تحدث خبراء عسكريون و محللون مساء الاثنين حول المناورة العسكرية التي تستعد الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، تنفيذها يوم الثلاثاء في غزة، تحت اسم "الركن الشديد".
من جانبه أكد المختص في الشأن العسكري، رامي ابو زبيدة على اهمية هذه المناورة التي تنفذها الغرفة المشتركة، مشيراً الى أن تلك المناورة اصبحت حديث وسائل الاعلام العبرية، كما أنها تسببت في حالة من القلق الواضح لدى الاحتلال.
و أوضح ابو زبيدة بأن اهمية هذه المناورة تكمن في انها تضم كافة الاجنحة العسكرية، و هي الاولى من نوعها و لن تكون الأخيرة التي تصل من خلالها المقاومة الفلسطينية الى وحدة فهم و تناقل للخبرات، لتكون قادرة على تطوير عملها في مواجهة الاحتلال.
و بين أن المناورة ستحاكي عدة سيناريوهات دفاعية و ليست هجومية هدفها الدفاع و حماية شعبنا، و ستحاكي تسلل قوات صهيونية من البحر و البر، و غيرها، كما أنها تهدف لإرسال رسالة الى العدو مفادها أن عليه ان يتحسس جبهته الداخلية اذا شن عدوان على شعبنا.
و لفت الخبير العسكري الى أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة كان لها السبق في تركيز عمليات مشتركة عبر الصراع مع العدو، و هي تخطو خطوات متقدمة في توحيد العمل المقاوم، في ظل تواصل مناورات الاحتلال و تهديداته، و حالة الضبابية التي تعيشها المنطقة.
و قال إن اهمية الغرفة المشتركة تكمن في انها تضم اكبر و اوسع قاعدة فصائلية في الاجنحة العسكرية المقاومة، حيث أن دمجها يعطي عمقا اكبر للفصائل في تبني خطط جديدة في مواجهة الاحتلال، و تعطي نقلة نوعية في العمل، و هذا ما جرى خلال الجولات السابقة.
و تابع يقول: "إن الجهد الذي يتم بذله في الغرفة المشتركة جهداً متكاملاً يصب في مكان واحد، ادى لعمل جهد مثمر في مواجهة العدو، مما يكبده خسائر في أي معركة قادمة، و سيكون هناك قدرة كبيرة في منظومة القيادة و السيطرة في منظومة ادارة العمليات العسكرية و توجيهها على الوجه الامثل و الحفاظ على قدرات المقاومة التسليحية، لا سيما نحن نواجه عدو لديه من القدرات التسليحية و الامنية الكثير".
و رأى الخبير في الشأن العسكري ابو زبيدة بأن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة ستستطيع استثمار ما لديها من مقدرات و امكانيات في مواجهة الاحتلال بما يحقق اهداف المقاومة.
و بين أن الهدف من المناورة هو الحفاظ على الجهوزية القتالية الدائمة لوحدات المقاومة و تدريب الاجنحة على العمل العسكري المشترك على صد أي عدوان يشن على غزة، بالإضافة الى اعداد و تحسين خبرات قيادات المقاومة و تدريبهم على مختلف القطاعات القتالية من البحر او البر، و زيادة التدريب و الوعي لدى وحدات المقاومة الموجودة في قطاع غزة.
و حول الحركة الكثيفة للطائرات الاستطلاعية التابعة للاحتلال، و التي تتزامن مع الاعداد للمناورة، و علاقتها بالمناورة، أشار ابو زبيدة الى أن طائرات الاستطلاع لا تغادر قطاع غزة، و لا تقوم بدور عبثي، بل يحاول الاحتلال الا يترك فرصة يمكن توصله لمعلومات لتحديد بنك اهدافه لاستهداف المقاومة في أي مواجهة قادمة، لا سيما ان الوضع الميداني في قطاع غزة قابل للتغيير في أي لحظة.
لكن الخبير العسكري اشار الى أن المقاومة الفلسطينية وصلت لمرحلة لتطور مادي و عقلي ما يمكنها من قراءة الصورة الامنية و العسكرية للاحتلال، و قد تجاوزت الكثير من الاختبارات و العقبات الفنية التي قد تواجهها من عمليات الاحتلال.
و في سياق متصل، اوضح الخبير العسكري بأن المقاومة حريصة على عدم كشف كل قدراتها خلال المناورة، و خاصة الهجومية التي تؤثر في العدو، و ستركز على عدد من السيناريوهات الدفاعية التي تدربت عليها المقاومة لصد أي عدوان على غزة، سواء من الجو او البحر او عبر الحدود.
و اشار الى أن المقاومة ستوصل رسالة للعدو من خلال المناورة انها تستطيع ان تكبده خسائر فادحة، و لن يكون أي قلق من تحليق الطائرات في سماء غزة، مستبعداً أن تقوم طائرات الاستطلاع بأي حماقة تجاه المشاركين في المناورة، لا سيما أن المقاومة رسخت قواعد الاشتباك، و أن الاحتلال يعرف انه اذا اقدم على حماقة سترتد على جبهته الداخلية و هو ما لا يريده في هذه الظروف.
الخبير الأمني محمد أبو هربيد بدوره أشار الى أن المناورة "الركن الشديد" ستحاكي أداء وسلوك جيش دولة في مواجهة العدو، حيث ستتضمن عدة أنشطة برية وبحرية وربما جوية.
و لفت الى أن المقاومة ستستخدم خلال المناورة أسلحة متنوعة تربك الوحدات القتالية لدى الخصم، حيث سيبرز الجهد والاحتراف القتالي لدى المقاتل، كونه الأساس التي تعتمد عليه المقاومة
و بين أن المقاومة لن تفصح عن كل الأساليب التي يمكن أن تطبقها في أي معركة قادمة، وستحرص على إخفاء الكثير من الأنشطة حتى يتم الافصاح عنها وقت المعركة
في السياق ذاته أشار ابو هربيد بأن الاحتلال سيحرص على تقييم المناورة بمقابل سيمنع تسلل أخبارها لمجتمعه الداخلي تجنبا لأي تأثير على جبهته الداخلية.
الكاتب و المحلل السياسي، حسن لافي بدوره أكد بأن الوحدة الوطنية حول المقاومة هي الضلع الأول في الركن الشديد.
و بحسب المحلل، فإن التأكيد على روح المشاغلة والتحدي للاحتلال رغم كل العقبات والاحباطات في الاقليم ثاني الأضلاع في المناورة.
أما زاوية التقاء الضلعين، وفقاً للكاتب فإنها واجب المقاومة في الدفاع عن أبناء شعبها في المقام الأول و الحفاظ على مراكمة منجزاتها في المقام الثاني.
و أكد لافي بأن السهم فهو موجه ضد كل من تسول له نفسه في دولة الاحتلال أنه قادر على ثني المقاومة عن واجبها في تطوير ذاتها وقدراتها، فليتيقن أن سهام المقاومة ستصيب بدقة عقر جبهته الداخلية، التي ستنزف دما و دمارا اذا بكت غزة .