كانت موائد الرحمن مصدراً رئيسياً لحصول النازحين والفقراء في العاصمة الصومالية مقديشو، على الغذاء، خلال شهر رمضان، لكنها غابت هذا العام بسبب التباعد الاجتماعي الناجم عن تفشي جائحة كورونا.
وازدادت معاناة النازحين في هذا العام بسبب تراجع المشاريع الخيرية، وتعليق المطابخ الرمضانية (موائد الرحمن) التي كانوا يعتمدون عليها خلال الشهر الفضيل.
اختفاء الطقوس
مع بدء شهر رمضان، تبدأ معه عادات اجتماعية لتعزيز التكافل والتراحم الاجتماعي لتخفيف معاناة النازحين، والأسر الفقيرة الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة نتيجة غلاء الأسعار وقلة فرص العمل.
في مخيمات ضواحي العاصمة مقديشو، اختفت تماماً المطابخ الرمضانية وموائد الرحمن التي اعتاد عليها النازحون والأسر الفقيرة، والتي كانت تؤمن لهم لقمة إفطار جاهزة.
وتقول منة شيخ علي، النازحة في مخيمات ضواحي العاصمة، للأناضول، إن جائحة كورونا أحدثت تغييراً كبيراً في عادات التكافل الاجتماعي، "بل وسُلبت منا أحد أهم الطقوس وهي المطابخ الرمضانية".
وأضافت: "المطابخ الرمضانية كانت تشكل بالنسبة لنا مصدر العيش خلال الشهر الفضيل، وغيابها فاقم معاناتنا، حيث كنا نعاني أصلاً من غلاء المعيشة إلى جانب اختفاء الوظائف نتيجة قلة أوقات العمل".
سلال غذائية
رغم تداعيات الجائحة، إلا أن مبادرات شبابية تسعى لتوفير سلال غذائية عوضاً عن غياب المطابخ الرمضانية التي يستفيد منها آلاف الأسر.
وتحت شعار "فطر أخيك" تسعى المبادرة الشبابية في هذا العام، لتوفير طرود غذائية للنازحين في مخيمات العاصمة، من أجل إدخال الفرحة في قلوب النازحين وتخفيف وطأة معاناتهم بمناسبة شهر رمضان.
ويقول محمد عبد الرحمن رئيس المبادرة للأناضول، إن المبادرة موسمية وتعمل للعام الخامس على التوالي على مساعدة النازحين والأسر الفقيرة في مخيمات النازحين، من خلال جمع تبرعات مالية من قبل المواطنين القادرين.
وأضاف عبد الرحمن: "في الأعوام الماضية كنا نعمل على تجهيز مطابخ رمضانية، لتوفير وجبات إفطار جاهزة لمئات الأسر الفقيرة في المخيمات، لكن في هذا العام توقفت بسبب كورونا".
"تم تغيير خطة المطابخ إلى خطة توزيع السلال الغذائية على النازحين والأسر الفقيرة، من أجل تذليل جزء من معاناتهم".
وتتكون السلال الغذائية، التي يقدمها أصحاب هذه المبادرة من الأرز، والسكر، والدقيق، وزيت الطهي، وعلبة حليب وتمر، وهو ما يكفي الأسرة الواحدة طوال الشهر.
تكافل اجتماعي
وتتواصل دعوات الشباب لجمع التبرعات المالية عبر وسائل الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي لسد احتياجات المعوزين طوال رمضان.
وتقول حمدية عبد الكريم من مبادرة لجمع التبرعات، للأناضول، إن المبادرة تعتمد على التبرعات المالية من قبل المواطنين في الداخل والخارج، حيث يزداد التكافل الاجتماعي في هذا الشهر المبارك.
وأضافت: "لاحظنا في رمضان الحالي تنافسا كبيرا في الأعمال الخيرية بين المواطنين، منهم من يدعمنا بالأموال ومن منهم يشاركنا في المبادرة من أجل رسم البسمة على وجوه النازحين والفقراء".
المصدر: وكالة الأناضول للأنباء