بسم الله الرحمن الرحيم
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة التاريخ: 17 ذو الحجة1442 هـ
السيد علي فضل الله الموافق: 27تموز2021 م
حرص دولي على عدم اسقاط لبنان بالكامل
فضل الله: على الطبقة السياسية تغيير العقلية وعدم تفويت الفرصة
في تصريح لسماحة العلامة السيد علي فضل الله علق فيه على التطورات الأخيرة في البلد وجاء فيه:
لا يزال من الصعوبة بمكان الحكم على التطورات الأخيرة في لبنان والمسار الذي ستسلكه، وما إذا كانت ستفضي إلى تشكيل حكومة في وقت سريع والبدء بمسيرة الإصلاحات أو تثبيت الخسائر ومنع الانهيار الكبير في البلد على أقل تقدير، ولكننا نريد أن نشارك اللبنانيين بشيء من الأمل بعد كل التجارب السابقة، وفي أعقاب ما حصل في البلد منذ عامين تقريباً، أو من خلال الأزمات الكبرى التي تفاقمت بشكل كبير منذ عام وخسارة ما يزيد على السبعة مليارات دولار من رصيد الخزينة ورصيد الشعب اللبناني عموماً من دون أن تتغيّر العقلية التي تعيشها الطبقة السياسية في لبنان.
ولذلك فإننا نُمسك بخيط الأمل الرفيع على طريقة تمسك المهدد بالغرق بخشبة قد تسير به نحو شاطئ الأمان، ولكننا لا ندري كيف سيتصرف من هم في مواقع المسؤولية، وهل باتوا على قناعة بأن البلد لم يعد يتحمل وأن إضاعتهم للفرص وتقطيعهم للوقت قد يقودهم لخسارة كل شيء؟... وهنا يكبر الرهان على أن الفرصة الجديدة هي بمثابة خلاص لهم قبل غيرهم وأن هامش المناورة أمامهم بات يضيق كثيراً، بصرف النظر عن رأينا بالأشخاص وبمن يتولى دفّة السفينة في هذه المرحلة.
إننا نرى أن ما جرى في الأيام الماضية في لبنان لا يعود فقط للأسباب والوقائع الداخلية، فثمة معطيات خارجية ساهمت في تعديل المشهد الداخلي، وأبرزها حرص الكثير من الدول على ألا يسقط لبنان بالكامل أو أن يُصبح بلد الفوضى الأمنية التي ستنعكس على المنطقة والجوار بطريقة وأخرى وهذا ما كنا نستشعره وأشرنا إليه أكثر من مرة، ولأن تماسك لبنان ولو بالحد الأدنى أفضل من تفككه وانهياره بالنسبة للكثيرين، وقد لمسنا في الآونة الأخيرة حرصاً دولياً وأوروبياً بالتحديد على لبنان أكثر من حرص أغلب المسؤولين اللبنانيين الذين لم ينظروا إلى البلد إلا من نافذة مصالحهم الخاصة، وقد يكون من مصلحة الدول الكبرى التي تعمل على ترتيب أوضاعها في المنطقة أن تتعامل مع بلد فيه حكومة مركزية وحتى شبح دولة..
إننا نأمل أن تلتقط الطبقة السياسية اللبنانية هذه الفرصة، وربما التوجه الدولي الذي يحمل بعض الحرص على لبنان ولأهداف تتصل بهم وبمصالحهم، لأننا نخشى من أن السقوط القادم قد يكون مدوياً إذا استمرت العقلية على حالها وانقلب الأمل الصغير إلى يأس كبير..