ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله ، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}.
في أوّل شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، نستعيد ذكرى صلح الحديبية، والذي عقد بين رسول الله (ص) والمسلمين من جانب، وبين مشركي قريش من جانب آخر، وقد سمي بالحديبية نسبةً إلى المكان الّذي عقد فيه على حدود حرم مكَّة.
وقد عبَّر عنه القرآن الكريم بأنّه فتح مبين: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً}.
أجواء ما قبل الصّلح
وكانت البداية عندما قرَّر رسول الله (ص) وأصحابه التوجّه إلى مكَّة المكرَّمة لأداء العمرة رغم وجود قريش فيها، وقد حرص رسول الله (ص) على أن يكون خروجه هذا سلميّاً، فقد أحرم هو وأصحابه للعمرة من مسجد الشّجرة، ولم يأخذوا معهم سوى سلاح الرّاكب. وقد جاء هذا الخروج الجريء والشجاع بعد أن نزلت الآية الكريمة بالبشرى: {لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ الله آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}.
وفي الطريق، أُخبر رسول الله (ص) أنّ قريشاً تهيّأت لمنعه ومَنْ معه من دخول مكّة، لكنّ هذا لم يمنع الرسول من متابعة مسيره، فعدل طريقه كي لا يصطدم مع قريش الّتي خرجت جماعةٌ منها لملاقاته، حتى وصل إلى الحديبية، فأرسل (ص) مبعوثاً إلى قريش هو عثمان بن عفّان، وقال له: "أخبرهم أنَّا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً".
لكنّ قريشاً احتبست مبعوث رسول الله (ص) عندها، ولم تسمح له بالعودة، وقد شاع بين المسلمين أنه قتل.
أمام هذه التعقيدات، دعا رسول الله (ص) المسلمين إلى البيعة، فبايعوه على مواجهة قريش إن هي اختارت المواجهة. وهنا التفتوا إلى مدى احترام رسول الله (ص) لأصحابه، فهو دعاهم أساساً لأجل العمرة ولم يأت بهم لقتال، ولكن مع تغيّر الهدف والاضطرار للمواجهة، كان لا بدَّ أن يستشيرهم لهذا الأمر وأن يبايعوه عليه. وقد سميت هذه البيعة ببيعة الشجرة، لأنها وقعت تحت شجرة كانت هناك، أو بيعة الرّضوان، باعتبار ما نزل في الآية: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.
وقد شكّل خبر البيعة صدمةً لقريش، فرأت أنها تسرَّعت عندما منعت النبيّ ومن معه من أداء العمرة، وأدركت أنّ عليها تدارك الصّدام قبل فوات الأوان، في ظلّ تعاضد المسلمين وتعاهدهم على الثّبات، ولهذا أطلقت مبعوث رسول الله عثمان بن عفان، وأرسلت أكثر من مبعوث منها لمفاوضة المسلمين.
أمّا المسلمون، فبعد كلّ هذا الصّبر والثبات، تمكّنوا من رسم معادلة جديدة بعد هذا الاتفاق مع قريش، معادلة كانت فاتحةً لنصر المسلمين، بعد أن اهتزّت هيبة قريش، ولم تعد هي المبادِرة التي تفرض شروطها وقراراتها، باستنادها إلى بطشها وجبروتها.
وما أشبه اليوم بالأمس!
بنود الصّلح
وقد أجرى المسلمون المفاوضات مع قريش ندّاً لندّ، وانتهت بما يلي:
أوّلاً: تعهّد قريش بترك الحرب على رسول الله والمسلمين عشر سنين، بحيث يكون المسلمون آمنين داخل مكّة وخارجها، ولهم كلّ الحريّة. وقد انتهت هذه المفاوضات على صلح يضمن عدّة بنود.
ثانياً: رجوع رسول الله (ص) وأصحابه عن دخول مكة، على أن يعودوا إليها في العام القادم، فيقيموا فيها ثلاثة أيام، بعد أن تُخليها لهم قريش، ليمارسوا حريتهم في أداء العمرة.
والبند الثالث: تعهّد رسول الله (ص) لقريش بأنّ من أتى إليه مسلماً بغير إذن وليّه، ردّه الرّسول إلى قريش، ولكن من جاء قريشاً من المسلمين يريد ترك الإسلام، لم يردّوه إلى المدينة.
للوهلة الأولى، نجده قراراً عجيباً من رسول الله، وهذا البند تحديداً أثار جدلاً بين المسلمين، إلى حدّ أن قال أحد الصَّحابة بطريقة غير لائقة للرّسول: "لماذا نعطي الدنيّة في ديننا؟!".
لكن يتبيَّن فيما بعد كم كان هذا البند ذكيّاً، بحيث لم تُفهَم خلفيّاته في حينه، فحاشا لرسول الله (ص) أن يفرّط بمن يدخل الإسلام، بل إنّ الرسول كان واثقاً بأنّ من يأخذ قراره بالإسلام عن إيمان لن يتراجع، وسيُشغل بال قريش إن هي حجزته، وسيشكِّل مصدراً للقلق لها. أيضاً، وفي المقلب الآخر، عندما أعطى الرّسول لقريش الحقّ في عدم تسليم من يعود إليها مرتدّاً عن دينه، فلأنّه كان يدرك أن لا أحد سيلوذ بقريش بعد إسلامه عن إيمان.
وهذا بالفعل ما حصل، فقد تجمّع كلّ الراغبين في الدخول في الإسلام على الطريق بين مكّة والمدينة، وراحوا يقطعون قوافل قريش لإرغامها على السّماح لهم بالالتحاق برسول الله (ص) في المدينة. لم تتحمَّل قريش الضّغوطات الكثيرة الّتي مارسها عليها أولئك المسلمون، لهذا نراها، وبعد مدَّة قصيرة، تستجدي رسول الله ليلغي هذا البند بعد أن تحوّل إلى عبء عليها.
إنها النظرة الثاقبة الصّائبة لرسول الله (ص)، الّتي جعلت من الصّلح رافعةً لمشروعه الرّساليّ والدّعوي، إذ انتقل المسلمون بعد صلح الحديبيّة بأدائهم إلى مرحلة جديدة على كلّ المستويات، وخصوصاً السياسيّ منها، وكما يقال في ثقافتنا السياسيّة: "ما بعد صلح الحديبيّة ليس كما قبله"، حتى كان النّصر المؤزَّر بدخول مكّة بعد نقض قريش لبنود الصّلح.
دروس وعِبَر
في صلح الحديبيّة دروس كثيرة يجب أن نستلهمها ونتوقّف عندها، ولكنّنا في هذه العجالة، سنعرض لدرس أساس، وهو احترام الإسلام للعهود والمواثيق حتّى لو كان ذلك مع قريش، ناقضة العهود، محيكة المؤامرات والدّسائس والفتن، فلم يخالف المسلمون عهدهم مع قريش حتى نقضته هي، فأصبحوا عند ذلك في حلٍّ منه.
فقد ذكرت السّيرة، أنّه ما إن انتهى رسول الله (ص) من توقيع العقد مع موفد قريش سهيل بن عمرو، حتى جاء أبو جندل، وهو ابن سهيل، فاراً من أبيه للالتحاق برسول الله، وكانت القيود لاتزال في قدميه، بعدما حبسه أبوه في مكّة لمنعه من الالتحاق بالمسلمين، فلمَّا رآه والده، قال لرسول الله (ص): يا محمّد، هذا أوّل ما أقاضيك عليه، ردَّه إليّ، كما نصّت المعاهدة بيني وبينك، وهي لم يجفّ حبرها بعد. فأعاده رسول الله (ص) إليه، وقال لأبي جندل: «يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإنَّ الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، إنّا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً، وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله، وإنَّا لا نغدر بهم».
وبهذا، قدَّم رسول الله درساً عملياً في الوفاء بالعهد، لأنّه قيمة، لأنّه أخلاق، لأنّه ما يميّز المؤمن المطيع لربّه، وقد ورد في الحديث: "لا دين لمن لا عهد له"، "ما أيْقَنَ بِاللهِ مَنْ لَمْ يَرْعَ عُهودَهُ"، "المسلمون عند شروطهم"، "إنَّ العهود قلائد في الأعناق إلى يوم القيامة"...
فالمسلمون لا يغدرون أو يغيّرون. هذا ما يريده رسول الله (ص) للمسلمين؛ أن يكونوا أمناء على ما يلتزمون به، سواء أكانت هذه الالتزامات في إطار العلاقات الفردية أو الوظيفية أو التجارية أو الاجتماعية أو مع الدولة. هذه هي الصّورة الحقيقيّة الّتي يجب أن نتفقّدها فينا كمسلمين، من خلال معياري الأمانة والصّدق، لا بل إنَّ الوفاء بالعهد يتضمَّن أمانةً ويتضمّن صدقاً، وهو مهما كان يحمل من تضحيات، فإنّ الله هو الّذي يعوّض المسلمين توفيقاً وتسديداً ونصراً، وهو ما حدث.
جعلنا الله وإيّاكم ممن قال عنهم الله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}.
والحمد لله ربّ العالمين.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نغتنم فرصة هذا الشهر؛ شهر ذي القعدة. ويتميَّز هذا الشهر بأنَّه من الأشهر الحرم، وهي الأشهر التي يحرم فيها القتال، فلا يجوز أن يبدأ المسلم فيها بقتال، وإذا كان قد بدأ، فلا بدّ من أن يتوقف إلا دفاعاً عن النّفس، وهي الأشهر التي يتضاعف فيها الثواب لمن يعمل الحسنات، ويتضاعف العقاب لمن يعمل السيّئات. وقد سمي بذي القعدة، لأنّه يُقعَد فيه عن القتال وعن الظلم.
وقد وردت فيه العديد من المناسبات التي لا بدَّ من إحيائها، ففي أول هذا الشهر، ولادة السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم (ع)، والتي لقبت بالعديد من الألقاب، منها الطاهرة والتقيّة، ولكنّ لقبها الأبرز، والذي تذكر به، هو المعصومة. وجاء أنّ الإمام الرّضا (ع) لقَّبها به، وقد كان لها مكانتها العلميّة، فكانت مقصداً لطالبي العلم.
وورد أنها كانت تجيب عن الأسئلة والاستفسارات خلال غياب أبيها الإمام الكاظم (ع)، وقد توفيت وهي في الطريق إلى زيارة أخيها الإمام الرّضا (ع) في خراسان، ودفنت حيث هي في قمّ المقدَّسة.
وفي الحادي عشر من هذا الشهر، ولادة الإمام الرّضا (ع). وفي التّاسع والعشرين منه، وفاة الإمام محمد بن عليّ الجواد.
فلنغتنم فرصة هذا الشهر، ليكون شهر سلام وأمان وعبادة وتزوّد من معين هؤلاء الأطهار الأصفياء، لنأخذ من طهارتهم ومن صفائهم صفاءً، ومن مسؤوليتهم مسؤولية، وبذلك نكون أقدر على مواجهة التحديات.
هل تعود الحرب؟!
والبداية من لبنان، الّذي كان في نهاية الأسبوع الفائت على موعد مع جولة جديدة من الأحداث الدامية التي دارت رحاها في الجبل، وذكّرت اللّبنانيين بشيء من الأيام السوداء التي عاشوها خلال الحرب الأليمة.
وقد تركت هذه الأحداث تداعياتها داخل مجلس الوزراء، وعلى الساحة السياسية العامّة، وهزت الاستقرار الداخلي على أبواب هذا الصّيف، وزادت من قلق اللّبنانيين وخوفهم على واقعهم ومستقبلهم، في ظلّ الأزمات الخانقة التي لاتزال تلاحقهم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والصحي والبيئي.
لقد كشفت هذه الأحداث مدى هشاشة الواقع الداخليّ، ومدى التوتّر الَّذي يحكم علاقة الجهات السّياسيّة بعضها بالبعض الآخر، والتي يفترض أنها تدير البلد، وعليها يقع عبء إخراجه من كلّ الأزمات التي يعانيها، بين من يخاف من الإقصاء وكيد الآخرين له، ومن يشعر بالغبن، وبأنَّ هناك انتقاصاً من حقوقه، وأنه لم يأخذ ما يستحقّ.
ومن الطّبيعيّ أنَّ عدم استدراك هذا الواقع وإعادة الثّقة بين القوى السياسيّة، قد يؤدي إلى أن تتكرَّر هذه الأحداث عند أيِّ منعطف سياسي، وأيِّ استحقاق محلّيّ، أو حتى عند أيِّ زيارة لهذا المسؤول أو ذاك، وأن تودي بالكثير من الإنجازات التي تحقّقت على الصعيد الأمني وإعادة بناء الدولة.
ثوابت لا بدّ منها
ونحن أمام ما جرى، نعيد تأكيد ثوابت لا بدَّ من أن تحكم كلّ الواقع السياسيّ في هذا البلد، منعاً لأيّ فتنة، وهي أن لا مكان لمنطق الغلبة فيه، فهو محكوم بالتوافق، ومنطق الغلبة هو مشروع فتنة، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، وأنَّ لبنان بلد مفتوح على بعضه البعض، لأنَّ تكريس وجود مناطق مقفلة سيزيد من تباعد اللّبنانيين، ويعزز الهواجس والمخاوف فيما بينهم ويكرّسها، وأن المصلحة الوطنية تقتضي اعتماد الخطاب العقلاني المتوازن، والخروج من الخطاب الانفعالي والاستفزازي، وكلّ ما من شأنه تجييش الشارع وشدّ العصب الطائفي، فقد أثبتت وقائع الماضي خطورة لعبة إثارة الغرائز وشدّ العصب، فهي إن انطلقت، لن تكون دائماً بيد مطلقيها، بل غالباً ما تكون على حسابهم.
إنَّ المشاكل التي تحدث بين القوى السياسية والهواجس المتبادلة، لا بدّ من أن تعالج داخل المؤسَّسات، لا أن تنزل إلى الشارع الّذي هو أحوج ما يكون إلى الهدوء وتعزيز علاقته ببعضه البعض، وأن يُعمَل على معالجة أسباب المشكلة لا أعراضها، بدلاً من أن تنتهي إلى تسويات آنيّة سرعان ما تعود إلى الاشتعال مادامت أسبابها لاتزال موجودة. وهذا لا يعني عدم تحمّل المسؤوليّة عن النّتائج، بل لا بدَّ من أن تأخذ العدالة مجراها في ملاحقة المتسبّبين بما حصل من دون أيّ تمييز.
تهديداتٌ مقلِقة
إنَّ من المحزن أن يحصل كلّ ما حصل من قوى سياسيّة معنيّة بإدارة شؤون هذا البلد، في الوقت الَّذي نسمع التقارير الدولية التي تتحدَّث عن تراجع التصنيف الائتمانيّ، أو ما تحدثت به بعثة صندوق النقد الدولي عن أنّ البلد يحتاج إلى القيام بعمليّة تعديل ماليّ وإصلاحات هيكليّة كبيرة، أو في ظلِّ تهديدات العدوّ المستمرّة للبنان والمنطقة، وفي عدوانه المتكرّر، ومن داخل لبنان، على سوريا، كما في الغارات الأخيرة التي سقط فيها عدد من المدنيين، وفي تدريباته ومناوراته المتواصلة التي تحاكي عدواناً على لبنان، وفي المواقف الأخيرة لرئيس وزراء العدوّ الذي قال: "إسرائيل دولة صغيرة الحجم. لذلك يتعيَّن توسعة أرضنا عند الحاجة"، إضافةً إلى التطوّرات الناجمة عن الحصار الأميركي الظّالم على إيران وسوريا، والسعي المستمر لإثارة الفتن في المنطقة.
إنَّ هذه الأطماع وهذه التهديدات تبعث على القلق الشديد، ونحن نريد لها أن تدفعنا في لبنان للتفرّغ لتحصين هذا البلد، وهذا لا يتمّ إلا بتعزيز وحدته، حتى لا نكون مطمعاً للعدوّ الذي يتحفَّز لاستغلال أيّ ثغرة داخلية للعبث بوطننا وإضعاف قوّته وتحقيق أهدافه في النيل من ثرواته النفطيّة وأرضه، وهو ما يظهر في محاولاته فرض شروطه، وخصوصاً إبعاد الأمم المتحدة عن أداء دور أساس في رعاية المفاوضات، وإصراره على ترسيم عدواني للحدود يستجيب لأطماعه التي لا حدود لها.