قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021، إن القيادي في حماس في غزة يحيى السنوار ورفاقه يشكلون تحدياً كبيراً لـلكيان الصهيوني بعد خروجهم من سجون الاحتلال في صفقة وفا الأحرار في عام 2011.
وخص التقرير 7 شخصيات بارزة خرجت من السجون لتولي مناصب مهمة ومؤثرة في قيادة حماس وأصبحت رأس حربة الحركة وذراعها العسكري أبرزهم يحيى السنوار الزعيم الحالي للحركة في قطاع غزة. ووصفه التقرير بأنه “الزعيم القوي” داخل حماس حالياً.
وأشار التقرير إلى أنه كان هناك رأي في “إسرائيل” بأن الأسرى الذين سيطلق سراحهم بعد سنوات طويلة من الأسر سيبدأون حياة جديدة ويتزوجون ويبنون أسرهم ويحاولون الاستمتاع ببقية حياتهم دون المخاطرة بالعودة إلى جدران السجن، لكن غالبيتهم عادوا للعمل السياسي والعسكري في حماس، وعلى مر السنين أصبحوا يشكلون تحديًا للنظام الأمني، ويؤثرون بشكل مباشر وغير مباشر على حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين.
وأشار التقرير إلى أن صفقة شاليط عززت حماس في غزة وجعلتها أكثر حضوراً في عملية صنع القرار داخل الحركة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الذراع العسكري والذراع السياسي.
وقال العقيد احتياط في جيش الاحتلال “مايكل ميلستين” الذي كان موجودًا وقت صفقة شاليط، وكان رئيسًا للساحة الفلسطينية في قسم الأبحاث بالجيش، أنه من المستحيل تجاهل حقيقة أنه بعد قيادة يحيى السنوار لحركة حماس تدهور الوضع في غزة على بعض المستويات لكن المنظمة في وجوده طورت قدراتها العسكرية ومكنتها في ساحة فلسطين والأقليم.
ويسعى التقرير العبري إلى تقسيم الأسرى السبعة إلى مجموعتين، الأولى هي “رزمة غزة” التي تضم يحيى السنوار وتوفيق أبو نعيم وروحي مشتهى، وهم من بنات أفكار صلاح شحادة، رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، تم اغتياله في عام 2002، وكانوا أصدقاء لفترة طويلة وتقاسموا زنزانة واحدة مع بعضهم البعض عندما كانوا في السجن، وأصبحوا جزءًا مهمًا وفريدًا داخل حماس، والمجموعة الثانية “مدرسة صالح العاروري” والتي تضم زاهر جبارين وعبد الرحمن غنيمات وجهاد يغمور وموسى دودين. .
يحيى السنوار أقوى رجل في غزة
وبحسب التقرير، فقد أصبح يحيى السنوار نجماً مميزاً من اللحظة الأولى لقوته وعظمته، ثم أعاد تشكيل حماس على صورته وغير الواقع الجيوسياسي بين قطاع غزة والإحتلال، مشيراً إلى أنه بدأ بالسيطرة بسرعة على مراكز القوة داخل حماس حتى أتت جهوده في عام 2017 لانتخابه ثمارها، للمرة الأولى زعيم الحركة في غزة، قبل إعادة انتخابه مؤخرًا، حتى أصبح أقوى رجل في غزة، والذي طغى أيضًا على زعيم الحركة إسماعيل هنية.
وأشار التقرير إلى أن يحيى السنوار مليء بالكاريزما رغم ضعف مستواه الخطابي، مشيراً إلى أن لديه فكرة التهدئة ويعمل عليها. ومن ناحية أخرى، فهو من يقف وراء مسيرات العودة، ساعياً إلى التوفيق بين القدرة على إرساء الهدوء والتصعيد التدريجي في محاولة منه لإنهاك الكيان الصهيوني.
وقال :”إنه الشخص الذي قاد غزة إلى أفضل وضع اقتصادي منذ عقد، لكنه أيضًا الشخص الذي لم يخشى التنازل عن كل شيء وإطلاق حملة التصعيد الأخيرة من أجل القدس، درس مجتمع الإحتلال ونقاط ضعفه، ويعرف العبرية ويتحدثها بطلاقة”.
مدرسة صالح العاروري
كما أشار التقرير إلى أربعة سجناء آخرين أفرج عنهم قادة حماس وصفوا بأنهم ينتمون لنائب مدير الحركة الحالي صالح العاروري الذي يعرفهم شخصيًا ويقوم بتجنيدهم داخل وخارج السجون.
ويسلط التقرير الضوء على شخصية زاهر جبارين عضو المكتب السياسي للحركة ونائب العاروري للضفة الغربية.
كان جبارين من مؤسسي القسام في الضفة الغربية، خلال سنوات دراسته في جامعة النجاح بنابلس، جند طلاب لحساب القسام، ومن أبرز مجنديه (يحيى عياش” المهندس”) الذي قاد أعنف العمليات ضد “إسرائيل” بفضل مهارته في تجهيز الأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة.
اعتقل جبارين في أوائل التسعينيات وحكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في عمليات مختلفة، إنه أحد الشخصيات التي تتقن اللغة العبرية، وبعد الإفراج عنه أطلق سراحه إلى تركيا، وسرعان ما انضم إلى العمل التنظيمي وبدأ بالتخطيط لهجمات في الضفة الغربية بالتعاون مع العاروري، وهم أيضًا من بين الشخصيات التي تأمن بموالاة إيران واستمرار العلاقات معها. وكان من الشخصيات التي التقت في طهران مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، حتى أصبح أحد منسقي العلاقات بين حركته وفيلق القدس.
وبحسب التقرير، عمل جبارين على تطوير النظام المالي لحركة حماس، وعمليات غسيل الأموال، وشراء العقارات وتحويل الأموال إلى الضفة الغربية، حتى وقت قريب أصبح أحد الشخصيات المشرفة على ملف المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة. كما أنه يتنقل بين تركيا وقطر ويرافق العاروري وهنية دائماً.
والشخص الثاني، عبد الرحمن غنيمات، من قيادة القسام في صوريف في الخليل، وكانت خليته مسؤولة عن سلسلة عمليات، اعتقل من في مقر جهاز الأمن الوقائي عام 1997 وتم ترحيله بموجب صفقة شاليط بعد الإفراج عنه، وجنده العاروري لإدارة مقر حماس في الضفة الغربية إلى جانب مازن فقهاء الذي أطلق سراحه هو الآخر في الصفقة، وشكل فرقاً عسكرية لحماس لتنفيذ هجمات في الضفة الغربية. حسب نفس التقرير.
اقرأ /ي أيضاً: الاحتلال الإسرائيلي: الـ 5 الذي تم اغتيالهم كانوا جزء من خلية ولم يتم تفكيكها
وأشار التقرير إلى أن غنيمات غير مساره وأسلوب حياته بعد اغتيال رفقيه الفقهاء في غزة، معتقدًا أنه الهدف التالي، ولجأ إلى التحرك على المحور بين غزة وتركيا وقطر في إطار عمله العسكري.
ومن الأسماء الأخرى جهاد يغمور من بيت حنينا شمال القدس، والذي شارك في خطف وقتل الجندي ” ناخشون فاكسمان” عام 1994، وداخل السجون ترقى في قيادة حماس، وبعد الإفراج عنه تم ترحيله إلى تركيا ومن هناك حاول تجنيد خلايا لحماس بأمر من العاروري. بحسب التقرير العبري.
وآخر شخصية، موسى دودين، الذي بدأ مسيرته المهنية كطالب في الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح، ثم أصبح ناشطًا في القسام بعد تجنيده من قبل العاروري، الذي أصبح مسؤولاً عنه فيما بعد في المكتب السياسي، ومنذ ذلك الحين لم تنفصل مساراتهم.
بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط وترحيله إلى قطر، أصبح مسؤولاً عن ملف الأسرى لفترة من الزمن داخل مكتب حماس السياسي.
في عام 2017، أُجبر على الانتقال إلى لبنان، بعد إدراجه في قائمة المبعدين من قطر تحت ضغط دولي، كانت سلطات الإحتلال جزءًا أساسيًا منه، بعد “الأنشطة الإرهابية” التي قادها من الدوحة. وفقاً للتقرير.