كرّمت ثانوية البشائر في بعلبك فتياتها اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي في احتفال حاشد أقيم في قاعة الاحتفالات في الثانوية، برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضور مديرة الثانوية الحاجة اعتدال الجمال، مدير مجمع دوحة المبرات التّربوي الرّعائي فضيلة الشيخ فؤاد خريس، المدير المشرف على مدارس المبرات في البقاع الأوسط الحاج ابراهيم السعيد وذوي المكلفات.
بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم فالنشيد الوطني اللبناني ثم قدمت زهرات الثانوية باقة من الأناشيد من وحي المناسبة، ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن شكره واعتزازه وسعادته بهذا اللقاء المفعم بالطهر والصفاء والنقاء والمحبة...
وأشار سماحته إلى القيمة التي اودعها الله عند البشر وهي قيمة التكليف وحمل المسؤولية التي عجزت السماوات والأرض والجبال بكل جبروتها عن تحملها فحملتها فتياتنا بكل صلابة وثقة ووعي وفخر واعتزاز فهن اقبلن على ارتداء الحجاب لأنه طاعة لله وفرض منه.
وتحدث سماحته عن مكانة الفتاة في الإسلام الذي كرمها واعطاها حريتها وثقتها بنفسها معتبرا بأنه لا يمكن أن يبنى مجتمع أو يتقدم إلا عندما نعمل على اعداد فتياتنا وتأهيلهن لحمل هذه المسؤولية وعندها نستطيع أن نصنع مستقبلا أفضل قادر على مواجهة التحديات والأزمات التي تعصف بواقعنا.
وأكد سماحته على ضرورة العمل على بناء وتطوير قدرات فتياتنا والرفع من مستواهن وفي القيام بدورهن الرسالي في تربية الأجيال الواعية والمنفتحة على قضاياها الكبرى ودورهن الاجتماعي في بناء المجتمع والمساهمة بنهوضه نحو الأفضل.
وتابع سماحته: نحن هنا في هذا الاحتفال لنؤكد على ان فتياتنا بدأن رحلة المسؤولية في هذه الحياة فدورنا ان نشعرهن بحضورهن وكرامتهن وعزتهن ونعمل على تأهيلهن سياسيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا فنحن لا يمكن ان نرى مجتمعا واعيا على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي والتربوي إذا لم تكن هناك الأم الواعية التي تربي على هذه الجوانب معتبراً انه من حقهن ان يتقدمن لمواقع المسؤولية في النيابة والوزارة وغير ذلك لانهن يمتلكن الكفاءة والقدرة على النجاح حيث فشل الاخرون..
ودعا سماحته الفتيات الى التمسك بالقيم الرسالية والأخلاقية والإنسانية والعمل على مواجهة كل من يريد ان يدمر هذه القيم النبيلة ويجتاح عقولنا وافكارنا وقيمنا ويحرفنا عنها ولاسيما في مواجهة الهجوم المتواصل على الحجاب وعلى الفتيات لمنعهن من ارتدائه تحت حجج واقاويل كثيرة .
واعتبر سماحته ان الحجاب ليس هذه القطعة من القماش فحسب بل هو عنوان لإنسانية الفتاة وحريتها وتعبير عن الالتزام بواجب إلهي هدفه أن يحفظ الكرامة والعفة والحرية والإيمان والإنسانية.
وفي الختام استنكر سماحته تجدد ظاهرة الإساءة لرسول الله(ص) والتي باتت تتكرر في أكثر من بلد، مبديا خشيته من أن تكون ضمن خطة تهدف للنيل من الإسلام وتشويه صورة النبي محمد (ص) والتي كان آخرها في الهند داعيا إلى ضرورة استصدار قانون دولي ملزم بتجريم أية إساءة للأنبياء جميعاً، مؤكداً على المسلمين أن يكونوا واعين للأهداف التي تقف خلف هذه الإساءات فلا يقعوا في فخ من يسعى لاستفزازهم وجرهم إلى ردود فعل تسيء إلى صورتهم وإلى حضورهم في البلدان التي يتواجدون فيها...
كما رعى سماحته مهرجان التفوق والابداع الذي نظمته الثانوية تكريما لطلابها الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقات التي شاركوا فيها.