اعتبر رئيس أركان الجيش الصهيوني، أفيف كوخافي، أنَّ الوضع على "الجبهات المختلفة" التي "تشكل تهديدًا أمنيًا" للكيان الصهيوني هشّ ومتوتر، وحذَّر من احتمال "الانزلاق إلى حرب خلال الفترة المقبلة، في ظل التغيرات الإقليمية الحاصلة"، فيما عرض خطة جديدة متعددة السنوات للجيش الصهيوني تشمل شراء "معدات قتالية ذات قدرة تدميرية، وتحسين الوسائل الدفاعية للتصدي للطائرات المسيرة في المنطقتين الشمالية والجنوبية".
وجاءت أقوال كوخافي خلال إحاطة إعلامية قدمها للمراسلين العسكريين للصحافة الصهيونية، عرض خلالها الخطة الجديدة للجيش الصهيوني، والتي أطلق عليها اسم "القوة الدافعة – الزخم". وأشار الموقع الإلكتروني للقناة 12 "ماكو" إلى أن الخطة أعدت بهدف "تحسين القدرات الهجومية والدفاعية للجيش، في ظل التغير الكبير الذي حدث في الآونة الأخيرة في طبيعة التهديدات في المنطقة".
ولفت الموقع إلى أنَّ عملية صياغة الخطة الجديدة التي سيتم تنفيذها خلال السنوات الخمس القادمة، "تضمنت تحقيقًا متعمقًا في نقاط القوة ونقاط الضعف في الجيش، وإنشاء فرق محددة وفرق فرعية، وورش عمل لتصميم الخطط بمشاركة منتدى هيئة الأركان العامة".
وقال كوخافي إنَّ "إسرائيل تواجه عددًا كبيرًا من الجبهات والأعداء في الوقت نفسه"، وأضاف أنَّ الوضع في "القطاعين الشمالي والجنوبي متوتر وهش، وقد يتدهور إلى صراع، على الرغم من أنّ أعداءنا لا يرغبون في خوض حرب، لكن التغييرات الأمنية أدت إلى استعدادات متواصلة. وعلى ضوء ذلك، سارع الجيش الإسرائيلي في عملية التحضير خلال الأشهر الأخيرة".
وذكر كوخافي أنّ "التحدي الإستراتيجي الرئيسي لإسرائيل يكمن في الساحة الشمالية، ويتمثل في تموضع القوات الإيرانية، وفي برنامج تطوير دقّة صواريخ حزب الله. في الحالتين، إنها جهود تقودها إيران باستخدام أراضي حكومات ضعيفة وغير قادرة على السيادة والحكم. منذ سنوات طويلة، استولى حزب الله على لبنان، وأنشأ جيشه الخاص، وهو الذي يحدّد بالفعل سياسات لبنان الأمنية".
وأشارت القناة 13 الصهيونية إلى أنَّ التحذيرات التي أطلقها كوخافي من الانزلاق إلى مواجهة واسعة، تأتي في أعقاب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بانسحاب القوات الأميركية من سوريا بشكل خاص، والخروج التدريجي للقوات الأميركية من منطقة الشرق الأوسط عمومًا، وعدم الردّ المباشر على الهجوم الذي تنسبه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى إيران، والذي استهدف منشآت نفطية سعودية. وأوردت القناة ما عبر عنه كوخافي بـ"قلق الجيش الإسرائيلي" من أن عدم الرد المباشر على إيران سيصعد "أنشطة طهران المعادية، وربما ضد إسرائيل".
وتابعت: "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لا يريد أن تستمر الحرب القادة مدة قد تتجاوز 51 يومًا، كما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014، أو حتى 34 يوماً، كما جرى الحال في حرب تموز 2006 (حرب لبنان الثانية)، وبالتالي أمر الجيش بالاستعداد لتقديم قدرة من شأنها أن تزيد من نطاق ومعدل إلغاء قدرات العدو بثلاثة جهود رئيسية: مناورة متعددة الأبعاد، ضربات استباقية متعددة الأبعاد، وقدرات دفاعية متعددة الأبعاد".
وذكرت أنَّ المناورة متعددة الأبعاد تتضمَّن تحسين القدرات الاستخباراتية، إضافةً إلى القدرات الجوية وقدرات السايبر والحرب الإلكترونية.
وقالت وسائل الإعلام الصهيونية إنه "في ظل الأزمة السياسية الحاصلة في إسرائيل، وفي ظلّ حكومة تسيير أعمال بصلاحيات محدودة، سيبدأ العمل بالخطة الجديدة رسميًا اعتبارًا من 1 كانون الثاني/ يناير 2020".
وأضافت أنَّ الخطة الجديدة تتضمَّن شراء معدات قتالية ذات قدرة تدميرية، وشراء طائرات بدون طيار، ومعدات قتالية دقيقة، واستكمال أعمال الصيانة للأسلحة، بما في ذلك شراء قطع غيار، تعديلات على نشر منظومة "القبة الحديدة" للدفاع الجوي، وتحسين الدفاعات لمواجهة طائرات مفخخة بدون طيار.