كشفت تقرير صحافي، مساء أمس الثلاثاء، أنّ نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيكتوريا كوتس، اجتمعت بسفراء عُمان والإمارات والبحرين والمغرب، وعرضت عليهم مبادرة للتوقيع على معاهدة "عدم اعتداء" مع الكيان الصهيوني.
جاء ذلك حسبما نقل المحلل السياسي في القناة 13 التلفزيونية الصّهيونيّة، باراك رافيد، عن مصادر عربية وأميركية وصهيونيّة مطلعة على ما دار في أحداث اللقاء الذي أجري في واشنطن خلال الأسبوع الماضي.
ووصف المصدر اتفاق "عدم الاعتداء" بأنه "خطوة وسطية رسمية علنية نحو التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وهذه الدول التي لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل"، وتابع: "هي علاقات متقدمة عن العلاقات السرية القائمة بالفعل بين إسرائيل وهذه الدول، وأقل من اتفاقيات السلام وعلاقات كاملة بين هذه الأطراف وإسرائيل".
وأوضح المصدر أنّ فيكتوريا كوتس عرضت على سفراء عُمان والإمارات والبحرين والمغرب المبادرة الهادفة إلى تشجيع التوقيع على معاهدة "عدم اعتداء" بين هذه الدول والكيان الصهيوني وطلبت معرفة موقف سلطات بلادهم في هذا الخصوص. وذكر السفراء أنهم سينقلون رسالة البيت الأبيض إلى قياداتهم وسيعودون مع إجابة في أسرع وقت ممكن.
واعتبرت القناة أن هذه الخطوة تمثل تبني الإدارة الأميركية لمبادرة وزير الخارجية الصّهيونيّ، يسرائيل كاتس، التي كان قد أعلن عنها سابقًا وحاول الدفع بها والترويج لها في وسائل الإعلام الصّهيونيّة.
يُذكر أنّ كاتس كان قد كشف، يوم الإثنين، "وصول وفد إسرائيلي إلى واشنطن، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق "عدم اعتداء" مع دول خليجية"، وذلك في مقابلة أجراها مع إذاعة الجيش الصّهيونيّ.
ولفت كاتس إلى أنّ الوفد يناقش كذلك إمكانية الدفع بمبادرة "السكك الحديدية للسلام الإقليمي" لربط الكيان الصهيوني مع السعودية ودول خليجية بالسكك الحديدية عن طريق الأردن وربطها بالبحر المتوسط وخليج حيفا.
وقال كاتس: "وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء محادثات متطورة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق (عدم الاعتداء) بين إسرائيل ودول الخليج". وأشار إلى أنَّ "واشنطن تعمل مع دول الخليج لتحقيق ذلك"، لافتاً إلى أنّ الوفد الصهيوني يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والقضاء ومجلس الأمن القومي والجيش.
وفيما لم يقل الوزير الصّهيونيّ ما إذا كانت المحادثات ستقتصر على الجانب الأميركي أم ستشهد مشاركة مسؤولين من دول خليجية، يأتي تقرير القناة 13 ليؤكّد دور سفراء عُمان والإمارات والبحرين والمغرب في هذا الخصوص.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن كاتس أنه اجتمع بوزير خارجية إحدى الدول العربية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من دون تحديد هوية الوزير العربي. كما زار في تموز/ يوليو الماضي أبوظبي، عاصمة الإمارات، بحسب بيان له.
ورغم ذلك، فقد زادت وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة بين الصهاينة ودول عربية وخليجية، عبر مشاركات صهيونية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية، مثل الإمارات.