23 تشرين الثاني 19 - 13:30
غادر البابا فرنسيس، اليوم السبت، من تايلاند متوجّهًا إلى اليابان، حاملًا رسالة محبة وسلام، بهدف تدمير سلاح الدمار النوويّ، يوجهها من مدينتيّ ناغازاكي وهيروشيما، اللتين تعرضتا لقصف بقنبلتين ذريتين.
وأقلعت الطائرة التي تقل الحبر الأعظم صباح السبت من بانكوك، وسوف تحط في طوكيو عصر اليوم، فبعد زيارته لتايلاند حيث أمضى أربعة أيام ركز خلالها على الحوار بين الأديان في هذا البلد ذي الغالبية البوذية ويشكل فيه الكاثوليك أقلية صغيرة جدًا.
وستستمر زيارة البابا إلى اليابان أربعة أيام، وأبرز محطاتها يوم طويل في ناغازاكي، الأحد ثم هيروشيما اللتين تعرضتا قبل 74 عاما لقصف أميركيتين بقنبلتين ذريتين، أسفر عن سقوط 74 ألف قتيل و40 ألف قتيل على التوالي.
وكان البابا عبّر مرارًا عن إعجابه باليابان، التي كان يرغب في شبابه في زيارتها كمبشر لكنه اضطر للتخلي عن خطته بعد عملية جراحية في الرئة، وسيوجه البابا نداء من أجل إزالة الأسلحة النووية بشكل كامل، وصرح في مطلع الأسبوع في تسجيل فيديو وجهه إلى اليابانيين، "أُصلّي معكم حتى لا تطلق القوة المدمرة للأسلحة النووية أبدًا من جديد في تاريخ البشرية".
وأكد أن "بلدكم يعي المعاناة التي سببتها الحرب"، داعيًا إلى "الاحترام المتبادل" الذي "يؤدي إلى سلام آمن" يجب الدفاع عنه "بقوة".
والبابا فرنسيس هو أول من يتوجه إلى اليابان، التي يبلغ عدد الكاثوليك فيها 440 ألف شخص من أصل عدد السكان البالغ 126 مليون نسمة، منذ زيارة يوحنا بولس الثاني في 1981، ووصلت المسيحية إلى اليابان مع أوائل المبشرين الكاثوليك في 1549، لكن هذه الديانة منعت بعد بضعة عقود وتعرض المسيحيون للاضطهاد والتعذيب والقتل إذا لم يتخلوا عن ديانتهم.
وانعزلت اليابان عن العالم من بداية القرن السادس عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر. وعندما عاد المبشرون إلى هذا البلد في تلك الفترة فوجئوا باكتشاف "مسيحيين مختبئين"، أي عشرات الآلاف من اليابانيين الذي أخفوا ديانتهم الكاثوليكية لـ250 عامًا وتبنوا في الظاهر العقائد والشعائر اليابانية.
وسيتوقف البابا في هيروشيما يوم الأحد، ليلقي كلمة في نصب السلام بالقرب من المكان الذي ألقى فيه الطيران الأميركي أول قنبلة ذرية في السادس من آب/ أغسطس 1945.