مدير عام المبرات في عيد المعلم:" سنواجه الألم بالعمل وبث الأمل"
وجه مدير عام جمعية المبرّات الخيريّة الدكتور محمد باقر فضل الله رسالة للمعلمين والمعلمات بمناسبة عيد المعلم، تناول فيها أوضاع المعلمين "في ظل وباء كورونا والأوضاع الاقتصادية الصعبة".
ومما جاء في رسالته:" إن الأوضاع التي نعيش أدت إلى إنهيار مقومات الصمود في وجه هذه العاصفة الكأداء"، منوهاً ب"إرادة المعلم الصلبة التي استطاعت اقتحام هذه الصعوبات ومقارعة الألم بالعمل وبث الأمل، على الرغم من الأثقال الكبيرة التي فرضتها عملية التعلم عن بعد".
وأكد د. فضل الله "الاصرار على مواجهة التحديات على مختلفِ الصعدِ بصبرِ الأنبياءِ والرسلِ وإشراقةِ الحبِ للحاضرِ والمستقبل"، قائلاً: "أيها المعلم، لقد أبليتَ بلاءً حسناً في اقتحامِ الصعابِ ووقفتَ تُقارعُ الألمَ بالعملِ وَبَثّ الأمل، متمثلاً سيرةَ الأنبياءِ صبراً جميلاً على المكارهِ وبأساً شديداً في الصراعِ مع الخوفِ والجَزعِ فانتصرتَ بهذه الإرادة، إرادةِ الإيمانِ الخالصِ لوجهِ اللهِ وبفعلِ انتمائكَ وإخلاصِكَ للرسالةِ التي التزمتَ مبادئها وقيمَها، رسالةِ الخيرِ والعملِ الصالحِ التي أرساها وأبدعَ وأتقنَ بناءَ مَرساها المرجعُ المؤسسُ(رض) وهو القائلُ بأنَّ في المعلمِ شيئاً من عُمقِ النبوةِ وفي المشرفِ شيئاً من عمقِ الرسالة".
وتطرق د. فضل الله إلى عملية التعلم عن بعد "وما رافقها من متغيرات طالت دور المعلم في العملية التعليمية"، مؤكداً أن "مهمة المعلم باتت أصعب اليوم"، وقال: " تُرى هل أنَّ إقفالَ المدارسِ بسببِ الوباءِ قد أراحَ المعلمَ وخفّفَ من ثقلِ مهامِه أم زادَ من خوفِه وقلقِه على تعلّمِ ونماءِ تلامذتِه وأبنائه، حيثُ أنَّ حضورَ الملتقياتِ للتلامذةِ أو الأبناءِ قد يكونُ أصعبَ من ضبطِ الصفوفِ والأُسرِ وضمانِ النوعيةِ عند حضورِهم في المؤسسة".
وأضاف: "إن عملية التعلم عن بعد ألقتْ أثقالاً على المعلمينَ والمربّينَ والإداريينَ والنظّارِ الذين يتابعُ بعضَهم أو جُلَّهم ليلاً ونهاراً دونَ مراعاةٍ لدوامٍ أو خارجَ الدوامِ ناهيكَ عن القلقِ على مستوى تلامذتِهم وأبنائهم وتحصيلِهم للأهدافِ من معارفَ ومهاراتٍ وقِيَم".
وحيّا فضل الله المعلمين في المبرات بالقول:" " لقد أثمرتْ جهودُكم ورساليتُكم وشعورُكم العالي بالمسؤوليةِ إعادةِ تشكيلِ المنظومةِ التعليميةِ والرعائيةِ لتُجاريَ واقعَ التعاملِ خلال الاقفالِ العامِ والبُعدِ عن مقاعدِ الدراسة، وعَبَرتَم بأمانٍ إلى ضفّةِ التعليمِ الالكترونيِّ الافتراضيِ والمدمج، وبَرَعتُم في إنتاجِ آلافِ الدروسِ الرقمية، وتعاملتُم مع مئاتِ آلافِ الفروضِ على المنصّة التعليمية، ولم تتركوا يتيماً وذا حاجة خاصةٍ إلاّ وقصدتُم إليه مع بُعدِ المسافاتِ لتخفّفوا من معاناتِه المعيشيةِ والتعليمية".
وأعرب مدير عام المبرات عن "تقديره لما يقوم به الأهل خلال عملية التعلم عن بعد"، قائلاً: "نقدر عالياً للأهلِ رعايتَهم ومتابعتَهم أبناءهم، آملين تفهّمَهم لمعاناةِ المعلماتِ والمعلمينَ وصبرَهم على ظروفِ تلامذتِهم وأبنائهم كما صبرَهم على ظروفِ عوائلِهم، آباءً وأمهاتٍ ازدادت مسؤولياتُهم تجاهَ تلامذتِهم كما تجاه أمورِهم العائلية، كلُّ هذا في ظروفٍ اقتصاديةٍ وصحيةٍ واجتماعيةٍ صعبةٍ لن ننساها ونحاولُ التخفيفَ عنها ولن نقفَ بإذنِ اللهِ مكتوفي الأيدي أمامَ تعبِكم وصبرِكم الجميل".
وختم فضل الله :" لقد صنعتَ يا معلمَ المبراتِ معجزةً في زمنِ إحباطِ الكورونا، معجزةً ممزوجةً بفرحِ العطاءِ تُنسيكَ أياماً من العناءِ مع نجاحِ تلامذتِك وأبنائك وتفوّقِهم وضحكاتِهم البريئةِ، ويبقى خزينُ فرحِك لأنك عبرتَ بهم إلى برِّ الأمان، سوف يبقون في الذاكرةِ صدقاتٍ جاريةً تعتزُّ بها عندما تراهم يشكّلون إشراقةَ المستقبلِ الآتي، نعلمُ أنَّ الطريقَ في ظلِّ الأزماتِ محفوفةٌ بالأشواكِ ولكنّك أيّها الرساليُّ المؤمنُ بإرادتِك وقدراتِك وعزيمتِك ورساليتِك وصبرِك قادرٌ على تجاوزِ المِحَنِ وكأداءِ السبيلِ طلباً لما عندَ اللهِ".