في ختام مائدة رمضانية فخمة في قاعة للولائم بأحد الفنادق فئة الخمس نجوم في العاصمة الأردنية عمان، يسارع عضو بجمعية خيرية لجمع ما تبقى من الطعام ليضعه فريقه من المتطوعين في عبوات قبل توزيعه على الأسرة المحتاجة.
وبدأ بندر الشريف مبادرته التي تسمى (مطبخ العائلة) قبل عشر سنوات بدافع الغضب من كمية الطعام التي تتخلص منها الفنادق خلال شهر الصيام الذي تتزايد فيه معدلات الاستهلاك بمقدار الضعف في أنحاء المنطقة.
وقال الشريف وهو مدرس يبلغ من العمر 33 عاما ”إحنا بنلغي هذا الإهدار، بننقذ الطعام وبنقدمه للمحتاجين له، هم بأمس الحاجة له“.
ويعمل فريقه من المتطوعين الآن على مدى العام لجمع بقايا الطعام من حفلات الزواج الكبرى والمخابز والمطاعم.
وهذا العام ركزت المبادرة على مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، أحد المناطق البائسة في البلاد التي شهدت أكبر احتجاجات منذ سنوات هذا الشهر بسبب الزيادة الحادة في الأسعار بدعم من صندوق النقد الدولي.
ويقول منتقدون إن ارتفاع الأسعار وراء زيادة معدل الفقر في الأردن.
وتقدم مبادرة مطبخ العائلة هذا العام وجبات إفطار لخمسمائة أسرة في مخيم اللاجئين الفقير الواقع على أحد أطراف العاصمة.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ثلث سكان المخيم البالغ عددهم 120 ألف شخص يقعون تحت خط الفقر الوطني فضلا عن أن 17 بالمئة منهم لا يعملون.
وقالت كفاح خميس رئيسة جمعية أثمان الإيمان الخيرية التي تعمل في المخيم ”عائلاتنا فقيرة جدا، والمجتمع اللي إحنا فيه في مخيم البقعة فيه فقر شديد جدا، فبحاجة هم لهذا الدعم، بحاجة لهذه الوجبات، حتى توفر عليهم في اليوم الثاني“.
وقالت أم ثائر من سكان مخيم البقعة وهي أم لأربعة أطفال إنها لم تكن تستطيع توفير احتياجات أسرتها بدون الوجبات التي تحصل عليها من المبادرة.
وأضافت ”أنا واحدة من الناس ساعدتني (الحملة) كثير. والله وفرت يعني أنا برمضان ما اشتريت أكل كثير، ولا تسوقت كثير. معظم الأكل بنأخذه من الجمعية وخلاص بيظل لثاني يوم، ثاني يوم بنيجي بناخد، عرفت بيظل فطور، يعني وجبة الفطور“.