07 كانون الثاني 22 - 18:10
أكّد رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، اليوم، إعادة النظام الدستوري إلى حدّ كبير في البلد الذي يشهد منذ أيام اضطرابات غير مسبوقة.
وقال الرئيس في بيان، إنّ قوّات إرساء النظام تبذل جهوداً حثيثة، والنظام الدستوري أُعيد إلى حد كبير في كافة المناطق»، مؤكّداً أن عمليات إعادة النظام ستستمر «حتى القضاء على المقاتلين بشكل كامل».
وأضاف أن «الهيئات المحلية تسيطر على الوضع، لكن الإرهابيين ما زالوا يستخدمون أسلحة ويلحقون أضراراً بممتلكات المواطنين»، على حدّ تعبيره.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية، اليوم، مقتل ما وصفتهم بـ«26 مجرماً مسلحاً»، وإصابة 18 آخرين بجروح.
وتابعت، في بيان، أن جميع مناطق كازاخستان «تم تحريرها ووضعها تحت حماية معززة، مع إقامة سبعين نقطة تفتيش في أنحاء البلاد».
وفي ألماتي التي شهدت أعنف أعمال الشغب، لفت بيان الداخلية إلى أن «قوات حفظ النظام والقوات المسلّحة والرديفة لها، تؤمّن النظام العام وحماية البنى التحتية الاستراتيجية وتنظيف الشوارع».
يُشار إلى أن قوات روسيّة ومن دول أخرى حليفة لموسكو، المنضوية ضمن ما يُعرف بمنظمة «معاهدة الأمن الجماعي»، كانت قد أرسلت قوات إلى كازاخستان لدعم السلطات، التي واجهت على مدى ثلاثة أيام غضباً في الشارع سبّبته في البداية زيادة أسعار الغاز، قبل أن يتحوّل بسرعة إلى أعمال شغب فوضوية، أسفرت عن أضرار بالمباني الإدارية وفي صفوف قوات الأمن.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت من قبل سكان مدينتي جاناوزين وأكتاو في منطقة مانغيستاو، وهي منطقة مُنتجة للنفط في غرب كازاخستان، على زيادة مضاعَفة في أسعار غاز البترول المسال، لتحاول الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين عبر خفض سعر الغاز المُسال وتثبيته عند 50 تنغي (0.1 يورو) لليتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام، لكن من دون جدوى.
وتواصلت أعمال العنف التي خلّفت عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح أمس في المدينة، حيثُ سمع إطلاق نار يوحي بحدوث اشتباكات.
وفيما اعتُقل نحو ألفين و300 شخص، قُتل 18 من عناصر قوات الأمن وأصيب 748 آخرون بجروح.
وبعدما فشلت إقالة الحكومة في البلاد في تهدئة الشارع، طلب الرئيس الكازاخستاني من روسيا والمنظمة التي تقودها، إرسال قوات حفظ الأمن لمساعدته في إعادة النظام إلى البلاد.
واشنطن تراقب
ورداً على موافقة موسكو وغيرها من الدول، من ضمنها بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان، على إرسال قواتها إلى كازاخستان، أعلنت الخارجية الأميركية، على لسان المتحدّث باسم خارجيتها، نيد برايس، إنها «تتابع عن كثب التقارير عن نشر قوات حفظ سلام من (منظمة معاهدة الأمن الجماعي) التي تقودها روسيا في كازاخستان، لإخماد انتفاضة تشهدها البلاد»، على حدّ تعبيره.
وتابع برايس أن واشنطن ستراقب الوضع لرصد ما زُعم أنه يمكن أن «يشكّل أي انتهاكات لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أي أفعال قد تمهّد الطريق للسيطرة على المؤسسات هناك».
وفي وقت سابق، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن على روسيا «احترام سيادة كازاخستان واستقلالها»، بعدما أرسلت هذه الأخيرة قوّاتها بناءً على طلب مباشر من السلطات.