كشفت دراسة أسترالية حديثة، أجراها باحثون جامعات سيدني وجامعة جيمس كوك ونشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية (Nature Communications) العلمية، أن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف أثناء الحمل، يقي السيدات من خطر حدوث تسمم الحمل.
وأوضح الباحثون أن تسمم الحمل يحدث لما يصل إلى 10% من النساء الحوامل، ومن أبرز أعراضه ارتفاع ضغط الدم وتورم الوجه والأرجل واليدين.
ويؤثر تسمم الحمل على نمو الطفل أثناء وجوده في الرحم، وهناك أدلة تشير إلى وجود صلة بين التسمم وارتفاع معدلات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية لدى الأطفال في وقت لاحق من الحياة.
واكتشف الباحثون في دراستهم الجديدة، أن تسمم الحمل يؤثر على تطور عضو مهم في جهاز المناعة، وهو الغدة الزعترية التي تلعب دورًا حيويًا في أداء الجهاز المناعي للجسم.
ووجدوا أن الخلايا التي تولدها الغدة الزعترية والتي تسمى الخلايا التائية، التي تقي من الحساسية وأمراض المناعة الذاتية مثل السكري، بقيت منخفضة عند الرضع بعد تسمم الحمل، حتى بعد مرور أربع سنوات على الولادة.
واكتشفت الدراسة، أن تناول الأم للأغذية الغنية بالألياف أثناء الحمل قد يكون وسيلة فعالة للحفاظ على حمل صحي، ومنع إصابة الأجنة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية في وقت لاحق من الحياة، لأنها تعزز بكتيريا الأمعاء النافعة التي تقاوم الأمراض وتحافظ على صحة الجنين والحمل.
وفسر فريق البحث الزيادة السريعة في إصابات الحساسية وأمراض المناعة الذاتية بين الأطفال، بزيادة انتشار الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب منخفضة جدا من الألياف.
وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف، خضروات مثل الجزر والبطاطس والسبانخ والبروكلي والكوسا والخس والباذنجان والملفوف، كما تشمل فواكه مثل الموز والتفاح والفراولة والخوخ والبرتقال، وحبوب وبقوليات مثل القمح والبازيلاء والعدس والفاصوليا والفول والحمص.
وكانت دراسات سابقة كشفت أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالتهاب مفصل الركبة وهشاشة العظام، ويحافظ على صحة القولون.
وأضافت أن الفتيات اللاتي يتناولن الأطعمة الغنية بالألياف بكثرة، خلال فترة المراهقة ومرحلة الشباب، يصبحن أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل.
ووفق الدراسات، فإن النساء اللاتي يتناولن أطعمة غنية بالألياف بكثرة أثناء الحمل، يقل خطر إصابة أطفالهن بمرض الربو، وحساسية الشعب الهوائية.