Logo Logo
الرئيسية
البرامج
جدول البرامج
الأخبار
مع السيد
مرئيات
تكنولوجيا ودراسات
أخبار العالم الإسلامي
تغطيات وتقارير
أخبار فلسطين
حول العالم
المزيد
مسلسلات
البرامج الميدانية
البرامج التخصصية
برامج السيرة
البرامج الثقافية
برامج الأطفال
البرامج الوثائقية
برامج التغطيات والتكنولوجيا
المزيد

الغارديان: عدوان 2008 على غزة عملٌ إرهابيٌ

08 كانون الثاني 19 - 18:00
مشاهدة
1593
مشاركة

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالاً للمؤرخ آفي شلايم، تحت عنوان "عشرة أعوام بعد الحرب الأولى على غزة.. لا تزال إسرائيل تخطّط للقوّة الغاشمة".

يبدأ شلايم مقاله بالقول: "في هذا الشهر، تمرّ الذكرى العاشرة على أوَّل هجوم عسكريّ ضدّ مليون فلسطيني في قطاع غزة، فبعد أن انسحبت إسرائيل بقرار فرديّ من غزة في العام 2005، حوّلت المنطقة إلى أكبر سجن مفتوح على وجه البسيطة، فالعلامتان اللتان ميَّزتا معاملة إسرائيل لغزة، كانتا الكذب والوحشية المطلقة ضدّ المدنيين".

ويضيف المؤرخ: "في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، شنَّت إسرائيل عمليَّة الرصاص المسكوب، حيث دكَّت قطاع غزة المأهول بالسكّان من الجوّ والبرّ والبحر لمدة 22 يوماً، ولم تكن حرباً، أو حتى حرباً غير متماثلة، بل كانت مذبحة من طرف واحد، قتل فيها 13 إسرائيلياً، وقتل من الغزيين 1417 شخصاً، بمن فيهم 313 طفلاً، وأكثر من 5500 جريح. وبحسب أحد التّقديرات، فإنّ نسبة 83% من الضحايا كانوا مدنيين، وزعمت إسرائيل أنها قررت التحرك للدفاع عن مدنييها ضد صواريخ حركة حماس".

ويستدرك شلايم في مقاله بأنَّ "الأدلة تشير إلى حرب عدوانية عقابية مقصودة، وقد كان لدى إسرائيل خيار دبلوماسي، لكنها قرَّرت تجاهله واللجوء إلى القوة العسكرية، ففي حزيران/ يونيو 2008، قامت مصر برعاية اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس؛ الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة، ونصَّ الاتفاق على أن يوقف الطرفان الأعمال العدائية، وأن تقوم إسرائيل تدريجاً بتخفيف الحصار غير القانوني الذي فرضته على القطاع منذ حزيران/ يونيو 2007، وكان الاتفاق ناجحاً بشكل كبير حتى انتهكته إسرائيل في مداهمة قتلت ستة من مقاتلي حركة حماس في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر".

ويشير الكاتب إلى أنَّ الاتفاق أدّى إلى خفض وتيرة الصواريخ من 179 صاروخاً في النصف الأول من العام 2008، إلى ثلاثة ما بين حزيران/ يونيو وتشرين الأول/ أكتوبر.

ويقول شلايم إنَّ قصة الفرص الضائعة كانت موضوع حديث بينه وبين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، والمستشار في شؤون حل النزاعات في الشرق الأوسط في مركز كارتر، روبرت باستور، وهذا ما قاله باستور للكاتب في مكالمة هاتفية بينهما، وأكّدته لاحقاً الدكتورة ماري إليزابيث كينغ، المقربة من الرئيس كارتر في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2013، أي قبل شهر من وفاة باستور. والتقى باستور مع مدير المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2008.

ويلفت المؤرخ إلى أنَّ "خالد مشعل قدَّم لباستور مقترحاً مكتوباً حول كيفية إعادة وقف إطلاق النار، وفعلياً كان المقترح دعوة لتجديد وقف إطلاق النار الموقع في حزيران/ يونيو 2008، وبناء على الشروط الأصلية، وسافر باستور بدوره إلى تل أبيب، والتقى مدير مكتب الشؤون السياسية في وزارة الجيش الجنرال عاموس جلعاد، ووعد الأخير بأنه سيقوم بتمرير المقترح مباشرة لوزير الجيش إيهود باراك، وتوقّع الحصول منه على إجابة في تلك الليلة أو اليوم التالي. وفي اليوم التالي، هاتف باستور مكتب جلعاد ثلاث مرات من دون أن يحصل على رد، وبعدها بقليل شنَّت إسرائيل عملية الرصاص المسكوب".

ويورد شلايم أنه "في البريد الإلكتروني الذي أملاه باستور على ابنه وهو على فراش الموت، ومنحني صلاحية نشره، ونسبة ما ورد في القصة إليه، قال: "إنها لحظة مهمة في التاريخ، ويجب عليها القبول، إن إسرائيل كان لديها في كانون الأول/ ديسمبر 2008 بديل عن الحرب"، وكانت بالتأكيد لحظة مهمة، وأرسلت رسالة واضحة: فإذا كان الهدف الحقيقي هو حماية المدنيين، فكل ما كانت تحتاجه هو اتباع مثال حركة حماس والحفاظ على وقف إطلاق النار".

ويقول المؤرخ إنَّ "ممارسة إسرائيل في الحرب الأولى كانت محلاً للتدقيق من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أرسل لجنة تقصي حقائق ترأسها القاضي المعروف في جنوب أفريقيا ريتشارد غلادستون، الذي كان يهودياً وصهيونياً، ووجد غلادستون وفريقه أن حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيليَّة ارتكبت انتهاكات لقوانين الحرب التي أضرت بطريقة مقصودة بالمدنيين، وتم شجب القوات الإسرائيلية أكثر من حركة حماس بناءً على حجم الانتهاكات وخطورتها".

ويلفت شلايم إلى أنَّ فريق غلادستون حقّق في 36 حادثاً للجيش الإسرائيلي علاقة بها، ووجد الفريق أن إسرائيل شنَّت في 11 حادثاً هجوماً مباشراً على المدنيين بنتائج فتاكة، فيما تم قتل 7 مدنيين عندما خرجوا من بيوتهم رافعين الأعلام البيضاء، إضافةً إلى هجوم مقصود ومباشر على مستشفى وعدد من الحوادث، منعت فيها سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى الذين أصيبوا بجراح خطيرة، وتسع هجمات على بنى تحتية مدنية لا أهمية عسكرية لها، مثل مطاحن الحبوب والمجاري وآبار المياه، مشيراً إلى أن "هذا كلّه جزء من حملة لحرمان المدنيين من الحاجات الضرورية. وبحسب تعبير التقرير، فإنَّ هذا الضّرر الفادح (لم يكن مبرراً بضرورة عسكرية، وتم شنه بطريقة غير قانونية وتعسّفية)".

ويبيّن الكاتب أنه في نتيجة التقرير الَّذي جاء في 575 صفحة، فإنه لاحظ أنَّ الحكومة الإسرائيليّة حاولت تصوير العملية على أنها ردّ ضروريّ لهجمات الصواريخ، وأنها كانت ضرورة للدّفاع عن النفس، "وترى البعثة أن الخطة استهدفت، في جزء منها على الأقل، هدفاً مختلفاً، وهو سكّان غزة بالكامل"، وبناءً على هذه الظروف "تستنتج البعثة أنَّ ما حدث على مدار ثلاثة أسابيع في نهاية 2008 وبداية العام 2009 كان هجوماً مقصوداً وغير متناسب لمعاقبة السكّان المدنيين وإهانتهم وترويعهم والقضاء على اقتصاد غزة المحلّي".

ويقول شلايم: "يجب التأكيد على ما ورد بأنَّ الخطّة كان الهدف منها ترويع المدنيين، فالإرهاب هو استخدام القوّة ضد المدنيين لتحقيق أهداف سياسية. وبناء على هذا التعريف، فإنَّ عملية الرصاص المسكوب تعدّ فعلاً إرهابياً، فالهدف السياسي كان إجبار السكّان على رفض حركة حماس التي فازت بالغالبية الساحقة في انتخابات كانون الثاني/ يناير 2006".

ويرى الكاتب أنّ "عملية الرصاص المسكوب هي رمز لكلّ شيء خطأ في النهج الإسرائيلي تجاه غزة، فالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع سياسي لا يمكن حله بالطرق العسكرية، لكنَّ إسرائيل مصرّة على تجاهل الدبلوماسية والاعتماد على القوّة المفرطة... وهناك مثل إسرائيلي يقول (إن لم تنفع القوة استخدم قوة أكثر)".

ويذهب شلايم إلى أنَّ "عملية الرصاص المسكوب كانت واحدة من سلسلة حروب صغيرة على غزة، وتبعتها عملية عمود السحاب في تشرين الثاني/ يناير 2012، وعملية الجرف الصامد في العام 2014".

ويعلّق الكاتب قائلاً إنَّ "الأسماء المبهرة مجرّد احتيال وتغطية لهجوم على مدنيين عزل وبنى تحتية مدنية، تحت غطاء من الورع الكاذب، وباسم الدفاع عن النفس، وهي تعبير واضح عن اللغة المزدوجة التي وصفها أورويل، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم على رفح في الأول من آب/ أغسطس 2014، حيث قُتلت أعداد كبيرة من المدنيين الذين لجأوا إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة، بأنه (عمل لا أخلاقي وإجرامي)، وينسحب هذا الوصف بالمقام ذاته على سياسة إسرائيل الهادفة إلى شن الحروب على المعتقلين في سجون غزة".

ويقول شلايم إنَّ "الجنرالات الإسرائيليين يتحدّثون عن التوغّلات في غزة على أنها عمليّة قصّ للحشائش في الحديقة، فهذا المجاز يعني عملية يجب القيام بها بشكل منتظم وميكانيكي ودون نهاية، وهي تلمح إلى عمليات القتل العشوائي للمدنيين، وإلحاق الضرر بالبنية المدنية التحتية التي تحتاج إلى سنوات من أجل إصلاحها".

ويختم المؤرخ مقاله بالقول إنَّ "(جزّ الحشائش) هو كناية مبتذلة، ويعطي صورة عن الهدف الأعمق وراء السبب الذي يجعل إسرائيل تتجاهل الدبلوماسية واللجوء المستمرّ إلى القوة العسكرية الغاشمة في ردّها على مظاهر المقاومة الشرعية والسلمية كلّها على حدودها الجنوبية. وبناءً على هذا الواقع القاتم، فلا سلام دائماً، لأنَّ الحرب القادمة هي مسألة وقت".

Plus
T
Print
كلمات مفتاحية

أخبار فلسطين

صحيفة الغارديان

حرب غزة

الاحتلال الصهيوني

يهمنا تعليقك

أحدث الحلقات

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 12-8-2024

12 تشرين الأول 24

في دروب الصلاح

حركة الحياة الدنيا ونتائجها 9-11-1995| في دروب الصلاح

04 تشرين الأول 24

من الإذاعة

سباحة آمنة | سلامتك

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 28-8-2024

28 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسالونك عن الإنسان والحياة | 27-8-2024

27 آب 24

حتى ال 20

آلة الزمن | حتى العشرين

26 آب 24

من الإذاعة

الألعاب الأولمبية ومشاركة بعثة لبنان | STAD

26 آب 24

يسألونك عن الإنسان والحياة

يسألونك عن الإنسان والحياة | 26-8-2024

26 آب 24

في دروب الصلاح - محرم 1446 (ه)

أربعين الإمام الحسين (ع) : الرسالة والثورة | في دروب الصلاح

24 آب 24

موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

محكمة الآخرة | موعظة لسماحة الشيخ علي غلوم

23 آب 24

خطبتا صلاة الجمعة

خطبتا وصلاة الجمعة لسماحة السيد علي فضل الله | 23-8-2024

23 آب 24

من الإذاعة

المفاوضات حول فلسطين : جولات في داخل المتاهة | فلسطين حرة

23 آب 24

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالاً للمؤرخ آفي شلايم، تحت عنوان "عشرة أعوام بعد الحرب الأولى على غزة.. لا تزال إسرائيل تخطّط للقوّة الغاشمة".

يبدأ شلايم مقاله بالقول: "في هذا الشهر، تمرّ الذكرى العاشرة على أوَّل هجوم عسكريّ ضدّ مليون فلسطيني في قطاع غزة، فبعد أن انسحبت إسرائيل بقرار فرديّ من غزة في العام 2005، حوّلت المنطقة إلى أكبر سجن مفتوح على وجه البسيطة، فالعلامتان اللتان ميَّزتا معاملة إسرائيل لغزة، كانتا الكذب والوحشية المطلقة ضدّ المدنيين".

ويضيف المؤرخ: "في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، شنَّت إسرائيل عمليَّة الرصاص المسكوب، حيث دكَّت قطاع غزة المأهول بالسكّان من الجوّ والبرّ والبحر لمدة 22 يوماً، ولم تكن حرباً، أو حتى حرباً غير متماثلة، بل كانت مذبحة من طرف واحد، قتل فيها 13 إسرائيلياً، وقتل من الغزيين 1417 شخصاً، بمن فيهم 313 طفلاً، وأكثر من 5500 جريح. وبحسب أحد التّقديرات، فإنّ نسبة 83% من الضحايا كانوا مدنيين، وزعمت إسرائيل أنها قررت التحرك للدفاع عن مدنييها ضد صواريخ حركة حماس".

ويستدرك شلايم في مقاله بأنَّ "الأدلة تشير إلى حرب عدوانية عقابية مقصودة، وقد كان لدى إسرائيل خيار دبلوماسي، لكنها قرَّرت تجاهله واللجوء إلى القوة العسكرية، ففي حزيران/ يونيو 2008، قامت مصر برعاية اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس؛ الحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة، ونصَّ الاتفاق على أن يوقف الطرفان الأعمال العدائية، وأن تقوم إسرائيل تدريجاً بتخفيف الحصار غير القانوني الذي فرضته على القطاع منذ حزيران/ يونيو 2007، وكان الاتفاق ناجحاً بشكل كبير حتى انتهكته إسرائيل في مداهمة قتلت ستة من مقاتلي حركة حماس في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر".

ويشير الكاتب إلى أنَّ الاتفاق أدّى إلى خفض وتيرة الصواريخ من 179 صاروخاً في النصف الأول من العام 2008، إلى ثلاثة ما بين حزيران/ يونيو وتشرين الأول/ أكتوبر.

ويقول شلايم إنَّ قصة الفرص الضائعة كانت موضوع حديث بينه وبين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، والمستشار في شؤون حل النزاعات في الشرق الأوسط في مركز كارتر، روبرت باستور، وهذا ما قاله باستور للكاتب في مكالمة هاتفية بينهما، وأكّدته لاحقاً الدكتورة ماري إليزابيث كينغ، المقربة من الرئيس كارتر في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2013، أي قبل شهر من وفاة باستور. والتقى باستور مع مدير المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق في كانون الأول/ ديسمبر 2008.

ويلفت المؤرخ إلى أنَّ "خالد مشعل قدَّم لباستور مقترحاً مكتوباً حول كيفية إعادة وقف إطلاق النار، وفعلياً كان المقترح دعوة لتجديد وقف إطلاق النار الموقع في حزيران/ يونيو 2008، وبناء على الشروط الأصلية، وسافر باستور بدوره إلى تل أبيب، والتقى مدير مكتب الشؤون السياسية في وزارة الجيش الجنرال عاموس جلعاد، ووعد الأخير بأنه سيقوم بتمرير المقترح مباشرة لوزير الجيش إيهود باراك، وتوقّع الحصول منه على إجابة في تلك الليلة أو اليوم التالي. وفي اليوم التالي، هاتف باستور مكتب جلعاد ثلاث مرات من دون أن يحصل على رد، وبعدها بقليل شنَّت إسرائيل عملية الرصاص المسكوب".

ويورد شلايم أنه "في البريد الإلكتروني الذي أملاه باستور على ابنه وهو على فراش الموت، ومنحني صلاحية نشره، ونسبة ما ورد في القصة إليه، قال: "إنها لحظة مهمة في التاريخ، ويجب عليها القبول، إن إسرائيل كان لديها في كانون الأول/ ديسمبر 2008 بديل عن الحرب"، وكانت بالتأكيد لحظة مهمة، وأرسلت رسالة واضحة: فإذا كان الهدف الحقيقي هو حماية المدنيين، فكل ما كانت تحتاجه هو اتباع مثال حركة حماس والحفاظ على وقف إطلاق النار".

ويقول المؤرخ إنَّ "ممارسة إسرائيل في الحرب الأولى كانت محلاً للتدقيق من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أرسل لجنة تقصي حقائق ترأسها القاضي المعروف في جنوب أفريقيا ريتشارد غلادستون، الذي كان يهودياً وصهيونياً، ووجد غلادستون وفريقه أن حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيليَّة ارتكبت انتهاكات لقوانين الحرب التي أضرت بطريقة مقصودة بالمدنيين، وتم شجب القوات الإسرائيلية أكثر من حركة حماس بناءً على حجم الانتهاكات وخطورتها".

ويلفت شلايم إلى أنَّ فريق غلادستون حقّق في 36 حادثاً للجيش الإسرائيلي علاقة بها، ووجد الفريق أن إسرائيل شنَّت في 11 حادثاً هجوماً مباشراً على المدنيين بنتائج فتاكة، فيما تم قتل 7 مدنيين عندما خرجوا من بيوتهم رافعين الأعلام البيضاء، إضافةً إلى هجوم مقصود ومباشر على مستشفى وعدد من الحوادث، منعت فيها سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى الذين أصيبوا بجراح خطيرة، وتسع هجمات على بنى تحتية مدنية لا أهمية عسكرية لها، مثل مطاحن الحبوب والمجاري وآبار المياه، مشيراً إلى أن "هذا كلّه جزء من حملة لحرمان المدنيين من الحاجات الضرورية. وبحسب تعبير التقرير، فإنَّ هذا الضّرر الفادح (لم يكن مبرراً بضرورة عسكرية، وتم شنه بطريقة غير قانونية وتعسّفية)".

ويبيّن الكاتب أنه في نتيجة التقرير الَّذي جاء في 575 صفحة، فإنه لاحظ أنَّ الحكومة الإسرائيليّة حاولت تصوير العملية على أنها ردّ ضروريّ لهجمات الصواريخ، وأنها كانت ضرورة للدّفاع عن النفس، "وترى البعثة أن الخطة استهدفت، في جزء منها على الأقل، هدفاً مختلفاً، وهو سكّان غزة بالكامل"، وبناءً على هذه الظروف "تستنتج البعثة أنَّ ما حدث على مدار ثلاثة أسابيع في نهاية 2008 وبداية العام 2009 كان هجوماً مقصوداً وغير متناسب لمعاقبة السكّان المدنيين وإهانتهم وترويعهم والقضاء على اقتصاد غزة المحلّي".

ويقول شلايم: "يجب التأكيد على ما ورد بأنَّ الخطّة كان الهدف منها ترويع المدنيين، فالإرهاب هو استخدام القوّة ضد المدنيين لتحقيق أهداف سياسية. وبناء على هذا التعريف، فإنَّ عملية الرصاص المسكوب تعدّ فعلاً إرهابياً، فالهدف السياسي كان إجبار السكّان على رفض حركة حماس التي فازت بالغالبية الساحقة في انتخابات كانون الثاني/ يناير 2006".

ويرى الكاتب أنّ "عملية الرصاص المسكوب هي رمز لكلّ شيء خطأ في النهج الإسرائيلي تجاه غزة، فالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع سياسي لا يمكن حله بالطرق العسكرية، لكنَّ إسرائيل مصرّة على تجاهل الدبلوماسية والاعتماد على القوّة المفرطة... وهناك مثل إسرائيلي يقول (إن لم تنفع القوة استخدم قوة أكثر)".

ويذهب شلايم إلى أنَّ "عملية الرصاص المسكوب كانت واحدة من سلسلة حروب صغيرة على غزة، وتبعتها عملية عمود السحاب في تشرين الثاني/ يناير 2012، وعملية الجرف الصامد في العام 2014".

ويعلّق الكاتب قائلاً إنَّ "الأسماء المبهرة مجرّد احتيال وتغطية لهجوم على مدنيين عزل وبنى تحتية مدنية، تحت غطاء من الورع الكاذب، وباسم الدفاع عن النفس، وهي تعبير واضح عن اللغة المزدوجة التي وصفها أورويل، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم على رفح في الأول من آب/ أغسطس 2014، حيث قُتلت أعداد كبيرة من المدنيين الذين لجأوا إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة، بأنه (عمل لا أخلاقي وإجرامي)، وينسحب هذا الوصف بالمقام ذاته على سياسة إسرائيل الهادفة إلى شن الحروب على المعتقلين في سجون غزة".

ويقول شلايم إنَّ "الجنرالات الإسرائيليين يتحدّثون عن التوغّلات في غزة على أنها عمليّة قصّ للحشائش في الحديقة، فهذا المجاز يعني عملية يجب القيام بها بشكل منتظم وميكانيكي ودون نهاية، وهي تلمح إلى عمليات القتل العشوائي للمدنيين، وإلحاق الضرر بالبنية المدنية التحتية التي تحتاج إلى سنوات من أجل إصلاحها".

ويختم المؤرخ مقاله بالقول إنَّ "(جزّ الحشائش) هو كناية مبتذلة، ويعطي صورة عن الهدف الأعمق وراء السبب الذي يجعل إسرائيل تتجاهل الدبلوماسية واللجوء المستمرّ إلى القوة العسكرية الغاشمة في ردّها على مظاهر المقاومة الشرعية والسلمية كلّها على حدودها الجنوبية. وبناءً على هذا الواقع القاتم، فلا سلام دائماً، لأنَّ الحرب القادمة هي مسألة وقت".

أخبار فلسطين,صحيفة الغارديان, حرب غزة, الاحتلال الصهيوني
Print
جميع الحقوق محفوظة, قناة الإيمان الفضائية