتماعية ومخاتيرها، إضافة إلى ممثلين عن العمل البلدي في حركة أمل وحزب الله...
استهل الحفل بكلمة لرئيس بلدية برج البراجنة المحامي عاطف منصور، رحب في بدايتها بالعلامة فضل الله معتبرا انه ضيف عزيز وغالي جاء على أجنحة المحبة والانفتاح والتواصل واصفا الزيارة بانها زيارة تاريخية، وتحدث عن المرجع فضل الله (رض) قائلا إن ذكراه ستبقى في افئدتنا وفكره في عقولنا، وعلى يديه تشكلت بذور عقيدتنا فأنبت عملا صالحا ومحبة وتآخي مشيداً بالدور الذي تقوم به مؤسساته التربوية والثقافية والاجتماعية والتي نتعاون معها في أكثر من مجال.
ثم كانت كلمة العلامة فضل الله التي شكر فيها هذه الدعوة وهذه الاستضافة الكريمة وحسن الاستقبال، مشيداً بهده المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا التي قدمت التضحيات والشهداء من اجل كرامة هذا الوطن وعزته، مثنياً على العمل الذي تقوم به البلدية في خدمة هذا المجتمع من خلال تقديماتها الاجتماعية والصحية والسعي لتلبية حاجاتهم وحل مشاكلهم قدر المستطاع بالرغم من تقاعس الدولة وغيابها عن القيام بمسؤولياتها في هذه الظروف المليئة بالتحديات الهائلة، معتبراً انه من الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني العمل على تضافر الجهود وتعزيز سبل التعاون بين الجمعيات الاهلية والاجتماعية والصحية والبلديات من اجل الوقوف إلى جانب مجتمعنا ومساندته حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة الصعبة، مشيرا إلى أننا تعودنا في هذا البلد أن نقلع أشواكنا بأيدينا.
ونوّه سماحته بهذه البلدة التي لا تعنى بأبنائها فحسب، بل احتضنت كل من وفد إليها من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين وقدمت لهم الرعاية والاهتمام بعيداً من أي اعتبارات طائفية أو سياسية أو مذهبية...
ورأى أن هناك من يراهن على ضعفنا وسقوطنا امام هذه التحديات والضغوطات التي تمارس من اجل ان يفرض شروطه علينا أو يدفعنا الى التسول على أبواب هذه الدولة أو تلك.
وأمل سماحته أن يستفيق المسؤولون في هذا البلد من سباتهم، وأن يبدأوا بالتفكير في الدرك الذي أوصلوا الناس إليه بينما هم مستغرقون في لعبة التنافس على الحصص والاختلاف على وزير هنا ووزير هناك، فيما البلاد على شفا جوع وموت وعنف ودمار وانهيارات متتالية.
وختم سماحته بالتساؤل: ألم يحن لهؤلاء أن يفكروا بمصالح الناس ومصير الوطن، لكي يتعجلوا الخطى في تشكيل حكومة تمهد السبيل للتوافق لعدم الوصول إلى دائرة الفراغ في موقع الرئاسة والذي قد يطول وتطول معه أزمات الناس إن لم يرتفع صوت الحكمة والعقل الذي انتظره الناس طويلاً...