أشرف الضّابط الصّهيونيّ الّذي أطلق النار على الفتى من أصول أثيوبيّة، سولومون تاكا (17 عامًا)، الأحد الماضي، على قتل العامل الفلسطيني إياد أبو رعيّة في يافا في العام 2006، بحسب محامين.
وكان الضّابط حينها يعمل في حرس الحدود حين داهمت وحدة من وحدته مبنى قيد الإنشاء في مدينة يافا يعمل فيه فلسطينيون من دون تصاريح. وألقى أفراد حرس الحدود القبض على ثلاثة عمال فلسطينيين، واقتادوهم إلى غرفة جانبية في المبنى بعد تكبيلهم وعصب عيونهم، وانهالوا عليهم بالضرب بواسطة الهراوات.
وبعد الاعتداءات والتنكيل الَّذي تعرَّض له الفلسطينيون، أمرهم أفراد حرس الحدود (ضمن مجموعة يشرف عليها الضابط الذي أطلق النار على تاكا) بالجلوس ووجههم إلى الحائط. وفي غضون ذلك، قام أحد أفراد قوات حرس الحدود حينها - سجن لاحقًا عامًا - بتمشيط بندقيته وإطلاق النار على إياد أبو رعية فأرداه قتيلاً.
وادعى في وقت سابق أن الرصاصة انطلقت عن طريق الخطأ في لحظة تهور، وهو الادّعاء نفسه الذي يدّعيه في قضيّة الشاب من أصول
أثيوبيّة، إذ يدّعي الآن أنه أطلق رصاصته على الأرض، لكنّها بعد ارتطامها بالأرض، ارتدّت وأصابت الفتى وأردته قتيلاً.
ورغم أنَّ المعتقل الفلسطيني لم يقاوم عملية الاعتقال، ولم يشكل خطرًا على القوة التي داهمت المكان، وقُتل بدم بارد، فقد اعتبرت المحكمة في العام 2008 أنّ عملية القتل نفذت من دون سابق نية ونتيجة لحالة تهور، إلا أن محامي الشرطة أعرب عن خيبة أمله من الحكم، معتبراً أنَّ الحديث يدور عن "إهمال"، وليس عن قتل غير متعمد، وكان يفترض أن يقدم الشرطي للجنة طاعة لا أكثر.
ويتواجد الضّابط الآن رهن الاعتقال في فندق وسط البلاد، بحراسة مشدّدة، بسبب "التهديدات الكبيرة على حياته".
واندلعت احتجاجات الفلاشا (اليهود من أصول أثيوبيّة) في أنحاء الكيان الصهيوني هذا الأسبوع، في أعقاب مقتل شاب من أصول أثيوبية بنيران ضابط شرطة في ضاحية كريات حاييم في حيفا يوم الأحد الماضي.
وانطلقت تظاهرات، وصلت ذروتها يوم الثلاثاء الماضي، على مقتل الشاب والمعاملة العنصرية للسلطات الصهيونية، وبخاصة الشرطة، ضد المهاجرين من أصل أثيوبيّ.