22 كانون الأول 21 - 13:25
دعا المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي الى استئناف المحادثات بين ايران ومجموعة 4+1، "سريعا"، واضاف:"ان الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي بات يقتصر على بضعة أسابيع.. وهناك خطر اندلاع أزمة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية". وقبل ذلك حذر وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن "من ان الوقت بدا ينفذ امام طهران"، وهو ما اكدته المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، التي قالت "انه يتم النظر في خيارات أخرى في حال فشل الدبلوماسية".
ليس هناك من بين جميع الاطرف الموقعة على الاتفاق النووي، اكثر تضررا من ايران، بسبب مرور الوقت، فهي تخضع لحظر امريكي شامل لا يستثني حتى الدواء والغذاء، وظهر ذلك جليا عندما منعت امريكا نقل مواد طبية الى ايران في ذروة تفشي وباء كرونا، بذريعة الحظر، لذلك تعمل ايران بكل ما تملك من امكانيات لازالة الحظر الاحادي الجانب والظالم وغير القانوني عن الشعب الايراني، بسرعة ودون تأخير، ولكن ليس على التوقيت الامريكي.
مشكلة امريكا مع العالم، هي انها تعتبر نفسها مايسترو يقود جوق سنفوني، لا يملك العازفين فيه اي خيار، إلا التحرك على وقع حركات يده، فهي التي تحدد سرعة كل عازف، بينما فات امريكا ان العالم ليس مسرحا يتحرك من عليه وفق ارادتها، فهناك دول في هذا العالم لا تتحرك الا وفق توقيتها هي، لا توقيت امريكا، وعلى راس هذه الدول ايران، فاذا كانت امريكا تعتقد يوما ما، انها ستجعل الوقت يمر ثقيلا على ايران في ظل حظرها، فان ايران بامكانها ان تجعل وقع هذا الوقت اثقل عليها ، في ظل اصرارها على تطوير برنامجها النووي السلمي، وفي مختلف حلقاته.
امريكا التي خرجت من الاتفاق النووي، بتلك السرعة التي كان عليها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عليها الا تتوقع ان تعود اليه ، بالسرعة التي يريدها الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، فقد ولى ذلك الزمن الذي يتحرك فيه العالم بالتوقيت الامريكي، فالمفاوض الايراني لا يتحرك الا بتوقيت طهران، وهو توقيت قائم على رفع الحظر الامريكي المفروض على الشعب الايراني بشكل كامل، يمكن التحقق منه، وعندها، وفي ذات التوقيت، يكون بإمكان امريكا العودة الى الاتفاق، وغير ذلك، كحديث المسؤولين الامريكيين عن اللجوء الى "خيارات أخرى"، فهو كلام لن يجد آذانا صاغية في طهران.