ليندا فقيه
ها أنت سيّدي تخترق جدار صمت الموت وتعود مسرعًا مع كلّ تموز من كلّ عام....
تفتح جفنيك من جديد لتلقي علينا نظرة رحمة من البعيد البعيد........
تسمع حشرجات حناجرنا تناديك .....
صرخة تموز ما زالت تصدح عاليًا....
مهلا ايّها الموت ....مهلا
اتظن بانك سرقت منا قلبا نابضا بالحياة
أتظن بأنك خطفت منا روحا تحوم حولنا
لا فالسيد لم يمت .... فكر السيد لم ينطفئ
وكيف لنهج حر ان يموت ؟!!!!
وكيف للمحبة ان تتلاشى من قلوب اليتامى التواقة لوجودك...
وكيف للفكر المشتعل في وعينا ان يتلاشى...
فالسيد مع كلّ فجر يحيا فينا ....
ومع كل تكبيرة "الله اكبر " تعلو من المساجد الّتي رفعت للّه يكبر فينا وفي عقولنا ....
ووقع الوصايا الخالدة اقوى من كل موت واقوى من كل رحيل .....
تموز !!!!
تموز ما لحزنك يذرف دمعا توّاقا لرؤيتك
وما لتلك الصرخة المدوية من الحناجر المجروحة حزنا للرحيل ما زالت في السماء تنزف دمعا من غيوم مثقلة بالتعب من كل هذه الايام التي نكابدها
لكن العزاء الوحيد لنا بانك حاضر في كل قضايا الأمّة
عالق في اذهاننا .متحرّر من قيد الظّالمين
وبانك بحر هادر يتلاطم موجه مدّا وجزرا
بين حنين مختبئ في دموعنا المحبوسة داخل قمقم القلب حزنا للفراق وشوقا لوجودك معنا
وبين فكرك الحي النابض في وعينا والمنير لدربنا ولكل استفهام ليكون المنارة لكل القضايا العالقة
وكيف لفكر حي ان يموت ؟؟!!!!!
وروحك الحائمة حولنا تنطق لتهدينا الى درب الله تعالى....
فالف سلام لروحك الطاهرة
والف تحية لفكرك المنير
ولحضورك في قضايا الأمّة
مع الفاتحة والصلوات ......