Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

العلّامة السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة: ندعو إلى مزيد من التكافل والتعاون في لبنان

14 كانون الثاني 22 - 14:51
مشاهدة
1255
مشاركة
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين(ع)، "احْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمَوْتَ وَقُرْبَهُ، وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيم، وَخَطْبٍ جَلِيل، بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً، أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً، فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا، وَمَنْ أَقْرَبُ إِلى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَأَنْتُمْ طُرَدَاءُ الْمَوْتِ، (الموت يلاحقكم يسعى إليكم كما يسعى الصياد إلى طريدته)، إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخْذَكُمْ، وَإِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَككُمْ، وَهُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ، الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ (ملازم لكم)، وَالدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ (تشبهاً بالبساط الذي يلفكم).."..
أيُّها الأحبة: هي دعوة لنا أن نستعد للموت لا أن نعيش هاجس الموت، بل أن نكون جاهزين حتى إذا دعينا له، فلا نقول عندما ندعى له: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}، بل نقول وكما قال علي(ع): "فزت وربّ الكعبة".. وبذلك نكون أكثر وعياً وقدرة على مواجهة التحديات..
والبداية من هذا التلاعب المخيف والسريع بسعر الدولار الأمريكي، والذي يواكبه ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والخدمات والدواء والمحروقات، مما يزيد من معاناة اللبنانيين ويفاقم الفقر لديهم.. يحصل ذلك من دون أن تبدو لدى اللبنانيين أية بارقة أمل تخرجهم من الواقع المزري والمأساوي الذي وصلوا إليه.. بل هم يخشون أن تحمل لهم الأيام القادمة المزيد من الانهيار والمعاناة بفعل ازدياد منسوب التوتر الحاصل على الصعيد السياسي، والذي يأتي انعكاساً للصراع الجاري فيما بين القوى السياسية والذي يتفاقم يوماً بعد يوم على مواقع ومصالح ونفوذ، والانتخابات المزمع القيام بها والتي مع الأسف بات السلاح الأفعل والأمضى فيها لكسب ود الجمهور بنظر القوى السياسية استخدام الشارع لتصعيد الصراع مع الخصوم أو حتى مع الحلفاء إن احتاج الأمر ذلك  فضلاً عن الخارج..
ومن الواضح مدى انعكاس هذا التوتر على تعطيل عمل المؤسسات أو عدم قدرتها على القيام بالدور المطلوب منها في معالجة أزمات البلد أو في ارتفاع سعر صرف الدولار والذي يتغذى من التصعيد السياسي، وقد يكون واحداً من أدوات الصراع الجاري، أو التداعيات التي قد تحصل على الصعيد الأمني..
إننا أمام كل هذا التردي الذي يعيشه اللبنانيون والذي بات يهدد لقمة عيشهم ودوائهم ومتطلبات النقل والاستشفاء، نجدد دعوتنا للبنانيين إلى مزيد من التكافل والتعاون لمواجهة هذه الأعباء المتزايدة عليهم، بأن يسند بعضهم بعضاً ويشد بعضهم أزر بعض.. وأن يكون كل منهم يداً ممدودة للآخرين لا أن يكون سبباً في زيادة الأعباء، نقولها لأصحاب الأموال وللشركات وللتجار والصناعيين وأصحاب المهن والحرفيين وكل من يحتاج إليه..
وهنا نقدر كل المبادرات التي تتم على هذا الصعيد وكل الأيادي البيضاء التي تمتد للعون والمساعدة أو للتخفيف من عبء هذه المعاناة من الداخل أو من المغتربين..
إن المرحلة تدعو إلى الصمود والثبات في مواجهة من يتلاعب بمصير هذا البلد إن من الداخل أو الخارج، والكل معني بالتصدي له لا الهروب من ساحة التحدي هذه..
ونحن في الوقت نفسه نجدد دعوتنا لمن هم في مواقع المسؤولية، ونقول لهم: إن أمامكم بقية من وقت حتى تعوضوا عن تقصيركم وتصححوا أخطاءكم وتستعيدوا ثقة اللبنانيين بكم، لتثبتوا لهم أنكم أهل لقيادهم وحمل مسؤوليتهم، لا تراهنوا على كسب ود الناس بالكلمات والوعود المعسولة أو الخدمات أو الأعطيات أو استثارة الغرائز الطائفية والمذهبية، فالناس الذين اكتووا بنار الفساد والهدر وسوء الإدارة والتخطيط، لن يكرروا التجارب الفاشلة  وسيصبوا غضبهم في صناديق الاقتراع لا في الشارع الذي ليس هو الطريق الأسلم لتحقيق مصالحهم. 
إن اللبنانيين باتوا يتطلعون إلى مسؤولين يشاركونهم همومهم وآلامهم ومعاناتهم ويعملون بكل جد ومسؤولية على إخراجهم من واقعهم المزري والمأساوي، فلا تضيعوا أوقات اللبنانيين بصراعاتكم وتسجيل النقاط في الخطاب أو الشارع، التي ملوها وتعبوا منها وعرفوا أنها ليست لأجلهم ولا بحوار هو لإبراء الذمة والتقاط الصور أو بحوار لا ينتج، بل بحوار نريده لإخراج البلد من معاناته، وينبغي العمل له لإزالة كل العقبات التي لا تزال تقف عائقاً أمامه..
إن الشهور والأسابيع الباقية قبل الانتخابات هي فرصة لكم مصيرية، لتثبتوا من خلالها أن التغيير قد بدأتم به أفعالاً لا أقوالاً وحقيقة ساطعة لا وعوداً..
ونبقى في إطار الخطاب الذي مع الأسف يتصاعد يوماً بعد يوم، لنؤكد أن الناس أحوج ما يكونون في هذه المرحلة إلى خطاب عقلاني موضوعي هادئ يبلسم جراحهم ويخفف من وقع معاناتهم ويبرد توتراتهم..
فالبلد لا يبنى بهذا الخطاب الإقصائي والإلغائي والاستعلائي أو الاتهامات، والاتهامات المضادة..
إننا نريد لهذا البلد أن يبقى واجهة للحرية وللتعبير، وهو ميزة لهذه الحرية، لكننا دائماً نريد لهذه الحرية أن تكون واعية ومسؤولة وحكيمة، وتنطلق من مبدأ أوصى به رسول الله(ص): "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فأسرع إليه، وإن كان شراً فانته عنه"..
Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار العالم الإسلامي

السيد علي فضل الله

خطبة الجمعة

مسجد الإمامين الحسنين

حارة حريك

لبنان

أخبار العالم الإسلامي

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

من الإذاعة

سباحة آمنة | سلامتك

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 28-8-2024

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسالونك عن الإنسان والحياة | 27-8-2024

27 آب 24

حتى ال 20

آلة الزمن | حتى العشرين

26 آب 24

من الإذاعة

الألعاب الأولمبية ومشاركة بعثة لبنان | STAD

26 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 26-8-2024

26 آب 24

في دروب الصلاح - محرم 1446 (ه)

أربعين الإمام الحسين (ع) : الرسالة والثورة | في دروب الصلاح

24 آب 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

محكمة الآخرة | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

23 آب 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 23-8-2024

23 آب 24

من الإذاعة

المفاوضات حول فلسطين : جولات في داخل المتاهة | فلسطين حرة

23 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 23-8-2024

23 آب 24

موعظة

موعظة ليلة الجمعة | 22-8-2024

22 آب 24

اخترنا لكم
ما هوي تقييمكم لشبكة برامج شهر رمضان المبارك 1444؟
المزيد
ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين(ع)، "احْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمَوْتَ وَقُرْبَهُ، وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيم، وَخَطْبٍ جَلِيل، بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً، أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً، فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا، وَمَنْ أَقْرَبُ إِلى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَأَنْتُمْ طُرَدَاءُ الْمَوْتِ، (الموت يلاحقكم يسعى إليكم كما يسعى الصياد إلى طريدته)، إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخْذَكُمْ، وَإِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَككُمْ، وَهُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ، الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ (ملازم لكم)، وَالدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ (تشبهاً بالبساط الذي يلفكم).."..
أيُّها الأحبة: هي دعوة لنا أن نستعد للموت لا أن نعيش هاجس الموت، بل أن نكون جاهزين حتى إذا دعينا له، فلا نقول عندما ندعى له: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}، بل نقول وكما قال علي(ع): "فزت وربّ الكعبة".. وبذلك نكون أكثر وعياً وقدرة على مواجهة التحديات..
والبداية من هذا التلاعب المخيف والسريع بسعر الدولار الأمريكي، والذي يواكبه ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والخدمات والدواء والمحروقات، مما يزيد من معاناة اللبنانيين ويفاقم الفقر لديهم.. يحصل ذلك من دون أن تبدو لدى اللبنانيين أية بارقة أمل تخرجهم من الواقع المزري والمأساوي الذي وصلوا إليه.. بل هم يخشون أن تحمل لهم الأيام القادمة المزيد من الانهيار والمعاناة بفعل ازدياد منسوب التوتر الحاصل على الصعيد السياسي، والذي يأتي انعكاساً للصراع الجاري فيما بين القوى السياسية والذي يتفاقم يوماً بعد يوم على مواقع ومصالح ونفوذ، والانتخابات المزمع القيام بها والتي مع الأسف بات السلاح الأفعل والأمضى فيها لكسب ود الجمهور بنظر القوى السياسية استخدام الشارع لتصعيد الصراع مع الخصوم أو حتى مع الحلفاء إن احتاج الأمر ذلك  فضلاً عن الخارج..
ومن الواضح مدى انعكاس هذا التوتر على تعطيل عمل المؤسسات أو عدم قدرتها على القيام بالدور المطلوب منها في معالجة أزمات البلد أو في ارتفاع سعر صرف الدولار والذي يتغذى من التصعيد السياسي، وقد يكون واحداً من أدوات الصراع الجاري، أو التداعيات التي قد تحصل على الصعيد الأمني..
إننا أمام كل هذا التردي الذي يعيشه اللبنانيون والذي بات يهدد لقمة عيشهم ودوائهم ومتطلبات النقل والاستشفاء، نجدد دعوتنا للبنانيين إلى مزيد من التكافل والتعاون لمواجهة هذه الأعباء المتزايدة عليهم، بأن يسند بعضهم بعضاً ويشد بعضهم أزر بعض.. وأن يكون كل منهم يداً ممدودة للآخرين لا أن يكون سبباً في زيادة الأعباء، نقولها لأصحاب الأموال وللشركات وللتجار والصناعيين وأصحاب المهن والحرفيين وكل من يحتاج إليه..
وهنا نقدر كل المبادرات التي تتم على هذا الصعيد وكل الأيادي البيضاء التي تمتد للعون والمساعدة أو للتخفيف من عبء هذه المعاناة من الداخل أو من المغتربين..
إن المرحلة تدعو إلى الصمود والثبات في مواجهة من يتلاعب بمصير هذا البلد إن من الداخل أو الخارج، والكل معني بالتصدي له لا الهروب من ساحة التحدي هذه..
ونحن في الوقت نفسه نجدد دعوتنا لمن هم في مواقع المسؤولية، ونقول لهم: إن أمامكم بقية من وقت حتى تعوضوا عن تقصيركم وتصححوا أخطاءكم وتستعيدوا ثقة اللبنانيين بكم، لتثبتوا لهم أنكم أهل لقيادهم وحمل مسؤوليتهم، لا تراهنوا على كسب ود الناس بالكلمات والوعود المعسولة أو الخدمات أو الأعطيات أو استثارة الغرائز الطائفية والمذهبية، فالناس الذين اكتووا بنار الفساد والهدر وسوء الإدارة والتخطيط، لن يكرروا التجارب الفاشلة  وسيصبوا غضبهم في صناديق الاقتراع لا في الشارع الذي ليس هو الطريق الأسلم لتحقيق مصالحهم. 
إن اللبنانيين باتوا يتطلعون إلى مسؤولين يشاركونهم همومهم وآلامهم ومعاناتهم ويعملون بكل جد ومسؤولية على إخراجهم من واقعهم المزري والمأساوي، فلا تضيعوا أوقات اللبنانيين بصراعاتكم وتسجيل النقاط في الخطاب أو الشارع، التي ملوها وتعبوا منها وعرفوا أنها ليست لأجلهم ولا بحوار هو لإبراء الذمة والتقاط الصور أو بحوار لا ينتج، بل بحوار نريده لإخراج البلد من معاناته، وينبغي العمل له لإزالة كل العقبات التي لا تزال تقف عائقاً أمامه..
إن الشهور والأسابيع الباقية قبل الانتخابات هي فرصة لكم مصيرية، لتثبتوا من خلالها أن التغيير قد بدأتم به أفعالاً لا أقوالاً وحقيقة ساطعة لا وعوداً..
ونبقى في إطار الخطاب الذي مع الأسف يتصاعد يوماً بعد يوم، لنؤكد أن الناس أحوج ما يكونون في هذه المرحلة إلى خطاب عقلاني موضوعي هادئ يبلسم جراحهم ويخفف من وقع معاناتهم ويبرد توتراتهم..
فالبلد لا يبنى بهذا الخطاب الإقصائي والإلغائي والاستعلائي أو الاتهامات، والاتهامات المضادة..
إننا نريد لهذا البلد أن يبقى واجهة للحرية وللتعبير، وهو ميزة لهذه الحرية، لكننا دائماً نريد لهذه الحرية أن تكون واعية ومسؤولة وحكيمة، وتنطلق من مبدأ أوصى به رسول الله(ص): "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فأسرع إليه، وإن كان شراً فانته عنه"..
أخبار العالم الإسلامي,السيد علي فضل الله, خطبة الجمعة, مسجد الإمامين الحسنين, حارة حريك, لبنان, أخبار العالم الإسلامي
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية