رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل التخرج الذي أقامته ثانوية الكوثر لطلاب الشهادة المتوسطة في ملعب الثانوية وبحضور مديرة الثانوية الحاجة رنا قبيسي، فضيلة الشيخ فؤاد خريس ، فضيلة الشيخ محسن رمال والهيئتين التعليمية والادارية والاهالي والخريجين.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم فالنشيد الوطني اللبناني ثم قدم الطلاب عدد من الفقرات تلاه كلمة مديرة الثانوية الحاجة رنا قبيسي ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته واعتزازه لوجوده في هذا الحفل بين هذه الكوكبة من الطلاب والطالبات الاعزاء الذين زرعوا الابتسامة على وجوهنا بمستقبل واعد لهذا الوطن.
وأضاف سماحته: نحن اليوم اجتمعنا لنكرم معا قيمة العطاء والعلم الذي لا نريده نجاحا فحسب بل تفوقا وابداعا وتميزا على مختلف المستويات، فهذه المؤسسات منذ وجدت تحمل رسالة القيم التي من خلالها نستطيع أن نبني الحياة على العدل والحرية والمساواة والكفاءة.
وتابع سماحته: رسالتنا دوما الانفتاح لبناء هذا الوطن ومد جسور التواصل مع الاخرين ونسعى للحوار الجاد والواقعي المنتج لا حوار الديكور والمجاملات الحوار الذي يعمل على ازالة الهواجس التي يسعى المفتنون لاصطناعها بين ابناء هذا الوطن من خلال سياسة التخويف وشد العصب وطرح مشاريع الفدرلة والتقسيم.
تابع: همنا ان يكون وطننا حرا عزيزا مستقلا غير مرتهن لهذا المحور أو ذاك تحكمه العدالة والمساواة لا ان يكون على هامش الأمم وساحة للاخرين يتلاعبون بمقدراته ويرسمون الخطط للسيطرة على واقعنا مشيرا إلى ان رسالة هذه المؤسسات كانت وستبقى ان تربي جيلا يملك كل مقومات المعرفة والثقافة والاخلاق والانسانية جيلا رساليا متسلحا بالعلم والوعي ويكون امينا على تحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن وقادرا على مواجهة كل الضغوط والتحديات.
وأكد سماحته ان المرجع فضل الله رسم لنا معالم هذا الطريق ونحن جميعا نتابع السير عليه فبهذه العناوين نستطيع ان نبني وطنا لجميع ابنائه ومجتمعا متماسكا يحفظ كل مواقع القوة فيه التي تجعله قادرا على مواجهة ما يخطط له العدو الصهيوني إلى ذلك فإن كل هذه التهديدات التي يطلقها هذا العدو إنما هي من باب التهويل والحرب النفسية فهو يعرف جيدا القدرات التي تمتلكها المقاومة والتي تجعله يرتدع عن اي مغامرة قد يقدم عليها.
وتوجه سماحته إلى الطلاب قائلا: انتم مدعاة فخر واعتزازنا بما تحملونه من قيم أخلاقية وإيمانية وإنسانية ووعي وتفوق فاتنم كنتم ثمار هذا التعاون بين الأهل والثانوية مقدرا الجهود التي اثمرت هذا التميز مشيرا إلى ان مسيرة العلم طويلة ولا تتوقف لذلك لا تهدروا اوقاتكم بل استفيدوا من كل وسائل العلم والمعرفة بما يصقل شخصيتكم ولا تسمحوا لاحد ان يحرفكم عن متابعة هذا الطريق لبناء مستقبل واعد لانهم يريدون لكم ان تسقطوا في الشهوات والملذات حتى يسهل عليهم السيطرة على عقولكم ومقدراتكم فالرهان دوما يبقى عليكم لبناء وطن نموذجي.
وتوجه بالشكر إلى الاهل الكرام الذين تحملوا الاعباء الكثيرة من اجل تعليم اولادهم حيث حرصوا على ايصالهم إلى شاطى الامان من خلال غرس بذور الايمان والمحبة والحوار والانفتاح مشيرا إلى اننا حرصنا على ان لا نرفع الاقساط ولكن بسسب الظروف الضاغطة والصعبة ومن اجل الحفاظ على الطاقات والكفاءا ت الموجودة لدينا والحفاظ على مستوى جودة التعليم كانت هناك زيادات مع مراعاة كل الظروف فهذه المؤسسات لا تعتمد على دولة او جهة .
وفي الختام شكر سماحته مديرة الثانوية والمعلمين والمعلمات والادرايين على ما يبذلونه من اجل تربية وبناء جيل رسالة واع ومتميز فانتم استضفتم تلاميذ مؤسساتنا الذين هجروا من الجنوب بسسب الاعتداءات الصهيونية وكنتم عنوانا للجهاد من خلال حرصكم على تعليمهم وتميزهم لان معركتنا مع هذا العدو على مختلف المستويات حتى يخرج منها الوطن منتصرا عزيزا حرا.