أيام قلائل تمضي على عام 2020، العام الذي صنف بأكثر الأعوام إثارة والحبلى بالأحداث المختلفة التي كان لها أثراً كبيراً واستطاعت أن تغير معالم وربما سياسات العالم أجمع.
فعلى الرغم من الأعوام الماضية الأخيرة كانت مليئة بالأحداث، إلا أن عام 2020، ترك بصمة واضحة في تفاصيله، وأثر بشكل كبير على سياسات دول وتفاصيلها وأحداثها التي لن ينساها العالم على مدار السنوات القادمة.
فيروس كورونا
بدأ عام 2020 وتحديداً في شهره الأول ظهور مرض التهاب رئوي غامض في الصين، عرفت لاحقًا اسم "كوفيد-19″، وصنّفته منظمة الصحة العالمية وباءً في 11 مارس/ آذار، فيما فرضت الحكومات إجراءات عزل في مختلف دول العالم، شملت نصف البشرية، بهدف وقف انتشار الوباء.
تعطلت الحياة بأكملها بسبب الفيروس، وتكبدت الدول كافة بخسائر جمة مع دخولها الحظر الصحي، فأغلقت البلدان، وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 1.7 مليون شخص وأكثر من 81 مليون إصابة في العالم.
هزيمة ترامب وفوز بايدن
في 3 نوفمبر، صوّت الأمريكيون للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب والمنتخب ح الديموقراطي جو بايدن في أصعب انتخابات شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فبعد سنوات عجاف، فرح العالم بفوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، ورحيل أكثر رئيس أصاب العالم جدلاً، والذي يصر على إثارة الغرابة والجدل برفضه لنتائج الانتخابات.
تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني
لم يكن غائباً عن السياسة محاولات بعض الزعماء العرب الاستمالة للكيان الصهيوني لكن كان عام 2020، كفيلاً أن يحدث صدمة بالإعلان الرسمي لعدد من الدول عن التطبيع، ففي 15 سبتمبر، وقعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقي تطبيع مع كيان الإحتلال في البيت الأبيض.
الفلسطينيون نددوا بتطبيع الدولتين العربيتيْن مع تل أبيب، لكن لم يكف التنديد مع استمرار التطبيع مع دول أخرى تلتهما كالسودان والمغرب ليستمر مسلسل التطبيع كـ "طعنة في الظهر".
انفجار مرفأ بيروت
في 4 أغسطس، أوقع انفجار ضخم أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح على الأقل، ودمّر مرفأ بيروت وتسبّب بخراب كبير لأحياء بكاملها في العاصمة اللبنانية.
أدى الانفجار الناجم عن حريق في مخزن يضم أطنانًا من نيترات الأمونيوم، كانت مخزّنة لسنوات في المرفأ من دون إجراءات وقاية، إلى انهيار إضافي للاقتصاد وأحدث صدمة لدى الشارع اللبناني أثر على مكوناته السياسية.
اغتيال سليماني وزادة
إيران استهلت عام 2020 باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في العشرين من يناير كانون الثاني، فردت عليه طهران بقصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق باثني عشر صاروخاً باليستيا، شرارة كادت تشعل فتيل الحرب بين طهران وواشنطن وتراجع عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة وأعلن اكتفاءه بتشديد الحرب الاقتصادية التي شنها على طهران بخروجه من الاتفاق النووي عام 2018، واختتمته في 27 نوفمبر باغتيال محسن فخري زاده مهابادي، هو ضابط إيراني في الحرس الثوري الإيراني وأستاذ الفيزياء بجامعة الإمام الحسين بطهران، وهو العالم النووي الأرفع في إيران. وُصِف محسن بأنه "رأس البرنامج النووي".
النزاع المسلح في إقليم ناغورني قره باغ
في 27 سبتمبر، اندلع قتال بين القوات الأذرية وقوات ناغورني كاراباخ، وهي منطقة ذات أغلبية أرمنية متنازع عليها منذ عقود.
تتهم يريفان أنقرة بإرسال مرتزقة لدعم القوات الأذرية، وتؤكد باكو في المقابل أن أرمينيين من الشتات يقاتلون في ناغورني كاراباخ.
في ختام ستة أسابيع من المعارك (أكثر من خمسة آلاف قتيل) جرى التوقيع على وقف إطلاق النار في نوفمبر برعاية الكرملين، وكرّس الاتفاق انتصارات أذربيجان ومنحها مكاسب جغرافية مهمة.
حرائق تأكل الأخضر واليابس في أمريكا واستراليا
في 9 سبتمبر، استيقظت سان فرانسيسكو وأجزاء أخرى من الغرب الأمريكي تحت سماء برتقالية تشبه مشاهد نهاية العالم، بسبب حرائق اجتاحت كاليفورنيا، منذ أغسطس، بسبب ارتفاع قياسي في درجات الحرارة.
وفي نوفمبر، ضرب إعصاران أمريكا الوسطى ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وأضرار بملايين الدولارات.
في أستراليا، وخلال الشهر نفسه، وفي أوج موجة حر، أتت حرائق هائلة على 40 في المئة من غابات جزيرة فريزر، أكبر جزيرة رملية في العالم مصنفة كموقع من التراث العالمي من قبل اليونسكو.
في القارة الأسترالية، انتهى موسم الحرائق الذي بدأ عام 2019 في نهاية يناير 2020 بعدما أحرق مناطق يفوق حجمها مساحة البرتغال.
وشهدت مناطق بأكملها على حدود الأرجنتين وباراغواي وبوليفيا وجنوبي البرازيل حرائق مدمرة.
وفاة جورج فلويد واحتجاجات أمريكا
في 25 أيار/مايو توفي جورج فلويد وهو أمريكي أسود في الأربعين من العمر، اختناقا في مينيابوليس بعدما بقي لدقائق طويلة تحت ركبة شرطي أبيض.
وأثارت صوره التي يظهر فيها وهو يقول "لا يمكنني أن أتنفس"، تظاهرات بحجم غير مسبوق منذ الستينيات للمطالبة باصلاحات ضد عنف الشرطة وإنهاء عدم المساواة العرقية تحت شعار "حياة السود تهم". وشابتها أعمال عنف.
وفاة أسطورة كرة القدم مارادونا
توفي أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا إثر أزمة قلبية، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عن عمر يناهز 60 عاما.
وفاز مارادونا، الذي يعد واحدا من أفضل اللاعبين عبر العصور، بمجموعة من الألقاب أهمها كأس العالم مع الأرجنتين عام 1986، ولعب لفرق متعددة منها بوكا جونيورز وبرشلونة ونابولي. كما أشرف على تدريب المنتخب الأرجنتيني في مونديال 2010.