أحمد في ضباب الفجر
يستيقط في غرفته
وحيداً مع طفولته
فقد أعدم النازيون الصهاينة
رائحة خبز بيت حنينا
في يومه
أعدموا حرج الصنوبر
ذلك الحلم أن تبعث خارطة البلدة من جديد
بهية تتنهد بأنفاس القدس
نضرة تضج بالحياة
بعد أن اقتلعت سرطان المستوطنات من رئتيها
***
هنا دفن الغزاة
في بلدة أحمد مناصرة
الأحياء
حواس عائلة يتمها جدار الأبارتهايد
جسد منها قبله وقلبها بعد جدران
تعلو بالسطو المسلح لرأس مال لاس فيغاس
وول ستريت لإرهاب مخيلة أحمد الصغير
***
خافوا
من مشيته الشامخة
من عينيه اللتين أودعت بهما البلاد
ضعفها وقوتها في آن
وكل وصايا الجليل
والخليل وبئر السبع
فهل سرقوا الهواء من لونه الصافي؟
لن ينسى أحمد،حسن، ذلك الطفل
الذي رافقه
والذي لم يعد ينتظر صفاء
أسماء أهل القدس
وهي تلوح من بعيد
وصار حكاية ثأر لزمن قادم
ليس ببعيد
***
أحمد المقدسي اغتالت
جدران حاخام القمار في لاس فيغاس
دروبه البريئة
أشياءه الصغيرة
تساؤلاته عن بيت حنينا
وهذا الجدار
الذي يغتال الأفق والسماء
أمام ناظريه
***
أحمد لم يكن
زيتونة معمرة
تصوغ رؤاها بصلصال القدس
وعبقرية الإحساس
كان مجرد صبغيات وراثية
لم يفهم كيف تقوده خطاه
كنخلة مقاومة
من أسطورة في صحراء قاتلة
إلى رعب يحفر تضاريسه عميقاً
في تلافيف أدمغة
عبيد الغزاة الإنكليز والأميركان
***
إذا شاهدوا حسن فرحاً مع أحمد
في شوارع بيت حنينا
فإنهم يد إله رأس المال المأفون
بحروب لا نهاية لها
اغتالوه
فلعلهم رأوا في عينيه جسراً
يمتد بين الأهل في شرق بيت حنينا
وغربها
من دون جدار سيتي لندن
في عقل وحشي
أدمن أفيون الدولار باغتصاب البلاد
المصدر: الميادين نت_ أحمد سلوم