قرَّرت جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية الاستعانة بتقنية الصور التجسيدية ثلاثية الأبعاد (هولوغرام) للأساتذة، لإلقاء المحاضرات على الطلاب من دون الحاجة إلى حضورهم في قاعات المحاضرات وظهور طيفهم أمام الطلاب.
وستعرض الجامعة هذه التقنية في احتفالية خاصَّة قبل تعميمها بشكل أوسع. ويُعتقد أن إمبريال كوليدج أول مؤسسة أكاديمية في العالم تستخدم تقنية هولوغرام بشكل منتظم. واستخدمت تقنية الهولوغرام من قبل لتجسيد ظهور شخصيات شهيرة في أماكن مختلفة.
وفي البداية، سيقتصر استخدام هذه التقنية داخل الجامعة على أنشطة كلية الأعمال "بيزنس سكول"، لكن من المتوقّع أن تصبح شائعة الاستخدام في الكليات الأخرى في وقت لاحق. وقال مدير معمل "إيد تك لاب" في الجامعة "ديفيد ليفيفر" لبي بي سي: "البديل حالياً استخدام برنامج فيديو -كونفرانس، لكننا نعتقد أنَّ الهولوغرام توفّر شعوراً أكبر بالتواجد في المكان".
وأضاف: "الأساتذة سيكون أمامهم شاشة عالية الوضوح (هاي - دفنشن)، وستكون مضبوطة ومعدلة، ما سيتيح لهم التفاعل مع الطلاب وحتى النظر في أعينهم مباشرة".
وتتيح هذه التقنية أيضاً إمكانية ظهور أكثر من شخص في وقت واحد في المكان نفسه. وقد استخدمت التقنية في مؤتمر "المرأة في التكنولوجيا"، الذي أقيم في الجامعة، وظهر على المسرح ضيفان نقلا مباشرة من الولايات المتحدة، وظهرا جالسين على المنصة بجوار ضيفين آخرين في بريطانيا.
وبصورة أدق، فإنَّ التقنية الجديدة تعمل على إيجاد طيف المحاضر في المكان وتجسيده بشكل ثلاثي، وهي ليست هولوغراماً، كما أنها ليست أيضاً مؤثرات "شبح الفلفل" التي استخدمها سياسيون من قبل، ومنهم المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية جان-لوك ميلينشون، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، كما تستخدمها أيضاً شركات صناعة الترفية، لكنهم في الجامعة البريطانية يستخدمون تقنية طورتها شركة أرهت ميديا Arht Media الكندية.
وقال ليفيفر: "مشكلة تقنيَّة شبح الفلفل هي أن إعدادها للتشغيل صعب ومعقّد، كما أنَّ تكلفتها حوالى 150 ألف دولار للمشاركة في محاضرة واحدة".
ويوضح أنَّ التقنية الجديدة أكثر بساطة، وتحتاج إلى شاشة زجاجية ووضع خلفية وراءها تستخدم برنامج سوفت وير معيناً، حتى يمنح العمق المطلوب للطيف المجسم للشخص".
ويؤكّد ليفيفر أنّ تكلفتها أقلّ كثيراً من التقنيات الأخرى المشابهة، لذلك يمكن للجامعات تحمّل نفقاتها.
وحتى يتمكَّن المحاضر من إرسال صورته المجسّمة إلى الحضور، يحتاج إلى استديو التقاط وتسجيل (كابتشر ستوديو)، ويجلس أمام خلفية سوداء، ويكون هناك مصدر للضوء من الجانبين.
وتعتزم جامعة إمبريال كوليدج الاستعانة باستديوهات خارجية في لوس أنجلس وتورنتو، وكذلك استخدام معدات متنقلة لتتمكّن من استضافة أشخاص في دول بعيدة لإلقاء محاضرات على الطلاب.
وتنوي الجامعة استخدام هذه التقنية لتسمح لأحد محاضريها بإلقاء محاضرة في كلية الاقتصاد الإسبانية فبراير/ شباط المقبل.
وتقول الجامعة إنَّ فوائد التقنية الجديدة لا تقتصر فقط على توفير أدوات أقلّ إزعاجاً لجذب المواهب الأجنبية لإلقاء محاضرات فيها بدلاً من تحمّل تكلفة استقدامهم إلى بريطانيا، فيمكن إلقاء محاضرة واحدة على عدة أشخاص في أماكن مختلفة، وفي قاعات متعددة في الوقت نفسه. كما يمكن تسجيل المحاضرات والمناقشات وإعادة عرضها بالطريقة نفسها مرة أخرى، ما سيتيح المزيد من التواصل مع الحضور.
لكن هناك سلبيات أيضاً تتمثل في إمكانية حدوث عطل فني، كما أنها تحرم الضيوف من الجلوس بعد المحاضرات لاستكمال المناقشات أو الحديث مع بعضهم البعض، لكن الجامعة مقتنعة بأن فوائدها أكثر بكثير من السلبيات.