02 كانون الثاني 19 - 16:30
أطلقت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع على مئات الأشخاص الذين حاولوا يوم الاثنين الوصول إلى قصر الرئيس عمر البشير المجاور للنيل في الخرطوم للاحتجاج على زيادة الأسعار ومطالبته بالتنحي.
وألقى رجال شرطة القبض على عشرات المحتجين بينما تابع آخرون المظاهرات من فوق أسطح المباني ومن العربات المدرعة التي تقف في الشوارع وقد نصبت عليها مدافع رشاشة.
وهتف بعض المحتجين ”الشعب يريد إسقاط النظام“ وهو شعار جرى ترديده على نطاق واسع خلال انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من القادة.
ولاحقا ظهر البشير على التلفزيون السوداني متجهم الوجه ليقر بأن بلاده تواجه تحديات وتعهد بالتعامل معها، لكنه لم يشر إلى الاضطرابات.
وقال البشير (74 عاما) ”بلادنا تمر بظروف اقتصادية ضاغطة أضرت بشريحة واسعة من مجتمعنا لأسباب خارجية وداخلية تعلمونها“.
وقال خلال كلمته عشية الاحتفال بذكرى الاستقلال التي تحل أمس الثلاثاء ”إننا على ثقة بأننا نوشك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعابرة“.
وفي الخرطوم انقسمت المظاهرة الرئيسية في وسط المدينة إلى مظاهرات صغيرة وقال شهود إن الشرطة أطلقت مساء الاثنين الغاز المسيل للدموع على نحو 200 شخص بحي شمبات بشمال المدينة.
ودفع ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وأزمة السيولة النقدية المحتجين للخروج إلى الشوارع في أنحاء السودان خلال الأسبوعين الماضيين.
وتشير التقديرات الرسمية إلى مقتل 19 شخصا على الأقل منذ بدء الاحتجاجات بينهم اثنان من رجال الجيش. وفي الأسبوع الماضي قالت منظمة العفو الدولية إن تقديراتها للقتلى تشير إلى الضعف.
واتهم نشطاء وجماعات حقوقية البشير وأجهزته الأمنية باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين. لكن وزير الداخلية أحمد بلال عثمان قال ”الاحتجاجات كانت محدودة اليوم وتم احتواؤها والشرطة تعاملت بانضباط وفق القانون“.
وقال لرويترز ”الاحتجاجات مبررة بالنسبة لأزمة الوقود والخبز لكن فيه (كانت هناك) جهات حاولت تستغلها للتخريب“.
* أزمة اقتصادية
قال إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة القومي المعارض إن المطلب الرئيسي للمعارضة في هذه المرحلة هو استكمال تغيير النظام وتشكيل حكومة مؤقتة تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان.
وقال أحد أفراد أسرة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إن ابنته زينب المهدي من بين المحتجين الذين جرى اعتقالهم في وسط الخرطوم يوم الاثنين.
وأغلقت السلطات المدارس وأعلنت حالة الطوارئ في عدة مناطق منذ اندلاع الاحتجاجات للمرة الأولى في مدينة عطبرة في شمال شرق السودان يوم 19 ديسمبر كانون الأول.
ويقول الشهود إن قوات الأمن استخدمت على نحو متكرر الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية طاحنة بدأت عام 2011 عندما صوت الجنوب لصالح الانفصال ليأخذ معه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط. وتفاقمت الأزمة بسبب سوء الإدارة والإفراط في الإنفاق على مدى سنوات.
وتتهم جماعات المعارضة البشير، الذي يحكم السودان منذ عام 1989، بسوء إدارة الاقتصاد وإهدار الموارد. وفشلت سلسلة من الإجراءات، التي شملت خفضا حادا في قيمة الجنيه السوداني في أكتوبر تشرين الأول، في إنعاش الاقتصاد.
وأيد أعضاء البرلمان هذا الشهر تعديلا دستوريا لرفع القيود عن فترات الرئاسة والتي كانت ستلزم البشير بالتقاعد في 2020.
وقال البشير يوم الاثنين ”ملتزمون بإجراء الانتخابات في 2020 في أجواء حرة نزيهة... ندعو كافة القوى السياسية إلى الإعداد الجاد للمشاركة فيها“.