يعلن عن العواصف المغناطيسية في المتوسط 5-6 مرات في السنة، ويمكن أن تستمر عدة أيام. بالطبع ليس لها أي خطر جسيم، بيد أنها تعقد حياة من يعاني من مشكلات صحية.
فما هي العواصف المغناطيسية وكيف نحتمي منها؟
يوجد حول الكرة الأرضية غلاف غير مرئي -الغلاف المغناطيسي، الذي يحمي الأرض من الإشعاع الشمسي. كما تعصف بالأرض الرياح الشمسية- جسيمات متأينة تنطلق باستمرار من الشمس بسرعة 400 كلم في الثانية. وعادة، تكون قوة ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متساويين.
ولكن عندما تحصل في الشمس توهجات، تزداد سرعة الرياح الشمسية، ويختل توازن الضغط، حيث يبدو أن ضغط الغلاف المغناطيسي على الأرض قد ازداد، ما يؤدي إلى تغير قوة التيارات. ويطلق على هذه التغيرات "عاصفة مغناطيسية". وأن توهج بعض النجوم الفتية يمكن أن يدمر الغلاف الجوي لكواكبها. ولكن النشاط الشمسي دون ذلك، ومع ذلك يؤثر في الحالة الصحية لسكانها ويؤدي إلى مشكلات في الاتصالات اللاسلكية وعطل الأجهزة.
هل تشكل العواصف المغناطيسية خطورة على حياة الناس؟
ليس هناك رأي موحد بين الخبراء بشأن هذه المسألة. واظهرت نتائج الدراسات، أنه في فترة العواصف المغناطيسية تزداد الوفيات وحالات احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية بحدود 20 بالمئة. وهذه مجرد بيانات إحصائية. لذلك من الصعب تقدير تأثير عاصفة مغناطيسية محددة في صحة الإنسان.
ويقول أليكسي سترومينسكي، كبير الباحثين في معهد بحوث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، "لإجراء دراسة عن تأثير العواصف المغناطيسية في الصحة والحالة العامة للإنسان، يجب أن تكون هناك معايير محددة يمكن قياسها. لأن الصداع أو عدم انتظام ضربات القلب ليس معيارا. لأن هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن مجموعة كبيرة من الأسباب، بما فيها تقلبات الطقس وتغير مستوى الضغط الجوي، والعواصف المغناطيسية لا تؤثر في مستوى الضغط الجوي".
وتقول الدكتورة يلينا تيخوميروفا، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم في أيام العواصف المغناطيسية الإكثار من شرب الماء والتقليل من استهلاك الملح. لأن الملح يحبس السوائل في الجسم ويسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم. وأما من يعاني من إنخفاض مستوى ضغط الدم، فعليه تناول منقوع بعض أنواع الأعشاب بما فيها عشبة الليمون- شوندرة صينية (Schisandra chinensis).
ومن جانبه يشير الدكتور إيغور بوبروفنيتسكي، العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، إلى أن العديد من الأطباء لا يتفقون مع هذا الرأي.
ويقول، "التوهج الشمسي، مثله مثل العوامل الجوية والمغناطيسية الأخرى، لا تؤثر سلبا في جميع الناس. إنها تؤثر في الأشخاص الذين يتحسسون من تقلبات الطقس والذين يعانون من ضعف بعض أنظمة جسمهم، مثل هذه العوامل لا تؤثر في الأشخاص الأصحاء".
ويضيف بوبروفنيتسكي موضحا، لم تدرس آليات تأثير الاضطرابات الكهرومغناطيسية في البشر بصورة جيدة. ومع ذلك، حتى المرضى الذين لا يدركون حقيقة التوهج الشمسي، يشعرون بتدهور حالتهم.
ويفترض وجود آثار عديدة عند التعرض لاضطرابات المجال المغناطيسي بسبب التوهجات الشمسية: ارتفاع مستوى ضغط الدم، وانخفاض القدرة على العمل، والصداع، وزيادة القلق وتفاقم الأمراض المزمنة، بما فيها الحساسية.
ووفقا للأطباء، يدرك الشخص بصورة غريزية التقلبات في المجال المغناطيسي للأرض، لأنها تهدد حياته، وتسبب زيادة هرمونات التوتر - الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى تشنج الأوعية الدموية وارتفاع مستوى ضغط الدم.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين لا يتحملون تقلبات الضغط الجوي في أيام العواصف المغناطيسية بالحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، وتجنب القيام بنشاط بدني مكثف وممارسة الرياضة ورحلات التسوق المتعبة.
المصدر: tass