رأى العلامة السيد علي فضل الله إن الإرادة التي صنعت فعل التحرير وأرغمت العدو على الخروج من لبنان ينبغي أن تكون حاضرة في نفوس وعقول ومواقف اللبنانيين حتى يمكنهم طرد الفساد من إدارات الدولة ومن الواقع اللبناني كله، والقيام بورشة إصلاحية على كافة المستويات يمكنها استعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم ودولتهم، والحصول على ثقة العالم الذي فقد الأمل بالبلد وليس بوارد الأسف على ما ينتظر اللبنانيين لأنهم لم يظهروا -إلى الآن-أي استعداد حقيقي للإصلاح وإعادة بناء الدولة.
وأشار في درس التفسير القرآني إلى أن الوفاء لدماء الشهداء التي سالت بغزارة من اجل تحرير البلد إنما يكون باستعادة البلد لعافيته وحريته التي باتت مسلوبة أمام حالة الانهيار التي تضرب لبنان الوطن ولبنان الدولة والتي لا يمكن معالجتها إلا بقرارات شجاعة يتنازل فيها هذا الفريق وذاك الفريق لحساب الوطن، لأن التنازلات عندما تكون لمصلحة الوطن ومستقبل أبنائه فلا يمكن أن تحسب تنازلات بل توضع في رصيد من يتنازل عنها على أساس انها مكاسب إضافية وجرأة تتجاوز القضايا الذاتية والشخصية لحساب الخير العام.
ودعا سماحته المسؤولين إلى وقفة ضمير أمام حالة الانهيار الكبرى والتي تزداد تفاقما مشيراً إلى ضرورة أن يراجع المسؤولين أنفسهم وأن يتأملوا في المصير الأسود الذي يسير البلد نحوه في ظل هذا الجمود وهذا القتل المستمر للفرص وللوقت، والذي سرعان ما يتحول إلى مناكفات وصراعات تُستحضر فيها كل الأسلحة الطائفية غير التقليدية ويُستدعى فيها الدستور لسحاب هذا أو ذاك وتتواصل فيها حفلات الانفعال غير المدروس من دون أن نشعر أن هناك من هو مستعد لتقديم مصلحة المجتمع والوطن على مصلحته الذاتية.
وختم سماحته داعياً لاستكمال مسيرة التحرير علينا ان نتحرر من الأغلال والقيود الشخصية والذاتية وأن نتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام بمد اليد لبعضنا البعض لان التحرير صُنع من خلال الوحدة ولا يمكن للبنان أن يستمر إلا بالوحدة الداخلية القادرة على استعادة عنفوان البلد بوجه العدو وبناء الدولة القوية العادلة