عقدت جمعية المبرّات الخيرية لقاءً لكوادرها القيادية من مختلف المناطق اللبنانية، في مدرسة عيسى ابن مريم (ع) في بلدة الخيام الجنوبية، وذلك لمناقشة التحديات التي تواجه مسيرة المبرّات. وقد تخلل اللقاء مجموعة من أوراق العمل المقدّمة من مجالس المبرّات المختلفة.
وكان لرئيس الجمعية سماحة العلامة السيد علي فضل الله مداخلة شدد فيها "على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المديرين والمسؤولين في جمعية المبرّات، لا لحفظ هذا الإرث الكبير فحسب، بل العمل على تطويره، لنكون متميزين في كل المواقع التي نتواجد فيها، سواء في الموقع التعليمي أو في الموقع الرعائي أو في الموقع الإنتاجي أم في الصحي أم في العمل الثقافي".
وحثّ سماحته المديرين العاملين "على الأخذ بكل أسباب التطوير بقدر ما نملك من إمكانات وموارد وطاقات على قاعدة التعاون بين الجميع، حيث يأخذ كل منكم دوره في موقعه ليتكامل مع المواقع الأخرى"، مشيرًا إلى "أننا نريد مؤسسات إنسانية يحكمها الإيمان والأخلاق والروح، بحيث تكون الهواء الذي نتنفسه، وطابع العمل الذي نتحرك فيه من المدير إلى الموظف الصغير".
وأضاف: "لا بدَّ لنا من أن نحفظ صورة هذه المؤسَّسات نقية ناصعة كما هي أمام الآخرين، فنحن لسنا مؤسسات تجارية، إنما مؤسسات خيرية إنسانية تهدف إلى النهوض بواقع هذا المجتمع وتطويره، ومد يد العون والمساعدة للفقراء والأيتام والمحتاجين والمعوّقين"، مؤكّداً "وجوب الالتزام بالقوانين وعدم مخالفة النظام في أي مجال من المجالات".
وكان لمدير عام جمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله مداخلة جاء فيها: "على مدى أكثر من أربعين عاماً، تحمل المبرّات على كاهلها تنمية جيل مؤمن رسالي، وتسعى بقيادتها وكوادرها إلى تحقيق الرؤية الشاملة للمبرّات، كما تسعى إلى تنمية رسالية إنسانية، وما زالت المسيرة التي أودعها المرجع المؤسّس السيد محمد حسين فضل الله في عقولنا وقلوبنا وممارساتنا اليومية لحفظ الأيتام والمؤسّسات، تكبر بكم، وتطوف معكم في رحلة التطوير كسفينة لا تهاب الرياح، تمدّ أشرعتها للوافدين إليها علماً وحباً ونجاحات".
وأشار إلى "التحديات الأساسية التي ينبغي أن تكون موضع تفكّر واعٍ لكل القيادات المسؤولة التي تلتقي اليوم من كل مؤسسات المبرات"، قائلاً: "إن التحديات كثيرة، من مفهوم الترحيب بالابتسامة والكلمة الطيبة والاهتمام والإرشاد إلى المكان الأفضل والدفع بالتي هي أحسن، إلى تحدٍ آخر هو تشكيل الشخصية الرسالية المتعلمة والمثقفة والواعية، بدءاً من ذواتنا وانتهاءً بمن نتولى تربيتهم بشكل مباشر أو غير مباشر".
وختم قائلاً: "هناك تحدٍ عميق هو أن نتماسك، أن نصمد أمام الأزمات، أن نشعر بأننا في سفينة واحدة لا ينبغي أن نخرقها، وذلك بحفظ كل منا الآخر، وعذره عند مخالفته الرأي، أن نعيش قيمة التضامن ككوادر وقيادات في مختلف مؤسسات الجمعية، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة والمتقلبة، أن نتحاور، أن نكتشف الخير المشترك بيننا، وأن يكون أحد همومنا الأساس حفظ الجمعية بكل مكوناتها".