أكد مدير عام جمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله على "أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات المبرّات في ظلّ الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة"، معتبراً "أنَّ كل يوم نعيشه يهبنا فرصة للتغيير والتجدد والنظر فيما أخفقنا فيه للمراجعة، وفيما أحسنا فيه للاستزادة".
وأشار في كلمته أمام مجلس مديري المبرات الذي انعقد في مبرة السيدة خديجة الكبرى على طريق المطار، إلى" تميّز مدارس المبرات بالمبادرات والتجارب التي تخفف من آثار الأزمات، مستعرضاً "تجارب عدد من مدارس المبرات وما رافقها من جهود حثيثة مضنية لإداراتها وكوادرها ومعظم العاملين فيها، خلال أزمة الكورونا في العامين الماضيين".
ولفت الدكتور فضل الله إلى أن "المبرّات استبقت توصيات التقرير الإقليمي الذي تعاونت فيه كل من اليونسيف واليونسكو والبنك الدولي وشارك فيه خبراء تربويون، بعنوان: "الفاقد التعليمي الناجم عن جائحة كوفيد-19: إعادة تعزيز التعلّم الجيد للجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في 7 ك1 الماضي"، موضحاً كيف "أتت توصيات التقرير لتؤكد على ما تعمل عليه المبرّات منذ بداية الأزمة". وقال: "أصرت مدارس المبرات خلال العامين الماضيين على ضرورة إعادة فتح مؤسساتها التعليمية، تماما مثلما جاء في التقرير الإقليمي الذي تحدث عن ضمان إعادة فتح المدارس والتركيز على المسارات الأساسية".
وأضاف: " تضمن التقرير مجالات العمل المقترحة حول تعزيز المعارف الأساسية المرتبطة بالطلاقة في القراءة والكتابة والرياضيات وقياس صحيح للفاقد التعليمي لتعويضه وتوفير هذا التعويض لجميع المتعلمين، وهذا الموضوع كان هدفا تعمل عليه المبرّات منذ العام الماضي، إلى جانب الاستفادة من المهارات الرقمية والعمل لسد فجواتها بين التلامذة".
وتابع:" شدد التقرير على تقديم الأهداف الأساسية في المناهج ودمج المناهج لتركيزها أكثر، وهذا ما كنا ندعو إليه في أكثر من مناسبة وحتى قبل جائحة كورونا، إلى جانب التركيز على اشتمال أُطر التعليم على تعافي التلامذة النفسي وتعزيز دور الأهل بالانخراط في تعليم أولادهم".
وفيما خص تمديد الدوام المدرسي وزيادة حصص التعليم الذي تحدث عنها التقرير، لفت مدير عام المبرّات إلى "وجود مساع للعمل على هذا الجانب، ولكن الضغوطات الاقتصادية التي أرخت بكاهلها وما زالت تتزايد، تقف حائلاً دون ذلك"، وأشار في موضوع دعم المعلمين والعاملين الذي ورد في التقرير، إلى أن "المبرّات سعت منذ بداية الأزمة ولا زالت تسعى إلى تحقيقه"، آملاً أن "تتحسن الظروف المستقبلية، مع سعينا للاستمرار في تأمين فرص التطوير المهني رغم ظروف المعلمين خلال هذه الأيام الصعبة".
وتوجه فضل الله إلى الأسرة التربوية في مدارس المبرات قائلاً : "علينا أن نعي موضوع الرعاية الإنسانية المتكاملة لتلامذتنا والتعامل مع ردّات أفعالهم وردّات أفعال أهاليهم بروح رسالية إنسانية نبوية"، مشدداً على " أهمية الالتفات إلى العنف اللفظي والجسدي من التلامذة أو المعلمين أحياناً، والعمل على تأصيل مهارة توليد المشاعر الإيجابية لدى الذات ولدى الآخر، وكذلك العمل ما بوسعنا لنكون رحماء في حل المشاكل السلوكية والاجتماعية".
وختم:" إن الرحمة ليست حالة عاطفية أونبضة قلب أوخفقة إحساس فحسب بل هي حركة الإنسان فيما يُمكِن له أن يحمي الإنسان من نفسه ومن غيره، على ما يقول المرجع فضل الله، وتبقى أسرة المبرات تفيض بالرحمة فيض نور يخترق الوعي ويتلألأ بشرى في نعيم مقيم".
الدائرة الإعلامية