ألمح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى أن العقوبات على العراق ما زالت محتملة، وذلك في اجتماع مع الرئيس العراقي، مساء أمس الأربعاء، وهو الأول من نوعه منذ قتلت غارة جوية أميركية قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد، وأزمت العلاقات الأميركية العراقية.
والتقى برهم صالح بترامب على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس السويسرية، وسط تهديدات من فصائل المقاومة العراقية تتوعد بالانتقام منه إذا جلس مع الرئيس الأميركي.
وقال ترامب للصحافيين إن واشنطن وبغداد بينهما "علاقة جيدة للغاية"، وأن البلدين كانت أمامهما "مجموعة صعبة للغاية من الأمور لمناقشتها."
وردا على ما إذا كانت الإدارة ما زالت تدرس فرض عقوبات على العراق، قال ترامب "سنرى ما يحدث لأن علينا القيام بالأشياء بشروطنا". وتدخل صالح وقال إن البلدين بينهما مصالح مشتركة منها المعركة ضد الإرهاب، والاستقرار الإقليمي واستقلال العراق.
وتابع ترامب "ونحن أيضا مشتركون معهم في أعمالهم بشأن النفط، وسيكون هذا دائما مهما من منظورهم ومنظورنا. لذا لدينا الكثير من الأمور الإيجابية للحديث عنها". وجدد ترامب دعم بلاده لـ"استقرار العراق، وحرصها على توثيق العلاقات المشتركة وتوسيع حجم التعاون بين العراق والولايات المتحدة، وبما يخدم مصلحة الشعبين"، وثمن "الدور العراقي المحوري في المنطقة".
وبحث الجانبان "ملف وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في العراق، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك خطة لبقاء القوات الأميركية في العراق، قال ترامب "خفضنا قواتنا إلى خمسة آلاف. لذا تراجعنا عند مستوى منخفض للغاية، العدد الأقل تاريخيا. سنرى ما يحدث".
وقال صالح إن "العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأصدقاء والحلفاء، وبما يعزز سيادته واحترام قراره المستقل، ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي وإعادة الإعمار، وعدم السماح أن يتحول العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات".
وجاء الاجتماع وسط تهديدات من جماعة كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من إيران، والتي حذرت صالح من لقاء ترامب أو عدم العودة إلى بغداد، في بيانات نشرت على الإنترنت. وهددت الجماعة نفسها النواب وحذرتهم من التصويت ضد قرار بخروج القوات الأميركي.
وكان هذا أول اجتماع رفيع المستوى منذ اغتيال سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني/ يناير. استفز الهجوم المسؤولين العراقيين من كافة الطوائف السياسية، وأدى إلى تمرير قرار غير ملزم بخروج القوات الأمريكية من العراق. وردا على ذلك، هدد ترامب بفرض عقوبات على العراق، والتي سيكون لها أبلغ الأثر المدمر على اقتصاد البلاد إذا فرضت.
وهناك نحو 5200 جندي أميركي في العراق يقدمون استشارة ومساعدة للقوات الأمنية العراقية في المعركة ضد تنظيم داعش.