أشارت تقديرات أمنيّة صهيونيّة إلى أنَّ إيران وحركة حماس توصَّلتا إلى تفاهمات تقضي بأن تفتح الحركة جبهة ضد الكيان الصهيوني من قطاع غزة في حال نشوب حرب عند حدود الشمالية الصهيونية مع إيران وحزب الله في سوريا ولبنان.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكترونيّ، أمس الأربعاء، عن مسؤول في جهاز الأمن الصّهيونيّ قوله إنَّ "حماس وحركة الجهاد الإسلامي ستحاولان إرغام إسرائيل على نقل قوات ومنظومات دفاع جويّ إلى جنوب البلاد على حساب الجبهة الشمالية".
وبحسب المسؤول الصهيوني، فإنَّ إيران تقرَّبت من حماس على هذه الخلفية في الأشهر الأخيرة، وتجري الحركة اتصالات مع حرس الثورة الإيراني حول هذا الموضوع. وأضافت الصّحيفة أنّ تقديرات أجهزة استخبارات صهيونية تقول إنَّ "إيران عززت ضلوعها في غزة من أجل تحويل حماس إلى ذراع تنفيذية تابعة لها"، وإنَّ "جهات أمنية إسرائيلية تقدر أن إيران ترى ببناء قوة حماس العسكرية جزءاً مهماً من استراتيجيتها ضد إسرائيل".
وكتب ما يسمى "منسق أعمال الحكومة في المناطق (المحتلة)"، الجنرال كميل أبو ركن، في "فيسبوك"، أن "إيران تحاول السيطرة على
القطاع"، واقتبس من أقوال القيادي في حماس، صلاح العاروري، بأنَّ "حماس في خط الدفاع الأول عن إيران".
وتشير تقديرات جهاز الأمن الصهيوني، بحسب الصحيفة، إلى أنَّ حماس ستفتح جولة قتالية أخرى في حال لم تتخذ خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة، ومن دون حدوث تقدم ملموس في الاتصال حول التهدئة في القطاع. ويعتبر جهاز الأمن الصهيوني أن حماس تعتبر أن بإمكانها تقليص الحصار على القطاع بواسطة تصعيد واسع، وإرغام الكيان الصهيوني على إجراء مفاوضات معها حول رفع الحصار.
وقالت الصّحيفة إنَّ جهاز الأمن يدّعي أنّه قلق من تعزيز حماس محاولاتها للسيطرة على الضفة الغربية "بمساعدة إيران" مؤخراً، و"في إطار هذه المحاولات، تقيم حماس بنية تحتية لأنشطة في الضفّة وتحول أموالاً إليها"، وجهاز الأمن رصد ارتفاعاً في عدد العمليات التي توجّهها حماس. وخلال العام الماضي، تمَّ إحباط محاولات تنفيذ عمليات من جانب 130 خلية لحماس في الضفة، بزيادة 40 خلية قياساً في العام 2017.
ويعتبر جهاز الأمن الصّهيونيّ أنَّ على الكيان الصّهيونيّ العمل من أجل تعزيز قوّة رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، وأنَّ حماس تحاول تعزيز قوتها في الضفّة بسبب ضعف مكانة عباس في أعقاب الأزمة الاقتصاديّة التي تواجهها السلطة، وأيضاً على خلفية استياء الفلسطينيين من التنسيق الأمني.