مرض السكري من الأمراض المزمنة وقد يضطر المصابون به إلى أخذ أدوية لتعديل مستوى السكر لديهم، وهو ما يجعل الصيام بالنسبة لهم صعبا. لكن كيف يرى خبراء السكري آثار الصيام على المصابين به؟ ومتى يصبح الصيام خطرا حقيقيا عليهم؟
مع حلول شهر رمضان كل عام، يجري الحديث عن أثر الصيام على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري، وهل يمكنهم الصيام أم لا من وجهة نظر طبية.
وبحسب اختصاصية التغذية نسرين يافوز، فإن الأمر يتوقف على نوع السكري، فالمصابون بمرض السكري من النوع الأول ينبغي عليهم تجنب الصيام، ونفس الشيء بالنسبة للذين يعانون من تلف الكلى أو الذين يتناولون أدوية التخلص من الماء في الجسم، حسب يافوز العضوة في الجمعية الألمانية لمرضى السكري.
مقابل ذلك يمكن للمصابين بالسكري من النوع الثاني الصيام إذا توفرت بعض الشروط، توضحها خبيرة التغذية يافوز: "حتى بالنسبة لمرضى السكري الذي لا يأخذون حقن الأنسولين فمن المهم أن تكون لديهم مستويات سكر مستقرة في الدم. أما من يأخذون حقن الأنسولين فعليهم الحذر كثيرا حتى لا يحصل لهم هبوط حاد في السكر".
ومن مبدأ السلامة الصحية تؤكد يافوز في مجلة الصيدلة للسكري (العدد 2/2022) أنه ينبغي على مريض السكري الاتفاق بشكل مسبق مع الطبيب المختص أو الطبيبة المختصة حول معدل جرعة الأنسولين وأوقات الأكل. ومن المهم أيضا المواظبة على قياس معدل السكر في الدم.
وفي حال شعر الصائم بخطر هبوط معدل السكر خلال الصيام، فينبغي التوقف فورًا عن الصيام من أجل السيطرة على نسبة السكر في الدم مثلا ورفعها عن طريق تناول القليل من "سكر العنب" مثلا، كما تقول الخبيرة يافوز.
ومن الخطوات الخاصة بالتغذية والتي ينصح بها الأطباء مرضى السكري في رمضان استبدال الحلويات التي يتم تناولها بين الإفطار والسحور بأطعمة صحية مثل الفواكه أو الخضروات. وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام.