اتّفق مختصّان في الشأن الصهيوني على أنَّ رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس الذي تم تفويضه بتشكيل الحكومة الصهيونية بعد فشل نتنياهو، سيفشل هو الآخر في تشكيل حكومة صهيونية في ظل الأوضاع الصهيونية الداخلية.
وتوقّع المختصّان في الشأن الصهيوني في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "تذهب إسرائيل مرة ثالثة إلى صندوق الاقتراع" – انتخابات الكنيست - مما قد يرهق ميزانيتها، ويهدد الوصول إلى صفقة القرن الأميركية التي يسعى نتنياهو لتنفيذها وتطبيقها، لكونها تتماشى مع سياسته العنصرية.
يأتي ذلك بعد إعلان رئيس حزب "الليكود" ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رسميًا فشله في تشكيل الحكومة الصهيونية لتمسّك الأحزاب بمواقفها الرافضة لتولّيه رئاسة الحكومة. وبعد أن أعلن نتنياهو فشله، فوّض رئيس الاحتلال الصهيوني رؤوفين ريفلين بيني غانتس رئيس حزب "أزرق أبيض" بتشكيل حكومة صهيونية خلال مدة أقصاها 28 يومًا.
المختصّ في الشأن الصهيوني حسن لافي يرى أنَّ تفويض غانتس بتشكيل الحكومة هو سقوط مدوٍ لنتنياهو الذي كان يسيطر على رئاسة الوزراء منذ أكثر من 10 سنوات.
وتوقَّع لافي أن نتنياهو يدرك تمامًا عدم قدرة غانتس على تشكيل الحكومة. وبهذا، فقد تهرَّب من الاتهام بإفشال تشكيل الحكومة والذهاب إلى انتخابات ثالثة، مشيرًا إلى أنَّ نتنياهو الآن يجهّز نفسه للانتخابات القادمة.
ويعتقد لافي بأنَّ 4 سيناريوهات مطروحة على طاولة بيني غانتس لتنفيذها خلال الفترة القادمة مع ترجيح الذهاب إلى انتخابات صهيونية ثالثة بشكل كبير جدًا.
ومن السيناريوهات المتوقعة، وفقًا للافي: "محاولة بيني غانتس إقناع ليبرمان بالذهاب إلى تشكيل حكومة أقليات بالتعاون مع القائمة العربية المشتركة، وهذا أمر صعب جدًا، ولا سيما أنَّ ليبرمان يدعو إلى طرد العرب. أما السيناريو الآخر، فهو تمكّن غانتس من اختراق كتلة اليمين، وذلك بالتعاون مع الأحزاب اليمينية الصغيرة لتشكيل الحكومة، إلا أن هذا السيناريو من الصَّعب تحقيقه بسبب وجود مشكلة تاريخية بين أحزاب الحرديم ويئير لابيد الرجل الثاني في حزب غانتس".
كما أشار لافي إلى أنَّ السيناريو الثالث هو إحداث اختراق داخل حزب الليكود الذي يترأسه نتنياهو بانضمام بعض النواب إلى حكومة غانتس، وهذا السيناريو من الصَّعب تحقيقه أيضًا، أما السيناريو الأكثر قربًا للواقع فهو التوجّه إلى انتخابات ثالثة في الكيان الصهيوني.
من جهته، يرى المختصّ في الشأن الصهيوني، عبد الرحمن شهاب، أنَّ غانتس سيفشل في تشكيل الحكومة القادمة، لأن أفيغدور ليبرمان لن يقبل بانضمام حزبه إلى حكومة صهيونية تتكوَّن من أحزاب الحرديم أو القائمة العربية المشتركة.
وأوضح شهاب في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أنَّ ليبرمان يحاول أن يدفع غانتس أو نتنياهو لتشكيل حكومة ذات أضلاع ثلاثة فقط مكونة من "الليكود- أزرق أبيض - إسرائيل بيتنا".
ويعتقد أنَّ نتنياهو يدرك تمامًا فشل غانتس في تشكيل الحكومة، لأنه شكَّل كتلة مانعة مكونة من 55 عضوًا في الكنيست تقف حاجزًا أمام غانتس من تشكيل الحكومة والوصول إلى هدفه لرئاسة الوزراء، إضافة إلى اعتقاده الجازم بأن ليبرمان لن يدعم غانتس بتشكيل حكومة أقليات مع القائمة العربية المشتركة.
يُشار إلى أنَّ الاحتلال شهد خلال العام الحالي إجراء انتخابات مرتين على التوالي، لعدم تمكّن الفائز –بنيامين نتنياهو في الانتخابات السابقتين- من تشكيل الحكومة. ومن المتوقع بشكل كبير جدًا توجه الكيان الصهيوني إلى انتخابات ثالثة وفقًا لأغلب المختصين في الشأن الصهيوني.