أطلق مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء أمس السبت، حملة إلكترونية للتضامن مع عضو مجلس النواب الأميركي المسلمة صومالية الأصل، إلهان عمر، بعد تعرضها لتحريض واضح من رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب.
ونشر ترامب يوم الجمعة الماضي، مقطع فيديو عبر حسابه على "تويتر"، حاول فيه تحريف تعليق لعمر عن تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وانتزاعه من سياقه ليبدو كأن الأخيرة "تُقلل" من شأن هول الحدث الذي بسببه اتخذت الإدارات الأميركية المتعاقبة تدابير أمنية واسعة وقاسية طاولت جميع المواطنين، لكنها أضرت بشكل خاص بالعرب والمسلمين.
وقالت عمر بمقطع الفيديو أثناء كلمة لها بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" الأسبوع الماضي: "لمدة طويلة ونحن نعيش في عدم ارتياح كمواطنين من الدرجة الثانية .. لقد تأسس كير بعد 11 سبتمبر، لأنه أدرك أن بعض الأشخاص فعلوا شيئا ما، وبسبب ذلك بدأنا جميعا نفقد السبل نحو حرياتنا المدنية".
وقد سلط ترامب الضوء في ذلك المقطع على جملة "بعض الأشخاص فعلوا شيئا ما" وأوردها كتابة في المقطع، ملمحا إلى ما بيّنه على أنه استهانة بتلك الأحداث، وأرفق تعليقا على هذا المقطع قال فيها "لن ننسى أبدا".
وعلقت عمر أمس السبت في سلسلة تغريدات على "تويتر"، على الفيديو الذي نشره ترامب، قائلة: "لم أدخل الكونغرس لأحافظ على صمتي، ولم أدخل الكونغرس لأبقى على الهامش. بل رشحت نفسي لإيماني بأن الوقت قد حان لإعادة الصفاء الأخلاقي والشجاعة للكونجرس. وللقتال والدفاع عن ديمقراطيتنا".
وأضافت أنه "لا يمكن لأحد أن يهدد حبي الثابت للولايات المتحدة، بغض النظر عن مدى فساده أو عدم كفاءته أو شرّه. أقف بلا هوادة لمواصلة القتال من أجل تكافؤ الفرص في سعينا لتحقيق السعادة لجميع الأميركيين".
ويُكمل ترامب بذلك سلسلة من تصريحات محرضة على عمر التي اتهمها بـ"اللاسامية" بسبب مواقفها الإنسانية المتعاطفة مع الفلسطينيين كشعب مقموع من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ورفضها للاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين، والذي عبرت عنه في أكثر من مناسبة، لكن أهمها كان انتقادها لدور اللوبي الصهيوني في التأثير على السياسيات الأميركية.
ويبدو أن تحريض ترامب المستمر على عمر قد لاقا آذان مصغية في الشارع، حيث تعرضت النائب إلى تهديد بالقتل الشهر الماضي من شخص يميني متطرف قال إنه يؤيد ترامب، كما انتشرت صور تحرض على قتلها في عدّة مدن وولايات أميركية.
وتسبب المقطع الذي نشره ترامب، بموجة تضامن واسعة مع عمر ضد تحريض الأول.
وكتب ديف ماين: "إن ما يفعله ترامب، هو أمر خطير للغاية، ناهيك عن أنه يعرض حياتها للخطر..."
وكتبت بارسا البهشيتي: "إن هجوم ترامب على إلهان عمر، يتخطى مجرد تعصبه المعتاد. إنه تحريض على العنف الموجه ضد المسلم، والمرأة الملونة (غير البيضاء)، والأصوات التقدمية في الكونغرس. إذا حدث أي أمر لها فإن الرئيس هو المسؤول الأكبر عن تشجيع الإرهاب".
وقالت ماكي كراوفورد: "عندما يحصل ترامب على تصريح مجاني لعدم احترام أحداث 11/9، والاستفادة منها (سياسيا)، بينما تتعرض إلهان للهجوم بسبب كلمات انتُزعت من سياقها، لا يمكنك الاختباء خلف وطنيتك الزائفة".
فيما انتقد فريدريك جوسيف، "عدم" دعم مشرحي الانتخابات الرئاسية التي من المزمع أن تجري العام المقبل، لعمر ضد تحريض الرئيس الأميركي الحالي، قائلا: "إذا لم يدافع مرشحو الرئاسة لعام 2020 عن إلهان عمر، فلا ينبغي أن يحصلوا على أصواتنا. لا يكفي التحدث ضد هجمات ترامب بشكل عام".