أظهرت دراسة أميركية جديدة، علاقة إيجابية بين تحسن حالة مرضى الكبد الدهني غير الكحولي من الأطفال والمراهقين، واتباعهم لنظام غذائي منخفض السكريات الحرة.
وقاس فريق الدراسة التي أُجريت في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا الأميركية، التغير في دهون الكبد قبل وبعد الدراسة التي استمرت 8 أسابيع، استنادا إلى التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس كثافة الدهون في الكبد.
وقام الباحثون الذين نشروا نتائجهم في العدد الأخير من دورية "مجلة مؤسسة الطب الأميركية" العلمية، بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين، تناولت الأولى نظاما غذائيا منخفض السكر (يمثل السكر فيه أقل من 3 في المئة من السعرات الحرارية اليومية)، فيما تناولت المجموعة الثانية الأغذية المعتادة لمدة 8 أسابيع.
والكبد الدهني غير الكحولي، هو أحد الأمراض التي تصيب الأطفال والمراهقين خاصة الذين يعانون من السمنة، وارتفاع مستويات الكولسترول، نتيجة تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، وعلى رأسها الوجبات السريعة والأغذية الغنية بالسكر.
ولرصد فاعلية الحمية المنخفضة السكريات الحرة، وتتمثل في السكر الذي يضاف إلى الأطعمة والمشروبات وخاصة العصائر المحلاة بالسكر، راقب الباحثون 40 مصابا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، تراوح أعمارهم بين 11 إلى 16 عاما.
وينطوي خفض السكريات في النظام الغذائي على خفض الجلوكوز والفركتوز والسكروز المستهلكة عادة في الأطعمة المحلاة والمشروبات وعصائر الفاكهة.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين خفضوا السكر في أغذيتهم انخفضت لديهم نسبة الدهون في الكبد بنسبة 31 في المئة في المتوسط، مقارنة بالمجموعة الثانية التي لم تشهد أي تحسن.
وقال قائد فريق البحث، الدكتور جيفري شويمر: "السكر يمكن أن يلعب دورا قويا في تطوير دهون الكبد، لذلك فإن تقليل مستوياته في النظام الغذائي يمكن أن يكون علاجا فاعلا لمرض الكبد الدهني غير الكحولي".
وأضاف أن "التحسن الكبير الذي شهدناه خلال 8 أسابيع فقط يدفعنا للخطوة التالية، وهي اختبار هذا النهج لفترة طويلة بما يكفي، لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا علاج مرضى الكبد الدهني بفاعلية".
وقد يؤدي مرض الكبد الدهني غير الكحولي إلى مشاكل صحية خطيرة، تصل أحيانا إلى تليف الكبد عند الأطفال، وينتهى بالإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي، ويعتبر المصابون بالمرض أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 70 في المائة.
وكانت دراسة سابقة كشفت أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يؤثر على ما يقرب من ربع سكان الكرة الأرضية حاليا.