مثل أي جمعية غير ربحية تواجه "مجموعة ساعد" صعوبات جمّة خاصةً مع زيادة أعداد المستفيدين حيث تجاوز عددهم في اليوم الواحد أكثر من 2000 عابر سبيل.
مع بداية شهر رمضان المبارك عمل متطوعون شباب على تقديم عدة مبادرات رمضانية في مختلف المحافظات السورية.
وضمن أكبر المبادرات الرمضانية وأكثرها انتشاراً واستمراراً منذ 10 سنوات حتى اليوم تنظم "جمعية ساعد" تحت عنوان "خسى الجوع" فعالية خيرية، حيث تحرص كل رمضان على تقديم الألاف من وجبات الافطار في مناطق عدة من دمشق وحلب.
و يجتمع خلف الجامع الأموي في دمشق مئات المتطوعين المنظمين ضمن آلية منسقة لإعداد وجبات الطعام بروح جميلة مع لمسة حب تضفيها مساعدتهم على الوجبات الرمضانية، حيث يحدثنا مازن القاري وهو يعمل كمنسق في مبادرة "خسى الجوع" ويعرّفنا بالجمعية الراعية للمبادرة فيقول "إنّ جمعية ساعد هي جمعية تنموية مرخصة من وزارة الشؤون وبدأنا العمل بها منذ عام 2015".
رقم قياسي عالمي...
ويضيف "أما مبادرة "خسى الجوع" فقد بدأنا بها منذ عام 2013 وكان هدفنا تحضير 100 ألف وجبة، ووجدنا أننا تطورنا بسرعة، ليأتي عام 2017 ونسميه (عام المليونية) حيث قمنا بتحضير مليون و57 ألف وجبة في رمضان ضمن مطابخ جمعية ساعد, وكنا على وشك الدخول برقم قياسي في موسوعة غينيس، ولكن اختلفنا على التسمية، حيث أرادوا أن نكتب " إطعام جائع" وهو ما نرفضه تماماً.
ومثل أي جمعية غير ربحية تواجه مجموعة ساعد صعوبات جمة خاصةً مع زيادة أعداد المستفيدين حيث تجاوز عددهم في اليوم الواحد أكثر من 2000 عابر سبيل.
ويتحدث مازن للميادين نت عن العقبات التي واجهتهم هذا العام، حيث تلخصت في صعوبة تأمين المواد الأساسية من رز وسكر وزيت, خاصةً أن ثمنها يرتفع في شهر رمضان، لذلك بدأنا بالتجهيز قبل رمضان بثلاثة أشهر تقريباً".
أما عن طرق جني التبرعات فأكّد مازن أنها "تأتي عادة في رمضان نظراً لأنّ الناس تتبرع بزكاة إفطارها وزكاة مالها في هذا الشهر الكريم حيث تكون الأسعار ما يقارب الضعفين أو حتى أكثر، ورغم ذلك فإنهم لا يقبلون التبرّع من أي منظمة خارجية".
كما يواجه أصحاب المبادرة مشكلة أخرى في أعداد المتطوعين حيث تتفاوت الأعداد بين يوم وآخر وتنقص أحياناً، ويبيّن مازن أنّ العدد يكون بعض الأحيان كافٍ ولكن ليس بشكل يومي, وهم كفريق يستطيعون اكمال المهمة لوحدهم بجهود مضاعفة، لكنهم يفسحون المجال للمتطوعين ليتعرفوا على كيفية هذا العمل التطوعي وكي يعيشوا ساعات من التطوع مع الفريق الأساسي .
وعن أماكن توزع هذه المبادرة يتحدث المنسق في "خسى الجوع" للميادين نت أنّها امتدت من الشام إلى حلب, وفي دمشق تحديداً قام منظمو المبادرة بزيادة مناطق التمركز بها, وإضافة مطبخ في ريف دمشق لأول مرة في منطقة حمورية وإضافة مطبخ آخر في القنيطرة -بالتعاون مع جمعية المبرات الخيرية لأبناء الجولان ومع جامع النقش بندي- بالإضافة إلى المطبخين الأساسين في دمشق وهما مطبخ يقع خلف الأموي ومطبخ في المزة .
وعن اقتصار المبادرة على محافظتي دمشق وحلب أوضح مازن أنّه كان يوجد في السنوات السابقة عدة مطابخ في حمص واللاذقية وحماه وفي السويداء، ولكن هذه السنة بسبب ضعف الموارد بالنسبة للجميع فقد اقتصر العمل على المطابخ الأساسية في محافظتي حلب ودمشق.
وخلال تغطية واقع المبادرة تحدثنا إلى إحدى المتطوعات وتدعى أمل كركوتلي عن هذا التطوع فقالت أنه "شعور جميل جداً أن نعمل ونطبخ الطعام لكل صائم ولكل محتاج، خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها"، مؤكدةً أنّ "هذا العمل منظّم ومقسّم وإنّ الفريق يعمل بروح واحدة ودون أي مقابل مادي ،فالمقابل المعنوي كبير والشعور بالرضى أكبر".
المصدر:الميادين نت