كشف مسح حديث أجري في جامعة جورج ميسون الأميركية للحمض النووي DNA، بعد أن تمَّ جمعه من نحو 2000 امرأة في سنّ الإنجاب في الولايات المتحدة الأميركية، أنَّ إنجاب المرأة للأطفال قد يضيف أحد عشر عامًا إلى عمر الخلايا لديها، مقارنةً بقريناتها اللاتي لم ينجبن أطفالًا على الإطلاق.
وبيّنت نتائج الدراسة أنَّ النساء اللاتي كن قد أنجبن سابقًا، كانت لديهن "تيلومترات" أقصر، وهو أمر يدلّ على حدوث شيخوخة خلوية سابقة للأوان بدرجة كبيرة. والتيلومير telomere هو غطاء يغلّف نهايات الكروموسومات، ويتألَّف من تتابع متكرر من خمس قواعد جينية تساعد في حماية المعلومات الوراثية في الخلايا من التدهور مع مرور الوقت، أو من التعرُّض لعوامل تضرّ بصحّة الفرد.
ويعدّ ارتباط طول الـ"تيلومتر" بصحة الخلايا وعمرها سؤالًا بحثيًّا حفّز إجراء العديد من الدراسات حوله، إذ يتعرض "تيلومتر" الخلية للتآكل عقب كلّ مرة من مرات الانقسام، التي يصل عددها إلى خمسين مرةً على مدار عمر الإنسان، ما يجعل منه مؤشرًا على عمر الخلية.
وكان دراسة سابقة أجرتها جامعة يوتا بيّنت أنَّ الأشخاص الذين لديهم تيلوميرات أقصر كانوا عرضةً للوفاة بأمراض مُعدية أكثر بثمانية أضعاف بالمقارنة بأقرانهم الذين لديهم أخرى أكثر طولًا، بل وأكثر عرضةً للإصابة بأزمة قلبية قاتلة بثلاثة أضعاف الآخرين الذين يتمتعون بطول تلك التيلوميرات.
وارتكزت الدراسة الحالية على بحث نحو 2000 سيّدة تراوحت أعمارهن بين 18- 44 عامًا، تمّ استخدام بياناتهن من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، في الفترة الزمنية ما بين 1999 حتى العام 2002، كما تم إجراء فحوصات للدم لقياس طول التيلوميرات الخاصة بهن.
وأظهرت النتائج أنَّ هناك فرقًا وصل إلى 116 زوجًا أقل من قواعد "تيلومتر" لدى النساء اللواتي أنجبن، ما يفسرها الباحثون بأنها تعادل حوالى 11 سنة من الشيخوخة الخلوية.
ومن المفاجآت الغريبة في هذه الدراسة أنَّ معدّل نقصان التيلومير عند الإنجاب يتآكل بنسبة أعلى من تآكله نتيجةً للتدخين الذي يتسبب في تقدُّم عمر الخلية بـ4.6 أعوام، وكذلك السّمنة التي تتسبب في زيادة عمر الخلية بمعدل يصل إلى 8.8 سنوات، وفق ما جاءت به دراسة بريطانية أُجريت في وحدة بحوث التوائم والأوبئة الجينية بمستشفى سانت توماس.
وتظهر نتائج الدراسة أنَّ معدل تآكل التيلوميرات يزداد بشكل طردي مع عدد الأطفال، فقد تبيَّن من فحص عينة البحث أنَّ السيدات اللاتي كان لديهن خمسة أطفال، تميَّزن بقصر طول التيلومير مقارنةً بنظيراتهن اللاتي كان لديهن طفل أو اثنان أو ثلاثة أو حتى أربعة أطفال.