كشفت دراسة أجراها باحثون في علم الأعصاب في معهد باستور الفرنسي عن قدرة الأحماض الوراثية على تحديد تصرفات البشر، وذلك يعود إلى قدرتهم على فحص نوعية الجينات بشكل دقيق .
وأفاد الباحث بيير ماري ليدو لصحيفة ليزيكو الفرنسيَّة، بأنَّ خيارات البشر وقراراتهم "مكتوبة بحبر الوراثة".
واستطاع الباحثون، مؤخرًا، تحديد انتماءات العديد من الأوروبيين على مدار 500 عام مضت، بالمقارنة مع تسلسل الجينومات المختلفة، وبناءً على تحليل البيانات الجينية، إضافةً إلى تحديد مساحة الأنساب التي تسمح بتحديد الترابط بين الأفراد من مناطق مختلفة أو من عصور مختلفة.
ومن أجل إثبات العلاقة بين الجين وتحديد تصرفات الأشخاص، قام الباحثون بتحليل بيانات الأنساب لـ513 رجلًا يعيشون في بلجيكا، بحيث إنهم قاموا بتحليل كروموسوم "واي"، وهو الكروموسوم المسؤول عن تحديد الجنس لدى الإنسان.
وأوضحت الدراسة أنَّ هذا الجين يتواجد عند الرجال، بخلاف الجين "إكس" الذي يتواجد بازدواجية فقط عند النساء. وتشدّد الدراسة على أنّ كلّ من يشتركون في جدّ من ناحية الأب سيكون لديهم جين "واي" متطابق. وبناءً على هذه البيانات، يستطيع الباحثون تحديد جنس الإنسان وانتمائه.
وأكَّدت الدّراسة أنّ 99% من العلاقات النسبية المدروسة ترتبط وراثيًا بالجدّ الَّذي ينحدر منه الأبناء، إلا أنَّ 1% من الحالات تأتي من علاقة خارج إطار الزواج في حالة العينة الفرنسية تحديدًا.
وأوضحت أنّ الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأم هي التي تربط بشكل أكبر بينها وبين الأطفال خارج علاقة الزواج.
وفي سياق متَّصل، استنتجت الدراسة أنّ هناك علاقة وثيقة بين الحمض النووي للإنسان والكشف عن حالته الاجتماعية، والتي بدورها تكشف عن اختياراته وتصرفاته التي أدّت به إلى تحديد حالته الاجتماعية.